جريمة اميركية لا تغتفر
استهداف اميركا او الصهاينة كتائب الامام علي "ع" القتالية وعلى ارض النجف الاشرف المقدسة أمر لا يمكن ان يمر مرور الكرام. لان النجف الاشرف لها رمزيتها وقدسيتها لدى كافة مسلمي العالم لكونها تضم مرقد الامام علي (ع) وكذلك المرجعية الدينية الرشيدة التي امتدت لاكثر من الف عام وهي التي لقنت البريطانيين درسا قاسيا في ثورة العشرين، واللافت ان استهداف النجف الاشرف قد تم في وقت كان فيه رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة العراقية ضيفا لدى بايدن الذي اعلن عن كذبة اكدها الاستهداف الا وهي ان "قواته ستكون استشارية وليست قتالية "مما يعكس ان العناوين الملونة والمختلفة للقوات الاميركية هي لخداع الراي العام خاصة العراقي.
ومما يؤسف له وكما ذكره مراقبون للشأن العراقي ان الكاظمي والتي استهدفت قواته القتالية لم يصرح اي تصريح يدين به هذه الجريمة الاميركية الشنعاء ولم يبد اي موقف يعكس رفضه لمثل هذه الاساليب الاجرامية الاميركية.
وما يلفت في الامر ان بعض الاوساط الاستخبارية العراقية قد سربت ان الطائرة المسيرة التي استهدفت النجف الاشرف يحتمل ان تكون اسرائيلية مما يعكس ان بايدن الذي اخرج قواته وبكذبة فاضحة من قتالية الى استشارية هي حبر على ورق واوكل المهمة القتالية ل "تل ابيب" بدلا من "واشنطن" بهدف مواجهة قوات المقاومة العراقية الرافضة للتواجد الاميركي والتركي واي تواجد لقوات عسكرية على الارض العراق.
ولذا فان استهداف مخازن الاسلحة لقوات الامام علي (ع) وعلى ارض النجف الاشرف من قبل اميركا والصهاينة هي رسالة واضحة ان اعداء العراق لا يحترمون المقدسات الاسلامية العراقية هذا اولا ولا يقيمون اي اعتبار لسيادة واستقلال العراق.
ووقد جاء على لسان قيادي في تنسيقيات المقاومة ان "مباحثات الكاظمي وبايدن، كشفت حقيقة لطالما تم تكذيبها سابقاً من قبل المعنيين في الحكومة العراقية، وهي عدم وجود قوات قتالية، حيث أن المباحثات أكدت وجود هكذا قوات في العراق".
واوضح السعدي "اننا لا نتعامل مع البيانات والتصريحات الاعلامية، بل نتعامل مع المخرجات الحقيقية وتنفيذ تطبيق ما تم الاتفاق عليه، على أرض الواقع"، علما ان الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة وضعت شروطا مازالت تتمسك بها وهي الانسحاب الحقيقي الكامل من الأراضي العراقية من جنود وطيران وقواعد وضرورة وجود لجنة من القوى السياسية والبرلمانية لمتابعة تطبيق الاتفاق بشأن الانسحاب الأمريكي".
وبنفس الوقت ابدت المقاومة شكوكهاً ومخاوفها بان ما تم الاتفاق عليه في واشنطن لا يطبق على أرض الواقع، فنحن ليس لدينا اي ثقة بالإدارة الأمريكية، فلا يمكن القول بان هناك انسحاباً دون تطبيق الاتفاق بشكل صحيح وكامل على ارض الواقع".
واخيرا والذي لابد ان يدركه الاميركان والصهاينة وعملاؤهم في الداخل العراقي ان هذا الامر لايمكن ان يمر دون عقاب قاس من قبل المقاومة ولاي جهة كانت قامت او وراء هذه الجريمة النكراء، وليعلموا ان النجف الاشرف برمزيتها الدينية والسياسية هي خط احمر، بل ان كل الارض العراقية كذلك ولايمكن ان تكون هدفا لمرمى لاعداء العراق من اي لون او شكل كانوا والايام القادمة ستجيب على ذلك وبوضوح وان غدا لناظره قريب.