السيسي وقمة الخيانة والنذالة
اميرحسين
ما اقدم عليه السيسي في دعم الكيان الصهيوني لاخماد الحرائق في تل ابيب، شكل صدمة كبيرة للشعب المصري اولا وللعالم العربي والاسلامي ثانيا وكأنه يقدم هدية لهذا الكيان الغاصب على ما اقترفه من جرائم ومجازر بحق الشعب المصري في كافة الحروب التي خاضتها مصر مع هذا الكيان الوحش، بدلا من الانتقام منه أو على الاقل التفرج عليه وهو يحترق. واذا كان الهدف انساني كما يريد تصويره الرئيس السيسي من هذه الخطوة فاين هو من الانسانية عندما يقدم على خطوة جائرة وعدائية لمحاصرة القريب والجار ونقصد بذلك شعب غزة المظلوم ويحرمه من الدواء والغذاء؟.
دوائر القرار في القاهرة أخفت هذه الخطوة التي لا تغتفر والتي تعرف مسبقا انها خطوة خيانة وبمنتهى النذالة لشدة قباحتها، ارادت التستر عليها لكن الارهابي نتنياهو كشف عنها ليتبجح امام مجتمعه المهزوم ويزيد من معنوياته المنهارة وهي بالتالي نكاية بالشعب الفلسطيني.
وكان الخبيث الارهابي العارف بموقف الشعب المصري قد وجه شكره للرئيس السيسي على مساعدته بارسال مروحيتين لاخماد الحرائق في تل ابيب ولم يوجه الشكر الى مصر لانه يعرف مدى معارضة الشعب المصري لهذه الخطوة الخيانية وموقفه الثابت من القضية الفلسطينية وما قدمه من تضحيات كبيرة في حروبه المتعددة مع هذا الكيان من اجل هذه القضية.
فالكثير من المراقبين والرأي العام العربي والاسلامي الحر والشريف لم يستغرب من هذه الخطوة الخيانية للرئيس السيسي التي هي قبل كل شيء خيانة لتاريخ مصر وشعبها قبل ان تكون خيانة فاضحة بحق الشعب الفلسطيني وتطلعاته التي تقترب من تحقيق اهدافه حيث لم يشهد الشعب الفلسطيني منذ النكبة وحتى اليوم مثل هذه اللحمة الوطنية الشاملة المؤيدة لخيار المقاومة السبيل الوحيد لتحرير فلسطين.
فالنظام العسكري الذي يمثله اليوم السيسي والذي جاء عبر انقلاب عسكري باسم ثورة الثلاثين من يناير وبدعم مكشوف من الغرب والنظامين الصهيوني والسعودي، هو امتداد طبيعي لنظام مبارك الذي ورث الخيانة من النظام السادات، يسهل عليه القيام بمثل هذه الخطوة الاجرامية.
وكان من الطبيعي ان تشعر هذه الاطراف الثلاثة بمنتهى الخطورة ان استطاع الشعب المصري ان يطبق العملية الديمقراطية لذلك التفوا عليه واسقطوا ثورته بمنتهى الحيل والخداع عبر الشعارات البراقة وان لم نبرأ ساحة الاخوان المسلمين من سياستهم الخاطئة والجاهلة بالمرحلة حيث شاركوا من حيث يشعرون ولا يشعرون في اسقاط تجربة مصر الديمقراطية.
فنظام السيسي الذي اغرق مصر طيلة ست سنوات من الحكم بالفساد والفقر والبطالة والديون ومشاريع فاشلة ودون جدوى اقتصادي كأنشاء تفريع لقناة السويس التي امتصت عشرات المليارات من الدورات من دون اي عائد.
فالسؤال الذي يطرح نفسه ماذا نتوقع من نظام خائن لشعبه وثرواته ومستقبله، ووصل الى الحكم عبر الدعم الخارجي ان لا يقدم على خطوة خيانية تمس الشعب الفلسطيني واهدافه المقدسة بتحرير ارضه وضمان مستقبله.