قلق "إسرائيلي" من تراجع نفوذ أميركا وضعف مسار التطبيع(3)
تتداعى الأصوات الإسرائيلية المطالبة باستغلال حالة الضعف التي تعانيها إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وتحويل هذا الخطر إلى فرصة حقيقية لعدم التمسك الدائم بالسياسة التي تعلنها إدارة بايدن، وعدم الاعتماد عليها في العمليات الإقليمية المهمة.
ومما ساهم بزيادة هذه القناعات الإسرائيلية أن ما أسمته "ضجة مهرجان" زيارة بايدن، لم تسفر عن تحقيق الإمكانات الكامنة منها لإحداث تغيير استراتيجي في المنطقة، مما يطرح تساؤلات جدية في تل أبيب حول مدى تأثير التغييرات الحاصلة في المنطقة على النفوذ الأميركي، ومدى واقعية الحاجة الإسرائيلية للتعلق بها، رغم أن زيارة بايدن أظهرت العلاقة الحميمة الأساسية بين تل أبيب وواشنطن، والتزام الأخيرة بأمن الاحتلال، ومصالحهما المشتركة في تعزيز العلاقات مع الدول المطبعة.
الجنرال يوسي كوبرفاسر الرئيس السابق لقسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية- أمان، والباحث بمعهد القدس للشؤون الدولية، ذكر أن "تل أبيب تشعر بجدية الخلافات مع واشنطن في المواقف من الملفين الإيراني والفلسطيني، وتباين استشرافهما للمستقبل، وكأن ذلك عكس الاعتراف الأميركي الصعب بالواقع الجديد الناشئ نتيجة الحرب في أوكرانيا، وعدم نجاح العودة للاتفاق مع إيران، مما قد يجبر إدارة بايدن على الإقرار بتهديد المصالح الأميركية الحيوية، وهذا مصدر قلق إسرائيلي".