kayhan.ir

رمز الخبر: 154169
تأريخ النشر : 2022July24 - 20:19

حكومة بني خليفة ضد ارادة شعبها

 

مهدي منصوري

 

القرار الذي  اتخذه ملك البحرين باقالة الشيخة "مي" بنت محمد آل خليفة من رئاسة هيئة الثقافة والاثار  وذلك على خلفية رفضها مصافحة سفير الاحتلال  الصهيوني، اثارت مشاعر الاستهجان ليس فقط لدى الشعب البحريني بل لاغلب المراقبين والمحللين لان مثل هذا القرار يعكس وبوضوح ان حكومة بني خليفة رغم ذهابها للتطبيع مع  الكيان الصهيوني والذي رفضه الشعب البحريني برمته الا انه لم يكن يعتقد احد في البحرين اوغيرها من البلدان ان يفضل بطرد وزيرة من ابناء الوطن في الحكومة لعدم مصافحتها عدوا للبلد الذي احتل موقع سفيرا له، فضلا عن انه لم يكن مسؤولا رفيعا.

ولا ندري هل ان هناك مادة دستورية استند  عليها الملك في هذا القرار ام انه نوع من التزلف او الذهاب بعيدا في موضوع التطبيع مع العدو الصهيوني بحيث يضحي باقرب الناس اليه وهو من ابناء شعبه لان الوزيرة هي من ابناء البحرين ومن الاسرة الحاكمة من اجل موظف صغير في الكيان الصهيوني. رغم ان موقف الوزيرة البحرينية لم يكن مستغربا او جديدا في العالم لان الكثير من الحوادث المماثلة قد حدثت ولم نسمع ان الحكومات  اتخذت قرارا قاسيا كما اتخذه الملك حمد.

وقد نال موقف الوزيرة البحرينية هذا كل الاجلال والاحترام لانه شكل صور واضحة من صور رفض  بلادها للتطبيع مع الكيان الغاصب وقد نشرت وسائل الاعلام الحادث من انه وفي يوم 16 حزيران الماضي عقد السفير الاميركي في البحرين ستيفن بوندي مجلس عزاء خاص في منزله بمناسبة وفاة والده ودعا اليه جمع من السفراء والمسؤولين البحرينيين ومن بينهم السفير الصهيوني "ايتان نائبته" واثناء التصوير قام احدهم بتعريف الوزيرة الشيخة مي "آل خليفة" الذين يتصافحون معها وعندما وصلت للسفير الصهيوني في المنامة سحبت يدها ورفضت مصافحته وخرجت من منزل السفير الاميركي  وطلبت من السفارة عدم نشر اي صورة لها في مجلس العزاء. ولم يكن هذا الموقف الشجاع للوزيرة الوحيد بل انها وفي وقت سابق رفضت المسؤولة البحرينية والتي برتبة وزير مشروعا تقدم به مستثمرون يهود من الولايات المتحدة بتشبيه حي يهودي مع كتابات ارشادية ونجمة داود تستقبل السياح في البحرين حتى الكنيس اليهودي.

وسجلت الوزيرة بمواقفها هذه صورة معبرة ليس تمثل نفسها به بل تمثل احاسيس ومشاعر كل  ابناء البحرين الذين رفضوا التطبيع من خلال ممارساتهم الاحتجاجية وغيرها وعندما نؤ كد ان الشعب البحريني نطلب من حكومة بني خليفة فسح المجال ولو لساعة واحدة للشعب البحريني ان يعبر من مشاعره تجاه التطبيع من خلال اعطائه فرصة التجمع في احد الميادين وعندها يمكن ان ترفع الغشاوة وحالة العمى التي تعيشه  حكومة ال خليفة وخاصة عندما  تسفر الحقيقة عن نفسها وبوضوح.

واخيرا فان الوزيرة  وبموقفها الشجاع  والبطولي هذه اعطت رسالتين مهمتين الاولى ان الشعب البحريني يرفض تواجد الصهاينة على اراضيه لانهم اعداء لابناء الشعب الفلسطيني الذي يكن له الشعب البحريني كل احترام وهو يواجه العدو الصهيوني.

والرسالة الاخرى المهمة هو ان تدرك حكومة بني خليفة ان مسارها في الخضوع لارادة الاخرين وانسلاخها  عن سيادة قرارها السياسي قد خالفت ارادة الشعب البحريني.