ماذا وراء قرار السعودية شراء القُبّة الحديدية من "إسرائيل"؟
من الواضح ان السلطات السعودية، مازالت تدفن رأسها في الرمال، وتتصور ان بامكانها ان تنتصر على اليمن عسكريا، وان كل ما تحتاجه لتحقيق هذا الانتصار، هو الحصول على منظومات دفاعية صاروخية.
هذا التصور يدفع السلطات السعودية الى ان تتوسل الامريكيين، مرات، للابقاء على منظومات الدفاع الصاروخية، "باتريوت" و"ثاد"، في السعودية، ومرة ، تستفزهم بالاعلان عن نيتها شراء منظومة اس 400 من روسيا، او استقدام انظمة دفاعية من اليونان.
يبدو ان رفض السعودية الاعترف بوصول حربها على اليمن الى طريق مسدود، وإدمانها المستفحل على شراء الاسلحة، التي مازالت ترى فيها عاملا قد يغير مجريات الحرب لصالحها بعد نحو 7 سنوات، وحالة التصلب التي تعاني منها عقلية القيادة السعودية في التعامل مع اليمن، دفع هذه القيادة الى اتخاذ قرار، لا يمكن وصفه الا بالعار، وهو قرار شراء نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي من "اسرائيل".
محاولات السعودية لشراء نظام القبة الحديدية من "اسرائيل"، كشف عنها موقع "بريكينغ ديفينس" المختص بالشؤون العسكرية، حيث ذكر الموقع: "ان السعوديين يدرسون استقدام القبة الحديدية الإسرائيلية أو منظومة لاعتراض صواريخ كروز، وان هذا الاهتمام السعودي بالأنظمة الإسرائيلية وصل إلى مرحلة متقدمة".
قد تكون حالة الاحباط الكبيرة التي تعاني منها القيادة السعودية، بسبب عجزها وعجز حلفائها، عن حماية منشآتها النفطية وقواعدها العسكرية، التي تتعرض لهجمات شبه يومية، لصواريخ ومسيرات، القوات المسلحة اليمنية، وهو ما دفعها لاتخاذ قرار شراء "القبة الحديدية" من "إسرائيل". ولكن في المقابل من المؤكد ان القيادة السعودية على علم بان "القبة الحديدية" اثبتت عجزها عن اعتراض صواريخ المقاومة في غزة في معركة "سيف القدس"، حيث وصلت اغلب تلك الصواريخ الى اهدافها، الامر الذي قد يجعل من صفقة شراء القبة الحديدية، مدخلا الى تطبيع السعودية مع "اسرائيل"، وتكون السعودية بذلك قد نجحت في ايجاد عذر للتطبيع، رغم انه عذر أقبح من ذنب عجزها وعجز حلفائها عن التصدي للصواريخ والمسيرات اليمنية، التي ستبقى اقوى من كل منظومات الدفاع الامركية والغربية و"الاسرئيلية".. لانها متسلحة بالحق الايمان.
العالم