القصف في أبو ظبي والعويل في بغداد
مهدي منصوري
قد لا يكون من المستغرب ان تصدر ردود افعال المحور الاميركي في المنطقة سواء من الدول وغيرها وفي المقدمة الكيان الصهيوني منددة بما قام به انصار الله باستهداف بعض المراكز الاستراتيجية والحساسة في العاصمة الاماراتية ابو ظبي والذي جاء رد فعل طبيعي لما تقوم وتساهم به الامارات في استمرار العدوان السعودي على اليمن بتقديم الدعم العسكري واللوجستي والذي كان آخره نقل مجاميع عسكرية من الجنوب وما يسمعون بـ "العمالقة" الى شبوه ومأرب لتساعد الارهابيين ومجاميع هادي في ايقاف زحف التحريرلهذين المحافظتين من دنسهما. وكذلك ارسال الباخرة المحملة بالسلاح لدعم هذا التحرك العدواني.
ولما كان من حق انصار الله ان يدافعوا عن استقلال وسيادة بلدهم ومنع اي تحرك يساهم في استمرار العدوان، فلذا جاء الرد القوي الذي اذهل العالم اجمع، وللاسف الشديد وفي الطرف المقابل سمعنا بعض التصريحات من قبل بعض المكونات العراقية وبدلا من الوقوف مع الشعب اليمني المظلوم الذي يواجه عدوانا قاسيا ومدمرا اخذت تصدر الاصوات النشازالمستفيدة من الامارات ماليا واقتصاديا بالتنديد بهذا الهجوم خاصة الخارجية العراقية رغم ان اغلبية ابناء الشعب العراقي هم من المتعاطفين مع ابناء اليمن الاحرار الذين يقفون صامدين امام اخضاع بلادهم للارادات الاجنبية وسلب استقلاله وسيادته.
والملاحظ ان العراق الذي ينبغي ان يبعد نفسه عن سياسة المحاور وان يكون مستقلا في قراره الا ان رد فعل هذه المكونات المؤيد للعدوان السعودي والمعادي لانصارالله يشكل وصمة عار في جبينهم لانهم وقفوا مع الظالم ضد المظلوم. وقد انتقدت بعض القوى السياسية تضامن بعض السياسيين العراقيين مع المطبعين مع الكيان الصهيوني مشيرين ان الأمارات وكيانها الصهيو - أمريكي ارتكبوا مجازر كبيرة في اليمن فاقت المجازر النازية خلال الحرب العالمية الثانية “ً وأن “المقاومة اليمنية ردت بجزء بسيط على الأمارات”. مما يشير الى ان “أصوات المرتزقة والعملاء بالعويل والصراخ بدأت عندما ردت المقاومة اليمنية على رعاة الإبل المطبعين مع الكيان الصهيوني”.
ولذلك وفي الطرف المقابل فان ابناء المقاومة العراقية والتي تمثل اغلبية الشعب العراقي قد وقفت مع ابطال انصار الله الذين تحملوا ولازالوا يتحملون ضراوة العدوان السعودي الاجرامي والذي اهلك الحرث والنسل وحصد الالاف من ارواح الابرياء ودمر البنى التحتية بحيث اعاد اليمن الى الوراء لعشرات بل مئات السنين محذرة حكام دويلة الامارات المطبعين مع الصهاينة من مغبة استمرارهم في التدخل بالشأن العراقي الداخلي وزرعهم بذور الفتن والتفرقة بين ابناء شعبنا الحر الكريم ونقول لهم ان العراقيين اباة مرفوعو الهام لم ولن يسمحوا لكم ولا لغيركم بالتمادي في التجاوز على سيادة العراق وتهديد الامن والسلم الاهلي في عراقنا الغالي.
واخيرا وفي نهاية المطاف لابد من القول ان العراق الذي تحرر من ربقة الاستعمار والاستعباد وبعد سقوط الطاغية صدام لا يمكن ان يعود للوراء وان الاصوات التي انطلقت بالتنديد لما قام به ابطال انصارالله لم يمثل الصورة الحقيقية للشعب العراقي الذي يشارك ابناء اليمن همومهم ومشاكلهم بحيث انهم يتواصلون معهم من خلال تقديم المساعدات المختلفة لتخفيف الضغط والحصار السعودي والاماراتي عليهم.