لا يتعلق الامر بذبول زهرة يا ظريف!
حسين شريعتمداري
1 ـ الاربعاء الماضي، صرح الدكتور ظريف في نادي (كلاب هاوس) قائلا: "لقد قلت في المجلس انه لم يتم التطرق في خطة العمل المشتركة الى اصطلاح التعليق “Suspesion” وكان الخطأ مني، فلأربع او ثلاث مرات استخدمت عبارة التعليق. وهذا ما لم ينبهنا إليه مفاوضنا"! انها اشرة من ظريف لتصريحات ادلى بها في 21 تموز 2015 بقاعة مجلس الشورى الاسلامي في جلسة عامة حين القى بحرارة كلمته التي جاء فيها: "لم يتم التطرق الى التعليق في اي مقطع ، فلم يأت في نص خطة العمل المشتركة لعبارة التعليق، فمن ترجم كلمة التعليق قد اخطأ، فلم يأت في اي مكان من خطة العمل المشتركة اصطلاح التعليق"!
2 ـ إن إقرار السيد ظريف بتصريحاته المجانبة للحقيقة في الجلسة العلنية لمجلس الشورى الاسلامي، ورغم مجيئه متاخرا الا ان الافصاح عنه مرجح على استدامة الصمت عن امر يرقى لأنموذج من التضليل الذي رشح عنه كارثة الاتفاق النووي، وبالطبع لو كان السيد ظريف، حين اشار عليه المنتقدون بوجود عبارة التعليق في متن خطة العمل المشتركة، وواجههم بالنفي جازما حازما! لو كان راجع النص وطالعه بدقة! فمن غير المستبعد ان يكفي الشعب والنظام شر كارثة خطة العمل المشتركة.
ان المصيبة التي احلتها حكومة السيد روحاني وفريقه النووي المفاوض على رأس الشعب، ابعد كثيرا من التثبت باستخدام كلمة التعليق ـ Suspesion ـ ضمن نص خطة العمل المشتركة. وان شرح ابعاد هذه الكارثة تحتاج قراطيس شتى، تناولتها صحيفة كيهان منذ الايام الاولى لمجيء مدير الوكالة الدولية للطاقة السيد البرادعي عام 2003.
وبعد المصادقة على خطة العمل المشتركة اماطت (صحيفة كيهان) عن الحقيقة المرة لخطة العمل المشتركة تحت عنوان "رحيل النووي ومكوث العقوبات"! وهنا نشير الى عدة امور بخصوص تصريحات السيد ظريف الاخيرة تستحق التأمل!
الاول: ان السيد الدكتور ظريف بصفته المسؤول عن الفريق النووي المفاوض، وكانت خطة العمل المشتركة نتيجة هذه المفاوضات، من هنا فكيف نُسلم وثوقه بترجمة احد اعضاء الفريق المفاوض بخصوص متن الاتفاقية، فيما يطوي كشحا عن مراجعة النص النهائي وهي من صميم واجبه القانوني؟! فهو يقول ان وجود هذا الاصطلاح ضمن نص خطة العمل المشتركة لم يطلعنا المفاوضون عليه! ولا يوضح اشكالية كونه على رأس الفريق المفاوض وهو المسؤول والمدير لهم؟!
الثاني: ولم يكن هذا الاهمال وعدم التدقيق غير مسبوق في برنامج عمل فريقنا النووي.
على سبيل المثال ونضرب مثالا واحدا بعد يوم من المصادقة على اتفاق جنيف ـ الاحد 24 /تشرين الثاني 2013 ِـ كتب الاعلامي الاميركي المعروف "فرد كابلن" والمحرر في صحف نيويورك تايمز، ونيويوركر، واتلانتيك، واسليت آنلاين، ومؤلف عدة كتب في المجالات العسكرية والحرب النووية، كتب مقالا باستغراب ؛ "قبل اسابيع تلقيت وثلة من الاعلاميين دعوة من مسؤول رفيع في البيت الابيض ليستبين رأينا بخصوص مسودة اتفاق من المقرر ان يقترحه اوباما في مفاوضات مجموعة 5+1 مع ايران. وحين القينا نظرة على نص المسودة، قيمناها من جهة واحدة بشكل كامل وتوصلنا يقينا الى ان الايرانيين لا يقبلون هذا النص بتاتاً وسوف