اولوياتنا أمن واستقرار المنطقة
لم يشهد العالم ومنذ انتصار الثورة الاسلامية المباركة اي ومنذ اربعة قرون ونيف ان مارست الجمهورية الاسلامية رغم كل المؤامرات الاجرامية التي حيكت ضدها من قبل الاستكبار العالمي وعلى رأسه الشيطان الاكبر اميركا المجرمة دورا عدائيا ضد دول المنطقة خاصة المجاورة لها، والعكس هو الصحيح اذ حاولت هذه الدول وبكل ماامتلكته من امكانيات هائلة عسكرية وسياسية ومالية واعلامية النيل من طهران محاولة منها اسقاط الحكم القائم الذي لم يأت على مقاسات هؤلاء الاعداء.
وبذلك استطاعت ايران الاسلامية وبما تملكه من حنكة وحكمة سياسية ان تستوعب هذه المؤامرات المتعددة الالوان والاشكال وان تسقط كل المراهنات والمؤامرات والعواصف السوداء العاتية بحيث جعلت منها دولة قوية مقتدرة يحسب لها الف حساب .
ومن الملاحظات المهمة في هذا المجال انه وخلال ال 43 عاما الماضية لم يحقق الاميركيون وحلفاؤهم حتى نصرا واحدا على الثورة الاسلامية هذا في الوقت الذي استمرت المواجهة بعد مرحلة الدفاع المقدس ولكنها اتخذت ابعادا اخرى.
ولابد هنا من الاشارة الى ماصرح به نائب القائد العام لحرس الثورة الاسلامية العميد علي فدوي في رده على تخرصات اعداء الجمهورية الاسلامية بقوله "إن جميع الأنشطة الأميركية في غرب آسيا كانت تهدف إلى الوصول إلينا ، وتابع انه كان هدفهم الانتصار على الثورة الإسلامية ، لكنهم لم يحققوا حتى نصرًا واحدًا. وانه إينما كانت هناك جذوة للثورة شهد بلدانها تحولا وتغيرا ايجابيا.
والذي لابد من الاشارة اليه انه وامام الاخفاقات التي منيت بها الادارة الاميركية وعدم تمكنها من بسط الامن والاستقرا في المنطقة بل كانت ولازالت هي السبب في زعزعة امنها من خلال اثارة الازمات العرقية والمذهبية لاجل ان تحصل على مساحة لها تضمن استمرار بقائها جاثمة على صدور الشعوب الا ان كل المؤشرات تؤكد ان عملية طرد الولايات المتحدة من المنطقة قد بدا منذ وقت طويل وان الولايات المتحدة وحلفاءها باتو في وضع يحاولون اتخاذ تدابير ردعية تجاه طهران في موقف متخبط مقابل الثورة الإسلامية .
واخيرا اكد نائب القائد العام للحرس الثوري: "اليوم دورنا في المعادلة العالمية واضح والأميركيون غير قادرين على إيقافنا"، الأميركيون هم من يتراجعون أمامنا ، ونحن متواجدون في الفناء الخلفي لأميركا، فانسحاب أميركا من المنطقة قد بدا منذ انتصار الثورة ، واليوم تتجلى هذه القضية ليراها العالم كله.
والذي يدركه العالم بوضوح ان الاميركيين لم يتمكنوا من تشكيل تحالف للأمن في الخليج الفارسي لانهم هم مصدر زعزعة الامن وبذلك لا يمكنهم توفير اجواء هذا الأمن". الا انه و في المقابل فان طهران نجحت في توفير وايجاد الامن في اي مكان حلت به والدليل الواضح على ذلك هو الوضع في لبنان وسوريا والعراق اليوم.
ونوجه خطابنا الى الدول المجاورة ان تفكر بجدية تامة في امنها واستقرارها وان تمد يد التعاون مع بعضها البعض الاخر في توفير هذا الامن لانه وكما يقال " ان اهل مكة ادرى بشعابها" وذلك حفاظا على مستقبل بلدانها وشعوبها وثرواتها ولايتأتى ذلك الا اذا اتخذت قرارها السيادي من دون التوجه لاملاءات الاعداء.