انتفاضة الشعب العراقي ضد اميركا وعميلها صدام
مهدي منصوري
انطلقت شرارة الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991ضد حكم المقبور صدام من ساحة سعد في البصرة والتي سرت بسرعة كبيرة جدا بحيث شملت كل انحاء العراق، وجاءت هذه الانتفاضة بعد الانتكاسة الكبيرة في انسحاب الجيش العراقي من الكويت تحت وطأة ضربات القوات الاميركية بحيث ان الجنود العراقيين قطعوا المسافة بين الكويت والبصرة منهزمين مشيا على الاقدام، الا ان صدام المقبور قد غير المفاهيم لخداع الرأي العام العراقي عندما اعتبر الامر انتصارا كبيرا واطلق عليها "ام المعارك" ، وامام هذا الانكسار الكبير خرج العراقيون وفي كل المحافظات العراقية الى الشوارع وترديد الاهازيج بالتنديد بصدام وحزبه بحيث اتجهوا الى مراكز الامن واطلقوا السجناء وتمت السيطرة من قبل الثوار على الاسلحة الموجودة في مخافر الشرطة ومقرات حزب البعث وبدأت المواجهة المسلحة مع فلول حزب البعث بحيث وصل القتال الى ما يقرب بكيلومترات قليلة عن العاصمة بغداد.
وكما اشار مراقبون ان الانتفاضة المباركة وباتساعها هذا باتت قريبة من الانتصار وازالة حكم الطاغية الا ان الاميركان وبعض الدول الخليجية خذلت الثوار ووقفت الى جانب صدام المجرم بدعمه ضد الانتفاضة بتقديم طائرات الهليكوبتر لان الجيش انهار عن بكرة أبيه وانضم الى الثوار. واستفاد صدام المجرم من هذه الطائرات بضرب الانتفاضة الشعبانية التي لا تملك سوى السلاح الخفيف. و تم اعتقال الالاف من ابناء الثورة من خلال رجال الامن والاستخبارات الصداميين المجرمين.
ومما يمكن الاشارة اليه ما كشفه احد اعضاء المعارضة العراقية الذي ذهب الى السعودية حينما وجه سؤالا لاحد الضباط السعوديين المشاركين في غرفة العمليات، لماذا اوقفتم تحرككم نحو اسقاط صدام والذي كان في متناول ايديكم وقدمتم الدعم من جديد له، فاجاب هذا الضابط السعودي كنا "لا نرغب ان تكون ايران ثانية في جوارنا".
يعكس هذا القول والدعم الاميركي المباشر لصدام للقضاء على الانتفاضة المباركة هو الخوف من ان يستلم العراقيون زمام امورهم بايديهم، ومن جهة اخرى فقد قالها امير الكويت آنذاك الامير جابر الاحمد الصباح ومن على منبر الامم المتحدة وبعد انهاء الانتفاضة ان يكون "صدام ضعيف بيننا افضل من المجهول القادم". وهذا يعكس مدى الخسة التي تعامل بها الاميركان وبعض دول الخليج الفارسي ضد الشعب العراقي وانتفاضة المباركة.
واليوم والعراقيون يحتفلون بهذه المناسبة الوطنية الكبرى يستذكرون المواقف المعادية لهم وخذلانهم من قبل الاميركان والخليجيين والذين وقفوا الى جانب الطاغية امام ارادة شعب تواق للحرية والاستقلال والاستعباد وكذلك فانهم يشعرون جيدا ان ما عانوه في زمن المقبور صدام وما بعد سقوط هذا المجرم وليومنا هذا هو امتداد لتلك الحقبة المظلمة لان وكما هو معلوم ان اعداء الشعب العراقي لا يريدون للعراق الاستقرار والازدهار فاغرقوه بالازمات المختلفة المترادفة والتي اصبحت عقبة كاداء في تطور الاوضاع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، لكن الشعب العراقي اليوم والذي عرفا اعداءه والحاقدين عليه فانه شمر سواعد شبابه الابطال ومن خلال مجاميع المقاومة الباسلة في التصدي لكل المشاريع الاستعمارية خاصة الاميركية الاقليمية والذي احبط الكثير منها وسيحبط كل المؤامرات التي تحاك ضده بمختلف المستويات ويأخذ زمام المبادرة بادارة البلد من دون خرق للسيادة والاملاءات الخارجية حاملا في داخله شعلة الانتفاضة المباركة والتي لن تخبوا ابدا.