إيران تواصل إسعاف سوريا بالمشتقات النفطية
يرى المراقبون للشأن السوري إن تفعيل الخط الائتماني بين دمشق وطهران سوف يكون بادرة إنفراج نسبية لأزمة شح المشتقات النفطية في سوريا خصوصا بعد اعادة تشغيل مصفاة بنياس النفطية.
ومع إعادة تشغيل مصفاة بنياس للعمل بعد توقف قهري، ربط المراقبون للشأن السوري العودة للمصفاة الحيوية بوصول ناقلات محملة بالنفط الإيراني الى سوريا بعد إعادة تفعيل الخط الإتماني بين البلدين الحليفين.
المراقبون للشأن السوري يقولون ان اعادة تفعيل الخط الائتماني مثّل أملاً جديداً لسوريا التي تحتاج الى مشتقات، فقدتها نتيجة العقوبات الغربية ضدها والإجراءات الأحادية الجانب التي يقوم بها الغرب ضد الشعب السوري.
الصعوبات التي تواجهها الحكومة السورية في توفير المشتقات النفطية لمواطنيها، عديدة وتتصل بشكل مباشر بقرار الحصار المفروض على هذا القطاع الحيوي الهام.
محللون سياسيون سوريون يقولون ان هناك مجموعة من الأسباب تزيد من صعوبات السوريين للحصول على المشتقات النفطية ومنها الإرتفاع غير المسبوق لأسعار النفط عالميا في الفترة الماضية وكذلك إرتفاع رسوم النقل البحري الى جانب صعوبات التحويل المالي الذي تم عرقلته وفق ما يسمى بقانون قيصر الأميركي ضد سوريا.
الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد الى العاصمة الإيرانية طهران والتي التقى من خلالها كبار المسؤولين الإيرانيين عكست مستوى التنسيق بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية لكن الحل الجذري لمشكلة الطاقة السورية بحسب المراقبين يبقى مرهونا بإقتلاع المحتل الأميركي من منطقة شرق الفرات حيث تكمن الثروة التي تنتظر ثورة لتحريرها.
السوريون يقولون ان التواجد الأميركي غير المشروع على الاراضي السورية يهدف الى إعاقة توقيت الإستقرار في سوريا خدمة لمصالح "إسرائيل" في المنطقة.
موقف دمشق المستجد من الأزمة السورية يأتي في ظل اختتام الجولة الثامنة عشرة من محادثات استانا التي أكدت على مكافحة الإرهاب وإدانة الإعتداءات الصهيونية على سوريا في بيان مشترك من إيران وروسيا وتركيا والذي أكد البيان أيضا ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا وسلامة ووحدة أراضيها.
وبين هذا وذاك لا يزال السوريون يعيشون على وقع الاختناقات اليومية التي أفرزتها أزمة شح الموارد النفطية، لكن تفعيل الخط الائتماني مع الحليف الإيراني قد يساهم في حصول إنفراجات نسبية يسيل فيها السوريون الوقت ريثما يسيل الغاز والنفط في منشآتهم مجددا بعد تطهير مناطق شرق الفرات من المحتل الأميركي وأدواته.