kayhan.ir

رمز الخبر: 139863
تأريخ النشر : 2021October27 - 20:49

كيف أعادت البكتيريا تجهيز مفتاح فيروسي

تعمل العاثيات الخبيثة، مثل العديد من الفيروسات الأخرى، على برنامج غزو-تكرار-قتل. وتدخل الخلية وتسيطر على مكوناتها وتصنع نسخا من أنفسها.

ومن ناحية أخرى، تلعب العاثيات المعتدلة اللعبة الطويلة. تدمج الحمض النووي الخاص بها مع الخلية، وقد تظل كامنة لسنوات حتى يؤدي شيء ما إلى تنشيطها. ثم تعود إلى السلوك الخبيث: التكرار والانفجار.

وتستخدم العديد من العاثيات المعتدلة تلف الحمض النووي كمحفز لها.

وإذا تعرض الحمض النووي للخلية للتلف، فهذا يعني أنه من المحتمل أن ينتقل الحمض النووي للعاثية المقيمة بعد ذلك، لذلك تقرر العاثية القفز.

وأعادت البكتيريا تجهيز الآليات التي تتحكم في دورة الحياة تلك لتوليد نظام جيني معقد درسه الباحثون لأكثر من عقدين.

وتهتم الخلايا البكتيرية أيضا بمعرفة ما إذا كان الحمض النووي الخاص بها كُسر أم لا.

وإذا كان الأمر كذلك، فإنها تنشط مجموعة من الجينات التي تحاول إصلاح الحمض النووي. ويُعرف هذا باسم الاستجابة البكتيرية SOS.

وتنسق البكتيريا استجابة SOS باستخدام بروتين يشبه التبديل يستجيب لتلف الحمض النووي: يتم تشغيله إذا كان هناك ضرر ويبقى متوقفا إذا لم يكن هناك.

وربما ليس من المستغرب أن تكون المفاتيح البكتيرية والعاثية مرتبطة تطوريا. وهذا يدفعنا إلى التساؤل: من اخترع التبديل، البكتيريا أم الفيروسات؟.

وتشير الأبحاث السابقة وأعمال باحثين آخرين إلى أن العاثيات وصلت إلى هناك أولا.

وفي تقرير أخير، اكتشف الباحثون أن استجابة SOS للبكتيريا Bacteroidetes، وهي مجموعة من البكتيريا التي تضم ما يصل إلى نصف البكتيريا التي تعيش في أمعائك، تخضع للتحكم بواسطة مفتاح العاثية الذي أعيد تجهيزه لتنفيذ البرامج الجينية المعقدة للبكتيريا. ويشير هذا إلى أن مفاتيح SOS البكتيرية هي في الواقع مفاتيح فجائية أعيد تجهيزها منذ دهور.

وأظهر العمل أن الجين البكتيري اللازم لانقسام الخلية نشأ أيضا من خلال “تدجين” جين سامة للعاثية. والعديد من أنظمة الهجوم البكتيرية، مثل السموم والأسلحة الجينية المستخدمة لحقنها في الخلايا، بالإضافة إلى التمويه الذي تستخدمه لتفادي الجهاز المناعي، من المعروف أو يشتبه في أن لها أصولا عاثية.