النظام المصري يتحرك وفقاً لمصالحه ومصالح الأعداء
امير حسين
يبدو ان معركة "سيف القدس" التي غيرت معادلة الردع بين غزة المقاومة والكيان الصهيوني وفرت الفرصة ثانية لخروج النظام المصري الذي جمد دوره في الفترة الماضية، من شرنقته ليلعب دوره المشبوه في اطار الحفاظ على المصالح الاميركية والصهيونية في المنطقة مستغلا ما جرى في غزة على ان يدخل وسيطا وبالطبع ليس نزيها ولا حبا بأبناء غزة ومقاومتها بل لضمان أمن الكيان الذي هو ضمان لأمنه وفي نفس الوقت المشاركة النفعية في اعمار غزة من خلال الاموال الاماراتية المسيسة التي تصب هي الاخرى لصالح الشروط الصهيونية والنظام المصري الذي سيتصرف بطريقته في مشروع الاعمار المسيس.
موقف حماس وبقية الفصائل الفلسطينية واضح للعيان وهو بالتالي موقف ايجابي تجاه دخول الاموال الى غزة بهدف الاعمار لكن ما يعيق ذلك ان تكون هذه الاموال مسيسة وتدخل وفقا للشروط الصهيونية على ان يفتح معها خط ملف الاسرى الصهاينة الذي هو امر ممنوع ومرفوض تماما.
ما حدث بالامس من زيارات متبادلة بين القاهرة وتل ابيب يزيد من هذا الالتباس والشبه حيث وصل امس (الاحد) عباس كامل رئيس جهاز الاستخبارات المصرية الى تل أبيب للاجتماع بنتنياهو للبحث في ملف غزة ومنها موضوع الاسرى الصهاينة. هذا من جهة ومن جهة أخرى وصل بالتزامن مع عباس جابي اشكنازي وزير خارجية الكيان الصهيوني الى القاهرة للاجتماع بنظيره المصري سامح شكري للتباحث في تداعيات انتصار غزة على الطرفين وهي اول زيارة لوزير خارجية الكيان منذ عام 2008 .
لا شك ان نتائج معركة "سيف القدس" للعدو كان بمثابة تجرع السم بامتياز على ايدي شباب المقاومة في غزة الذين سجلوا بانتصارهم الساحق مفخرة لفلسطين والأمة العربية الاسلامية بحيث لم تستطع المحافل الصهيونية انكاره ومنهم ما اقره مفوض شكاوى الاسرائيليين السابق في جيش الاحتلال بانتصار الفلسطينيين في معركة "سيف القدس" محذرا بأن الحرب القادمة ستكون مدمرة بالنسبة لـ"اسرائيل".
وفي نهاية المطاف نذكر النظام المصري بأنه لا جدوى من مساعيه المشبوهة بربط ملف الاسرى الصهاينة وابتزازاتهم للاستمرار في محاصرة غزة بـ"أعمار غزة" خدمة للمصالح الاميركية والصهيونية.