وقد أعذر من أنذر
قد لا يستغرب المرء ان تقدم صحيفة نيويورك تايمز على فتح ملفا خطيرا كاغتيال الشهيد فخري زاده وذلك بعد مرور عام على الاغتيال دون هدف ان يكون وراء ذلك معين تسعى اليه وقد يكون الاول الوصول الى معرفة مدى ما توصلت اليها الجهات الايرانية خاصة خبراؤها في تحقيقاتهم في هذا الشأن، لعلها تستطيع ان تستثمر من هذه المعلومات لاهدافها الارهابية اللاحقة.
على الثلاثي المشؤوم الصهيو اميركي والرجعي العربي الاحرى بهم ان يدركوا جيدا بانهم مهما تفننوا في عملياتهم الارهابية واحابيلهم وخدعهم الجاسوسية وطرقها الاستخباراتية الملتوية فان الخبرة الايرانية المؤمنة والعالمة بفنون الزوايا الاستخباراتية ان تقف لهم بالمرصاد وتكشف ما يخططون لها.
وعندما تسترسل النيويورك تايمز في كشف تفاصيل الاغتيال الشهيد فخري زاده بواسطة سلاح جديد وعالي التقنية مزود بذكاء اصطناعي وكاميرات متعددة تعمل على عبر الاقمار الصناعية انها متعمدة في ذلك لتؤكد لنا اننا ضعفاء امام "روبرت قاتل" قادر على اطلاق 600 رصاصة في الدقيقة دون وجود عملاء على الارض. واللافت ان الصحيفة تستسقي كل هذه المعلومات من مسؤولين اميركين واسرائيليين ومعارضين ايرانيين من الكرد بل الاكثر من ذلك تريد ان تلمح بان للموساد اليد الطولى في صنع هذا السلاح عندما استخدمت مدفع رشاش بلجيكي الصنع مرتبط بروبوت ذكي متطور يركب على سيارة "بيك آب".
لكن ان يتزامن فتح هذا الملف المختص باغتيال الشهيد فخري زاده وما تشهده منطقة كردستان من تحركات مشبوهة تشارك فيه الثلاثي المشؤوم الصهيوني ـ اميركي العربي الرجعي لدعم المجموعات الارهابية الكردية المعادية لايران والتي تتحرك بحرية على اراضي كردستان العراق وتنطلق منها لايذاء الشعب الايراني ومصالحه فهذا مرفوض جملة وتفصيلا ولا يتلاءم مع اصول الجوار واخلاقياته خاصة وان هذه المجموعات الارهابية ومعها الموساد والرجعية العربية يتخذون من قاعدة الحرير الاميركية مقرا لتنسيق العمليات الارهابية ضد ايران.
ان طهران التي حرصت على الدوام ان تمد جسور الود والجيرة مع دول الجوار وخاصة العراق ومنها كردستان العراق لايمكن ان تتحمل طعنة الغدر من الصديق القريب الذي طالما تفانت ايران من اجلها من يوم سقوط صدام وحتى القضاء على داعش وكلما استدعى الامر سيتكرر الموقف نفسه لكن ان يقابل كل هذا الاحسان بطعنة في الظهر فهذا مرفوض جدا وليس من المروءة. فعلى حكومة بغداد والمسؤولين في كردستان ان يضطلعوا بمسؤولياتهم تجاه بلد صديق طالما مد لهم يد العون والمساعدة ليتجاوزوا احلك لظروفه ليمنعوا اي تحرك ارهابي من اراضيهم ضد الجمهورية الاسلامية والا فان طهران لاتنقصها الخبرة والمعلومات والامكانات الرادعة لوقف هذه المجموعات الارهابية ومن يقف خلفها عند حدهم وانزال القصاص العادل بحقهم وقصف قواعدهم التي وضعوها بعد تحذيراتنا خير دليل على صدقيتنا وحسب آخر تصريح لمسؤول عسكري في طهران فان الضربة القادمة مفتوحة من الان ولا تحتاج الى انذار مسبق.