الدورية الصينية الروسية المشتركة في المحيط الهادي.. رسائل ودلالت
تأتي الدورية البحرية المشتركة التي سيرتها القوات الصينية والروسية في المحيط الهادي في توقيت يحمل الكثير من الرسائل من الصين ورسيا إلى أميركا والحلف الغربي في ظل التوترات الحالية.
الدورية بحسب وزارة الدفاع الروسية نُفذت خلال الفترة ما بين الـ17 والـ23 من أكتوبر في الجزءِ الغربي من المحيطِ الهادي، وقطعت السفن خلالها مسافة تزيد عن 1.7 ألف ميل بحري، وعبرت لأول مرة مضيق تسوجارو الفاصل بين جزيرتي هوكايدو وهونشو اليابانيتين، وتم تنفيذ مناورة تكتيكية، وهذا ما لا يمكن فصله عن التوترات الأميركية الصينية الأخيرة بشأن التيوان.
وهذه الدورية المشتركة التي تعتبر الأولى من نوعها والتي تحمل الكثير من الرسائل تأتي بعد ان أجرت كل من الصين وروسيا تدريبات على التعاون البحري في بحر اليابان في وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول، وهذا في ظل تعزيز بكين وموسكو علاقاتيهما العسكرية والدبلوماسية خلال السنوات الأخيرة بالتزامن مع وتورت علقاتهما مع الغرب.
وفي الحقيقة فإن هذه المناورات جاءت بعد توقيع اميركا وبريطانيا اتفاقية شراكة أمنية جديدة عرفت باسم "الميثاق الأمني لدول أوكوس"تضمن تقاسم واشنطن مع حلفائها تقنيات تتعلق باليورانيوم عالي المستوى المستخدم في الغواصات النووية الأمريكية، وهذا ما أثار حفيظة الصين التي أبدت رد فعل قويا تجاه هذا الميثاق، اضافة إلى ردود الفعل الدولية الأخرى.
واعتبرت الصين أن هذا الميثاق من شأنه استهداف أمن منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وانه يمكن أن يؤدي إلى تعطيل التوازنات القائمة في المنطقة وتشجيع سباق التسلح، كما ان من شأنه أن يعيد المنطقة إلى زمن الحرب الباردة.
وهنا يمكن القول، بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أرادت من خلال توقيع هذه الإتفاقية إيصال رسالة إلى الصين بأن الأزمة بين واشنطن وبكين لن تظل محصورة بينهما، لا سيما أن اتفاق "أوكوس" لن يقتصر على التعاون في مجال الطاقة النووية، بل يتضمن مروحة واسعة من بنود التعاون في المجالات الدفاعية.
ويرى مراقبون ان تسيير الدورية البحرية المشتركة بين روسيا والصين هي ايضا في اطار الرد على موقف الادارة الاميركية التي تعهدت بالدفاع عن تايوان إذا تعرضت لهجوم صيني، وهذا التصريح اثار رد فعل صيني غاضب جاء على لسان الناطقُ باسمِ وزارة الخارجيةِ وانغ وينبين الذي دعا واشنطن التصرفَ بحذرٍ بشأنِ تايوان، ويبدو ان اللحن الصارم للصين كان سببا في أن يعود البيت الأبيض للتأكيد على أن سياسته حيال تايوان لم تتغير كمسعى لتجنب تصعيد التوتر القائم مع الصين.