دبلوماسي سابق: العلاقات بين ايران والسعودية لمصلحة الجميع
طهران/فارس:- أكد سفيرنا السابق لدى الرياض، أن منطقة الخليج الفارسي بحاجة الى ايران، وأن توسيع العلاقات الجيدة والصحيحة والعميقة والثابتة والمستقرة بين ايران والسعودية وفضلا عن مصلحة حكومتي وشعبي البلدين فإنها من المؤكد مؤثرة على الأصعدة العالمية والدولية.
وأشار محمد رضا نوري شاهرودي (الذي كان سفيرا للجمهورية الاسلامية الايرانية في الرياض من 1996 الى 2000)، الى وجود المشتركات ومختلف الفرص بين البلدين، واصفا إقرار العلاقات بين ايران والسعودية بأنها تصب في مصلحة شعبي وحكومتي البلدين والمنطقة والشرق الاوسط والعالم الاسلامي بأسره.
وردا على سؤال عن الترتيبات والمقدمات التي ينبغي للبلدين ايران والسعودية اتخاذها من أجل استئناف العلاقات السياسية، قال نوري شاهرودي: ان السعودية جارنا وهي تتمتع بفرص كبيرة لتطوير العلاقات وبالطبع في مقدمتها وجود ديار الوحي والمدينة المنورة ومكة المكرمة التي تطمح لها أنظار الملايين من العشاق الايرانيين. لذلك ورغم التوتر السياسي السائد، الا أنه لا يمكن تصور احتمال القطيعة بين الشعبين الايراني والسعودي، في أي برهة من الزمان، وذلك بسبب وجود بيت الله الحرام. وبالتالي فإنه في عالم السياسة والساحة الدولية يوجد دوما احتمال لبروز الخلافات بين الحكومات، ولكنه يمكن من خلال إزالة التوتر تهيئة الارضية لاستئناف العلاقات، مشيرا الى أن المعيار والاساس لتسوية الكثير من الصراعات يتمثل بالدبلوماسية الناشطة، ولذلك على جهازي السياسة الخارجية للبلدين ان يبذلا جهودهما لإخراج الوضع الراهن من الحالة الهشة والتصادمية ليمضيا بها نحو إستئناف العلاقات الثنائية. ففي عالم اليوم فإن كل الدول بحاجة الى بعضها بعضا خاصة دول الجوار. والسعودية باعتبارها واحدة من الدول المؤثرة بالمنطقة وكذلك في العالم العربي، فإنها بحاجة الى ايران لإرساء الامن في غرب آسيا وكذلك في منطقة الخليج الفارسي، وأن تطوير العلاقات الجيدة والصحيحة والعميقة والثابتة والمستقرة بين ايران والسعودية وفضلا عن مصلحة حكومتي وشعبي البلدين فإنها من المؤكد مؤثرة على الأصعدة العالمية والدولية.
وبشأن اليمن، أوضح: لا شك ان لدينا خلاف في وجهات النظر مع السعوديين بشأن قضية اليمن، إذ أننا نرى ان التدخل السعودي في اليمن من الاخطاء الكبرى والاستراتيجية التي لا تغتفر للسعودية. فخلال هذه السنوات ورغم ان السعودية كانت تأمل فرض سيطرتها على اليمن وقد فشلت في تنفيذ مشروعها هناك، ومن الطبيعي ان تتوقع من الجمهورية الاسلامية الايرانية ان تستخدم تأثيرها للتوسط بين السعودية والشعب اليمني. وبالطبع فإن ايران يمكنها ان تستخدم هذا التأثير، ولكن في ذات الوقت لابد أن ندرك ان اليمنيين مستقلون ومناضلون، ومن المؤكد ان السبيل الوحيد امام السعودية للتخلص من هذه الازمة هو الرضوخ للمفاوضات والحوار.