الصين أول الرابحين في أفغانستان
– لم يتأخر الوقت حتى أعلن الناطق بلسان حركة طالبان ذبيح الله مجاهد أنّ الشريك الأول للحكومة الجديدة في أفغانستان سيكون الصين من خلال تمويل عملية إعادة الإعمار، والاستثمار في مشاريع حيوية بالنسبة لمستقبل أفغانستان.
– مع الإعلان الأميركي عن الإنسحاب من أفغانستان كثرت التحليلات المتداولة عن تفاهم ثنائي أميركي مع طالبان يهدف لتحويل أفغاسنتان الى مصدر صداع للصين، واعتبرها بعض آخر الخطوة الأولى في سياق أميركي لمحاصرة الصين، وكتبت التحليلات التي تتحدث عن استخدام الطابع الإسلامي لطالبان لتحريك الجماعات الإسلامية المناوئة في الصين وتشكيل حاضنة قريبة لها، وهو كان يعطله الوجود الأميركي في أفغانستان.
– رغم الإشارات الواضحة للهزيمة الأميركية وفوضى الانسحاب، ومصير المتعاملين الأفغان، والتصريحات المتتالية التي تعكس الارتباك الأميركي وظهور علامات التفكك والتآكل بين أطراف حلف الناتو والتراشق بالاتهامات، بقي البعض مُصراً على اعتبار ما يجري مجرد مسرحية متقنة توزيع الأدوار، وأنّ واشنطن تمسك بكلّ خيوط اللعبة وأوراقها.
– الإعلان عن شراكة الصين الاستراتيجية لأفغانستان على لسان الناطق الرسمي لحركة طالبان يحسم هذا الجدل ويوضح حجم الهزيمة الأميركية، بفتح مسار تحوّل أفغانستان الى شريك مع الثلاثي الروسي الصيني الإيراني في شمال شرق آسيا، واحتمال تحولها الى نموذج لدولة مستقلة تسلك طريق التنمية والبناء خارج المظلة الغربية.
البناء