"نفق الانتصار" وهشاشة الامن الصهيوني
مهدي منصوري
المقاومة الفلسطينية وفي اغلب خطاباتها التي تصدر عن قادتها كانت تحذر الكيان الصهيوني من مغبة اللعب بالنار تجاه غزة والشعب الفلسطيني، وفي الطرف الاخر فانها اوعدت الاسرى من ان بقاءهم في سجون الاحتلال لن يطول، وتؤكد دوما ان لديها من المفاجآت التي لم يعهدها الكيان الغاصب امام اي حماقة يريد ان يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني.
وبالامس وفي غفلة من الزمن برزت احدى هذه المفاجآت التي عجزت فيه اجهزة المراقبة الالكترونية الحديثة والمتطورة بالاضافة الى افراد الجيش الصهيوني وكل المرتزقة والخونة الذين يتعاونون ان تكشف ما حدث في سجن جلبوع الاسرائيلي والذي يضم العديد من الاسرى اذ تمكن سبعة اسرى منهم بالهروب من ظلمة هذا السجن من خلال نفق تم حفره مسبقا، رغم ان هذا السجن يعتبر من اشد السجون الاسرائيلية حراسة وتعقيدا، وذكرت مصادر صهيونية من خلال مارشحته بعض الاخبار ان هذا النفق تم حفره على مدار سنوات طويلة والاسرى الذين رسموا حريتهم بايديهم هم من المحكومين لمدى الحياة خمسة منهم من الجهاد الاسلامي والسادس من حركة فتح.
وان هذه العملية البطولية للاسرى قد اذهلت ليس فقط الصهاينة بل كل الذين يدعمون بقاء الاحتلال جاثما على صدور الفلسطينيين. علما انه قد تم بناء سجن جلبوع وفقا للنظام الاميركي وهو سجن حديث لايضاهيه سجن من حيث التحصينات في المنظومة الاسرائيلية، ومن هنا تأتي اهمية عملية هروب الاسرى منه وبهذه الصورة التي كشفت للقاصي والداني ان المنظومة الامنية والاستخبارية التي يتباهى الصهاينة بها امام العالم لم تكن سوى نمر من ورق وهي هشة وضعيفة الى درجة تمكن فيها ابطال المقاومة ان يخلصوا انفسهم بهذه الطريقة الغير متوقعة او المترقبة والتي وصفها رئيس الوزراء الصهيوني بنيت بالحدث الخطير الذي يلزم جميع الاجهزة الامنية بالتحرك.
وبعد اعلان تحرير الاسرى الفلسطينيين الستة اكدت فصائل المقاومة الفلسطينية ان هروبهم شكل صفعة قوية للجيش الصهيوني والنظام كله في "اسرائيل"، وان عملهم سيحدث هزة شديدة في المنظومة الامنية الاسرائيلية.
وواضح جدا ان فعل الاسرى هذا يعد انتصارا كبيرا يثبت ارادة وعزيمة المقاوم الفلسطيني التي لن تقهر او تهزم. ويعكس بدوره تحديا حقيقيا للمنظومة الامنية للاحتلال الغاشم الذي يتباهى بانها الافضل في العالم.
واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه وكما اشارت قيادات جهادية فلسطينية ان صورة نفق الحرية في سجن جلبوع سيخلده التاريخ وستبقى دليلا آخر على ضعف وهشاشة الكيان الهصيوني.
وفي الختام فان نفق الحرية والانتصار لم ولن يكن المفاجأة الاولى وليست الاخيرة التي وعدت بها المقاومة بل ستتبعها مفاجآت اخرى قد تصل بهذا الكيان الى الانهيار والوقوع في حضيض الهزيمة.