منظمات حقوق الإنسان تنتقد الصمت الدولي وعجز الأمم المتحدة لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في جرائم العدوان
*المنظمات تحمّل الأمم المتحدة مسؤولية عدم رفع التقارير حول مجازر العدوان الأخيرة والقيام بمسؤولياتها تجاه المصابين والاشلاء
*الصحة اليمنية: استشهاد 82 سجينا وإصابة 266 آخرين جلهم في حالة خطرة اثر غارات العدوان على سجن الصعدة
صنعاء- وكالات:- عقدت وزارة الصحة اليمنية والمنظمات الإنسانية، امس السبت، مؤتمراً صحافياً من أمام مكان وقوع مجزرة السجن الاحتياطي في صعدة، والتي ارتكبها التحالف السعودي وذهب ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.
وأدانت منظمات حقوق الإنسان خلال المؤتمر جرائم الحرب ضد الإنسانية على الشعب اليمني، والتي كان آخرها ما ارتكبه العدوان في السجن الاحتياطي في صعدة.
ولفتت إلى أن عمليات الإنقاذ ما زالت جارية حتى اللحظة في السجن الاحتياطي في صعدة للبحث عن ناجين.
كما استنكر بيان منظمات حقوق الإنسان صمت المجتمع الدولي وعجز الأمم المتحدة والمنظمات الدولية عن تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في جرائم العدوان، وأكدت أنها تريد أفعالاً من الأمم المتحدة لا أقوالاً، مؤكدة ضرورة أن تتوقف هذه الجرائم.
وخلال المؤتمر الصحافي من أمام مكان مجزرة السجن الاحتياطي في صعدة، حمّل محافظ صعدة محمد جابر عوض الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن المجازر التي تُرتكب في اليمن.
كما حمّل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية مسؤولية رفع التقارير حول مجازر العدوان الأخيرة والقيام بمسؤولياتها تجاه المصابين والاشلاء.
وأشار المحافظ إلى أن نزلاء السجن الاحتياطي كانوا ضحية لصمت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، داعياً الشعب اليمني إلى رفد الجبهات والرد على مجازر العدوان.
من جهتها، أشارت منظمات المجتمع المدني في اليمن إلى أنها ليست الجريمة الأولى للعدوان، وهي سلسلة من جرائم يرتكبها منذ 7 سنوات، لافتةً إلى أن "لجنة الصليب الأحمر نزلت إلى السجن قبل الجريمة بثلاثة أيام، كما أن الأمم المتحدة رفعت للعدوان إحداثيات السجن لكي لا يتم استهدافه، لكن العدوان لم يبالِ".
واستنكرت منظمات إنسانية غربية، وعلى رأسها منظمة اللاجئين النرويجية، المجازر الوحشية التي يرتكبها التحالف السعودي في كل من صعدة والحديدة وصنعاء.
وسقط أكثر من 65 شهيداً وأكثر من 120 جريحاً من جرّاء غارات للتحالف السعودي، استهدفت بشكلٍ مباشر السجن المركزي في صعدة، إلا أن مجلس الأمن، اليوم، أدان ما وصفه "بالعدوان الإرهابي الوحشي على أبو ظبي وعلى مناطق أخرى من السعودية".
وقبل ذلك استهدفت طائرات التحالف السعودي مبنى الاتصالات في مدينة الحُدَيْدَة، الأمر الذي أدّى إلى وقوع 6 شهداء، بينهم 3 أطفال، و18 جريحاً، معظمهم من الأطفال.
وأعرب أمين عام الأمم المتحدة، أنتونيو غوتيريش، عن تنديده بالضربات الجوية التي شنها تحالف العدوان الذي تقوده السعودية على سجن في شمالي اليمن.
وقال غوتيريش في بيان إن "ضربات جوية أخرى سجلت في أماكن أخرى في اليمن مع سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين بينهم أطفال"، مطالبا بـ"تحقيقات سريعة وفاعلة وشفافة" في هذه الأحداث بهدف محاسبة منفذيها.
كما دانت الرئاسة النرويجية لمجلس الأمن الدولي الغارات الجوية الأخيرة لتحالف العدوان بقيادة السعودية على اليمن والتي خلفت حسب المعطيات الأخيرة أكثر من 200 قتيل وجريح.
ووصفت المندوبة النرويجية لدى الأمم المتحدة، مونا جول (وهي تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي في يناير)، للصحفيين، قبل بدء اجتماع طارئ مغلق للمجلس حول العمليات اليمنية الاخيرة على الإمارات (اعصار اليمن)، وصفت الغارات الأخيرة للتحالف بأنها "غير مقبولة".
وقالت: "نحن قلقون للغاية ... وندعو إلى نزع فتيل التصعيد وضبط النفس".
من جهته أعلن وزير الصحة اليمني طه المتوكل عن استشهاد 82 سجينا وإصابة 266 اخرين جلهم في حالة خطرة اثر غارات العدوان على السجن الاحتياطي في صعدة.
وناشد المتوكل الدول الصديقة والشقيقة والمنظمات الدولية بتسيير رحلات طبية إسعافية إلى اليمن لإجلاء مصابي مجزرة السجن الاحتياطي.
وأضاف وزير الصحة اليمني أن القطاع الصحي في اليمن منهك جدا في اليمن نتيجة 7 سنوات من العدوان لا يستطيع استيعاب هذا الكم من الحالات، وندعو الى استنفار طبي في جميع المحافظات.
وتابع المتوكل أن العدوان يرتكب جريمة مركبة في استهداف الشعب اليمني عبر الجرائم وعبر الحصار، وندعو العالم الى فتح مطار صنعاء وإيقاف العدوان والحصار
كما دعا الصليب الأحمر والمنظمات الى ادانة الجريمة البشعة والانتقال من الصمت الى الموقف الواضح.
وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" الإغاثية قد اكدت في وقت سابق أن غارات تحالف العدوان السعودي الأخيرة خلفت 70 قتيلا و138 جريحا على الأقل في مركز احتجاز بمدينة صعدة شمال اليمن، بينما أفادت منظمة "أنقذوا الأطفال" الإغاثية مقتل ثلاثة أطفال على الأقل في محافظة الحديدة غرب البلاد.