kayhan.ir

رمز الخبر: 128514
تأريخ النشر : 2021March15 - 19:38

ايران وثنائية القوة والدبلوماسية


مع تصاعد الرهانات الغربية على احتمالية تراجع الجمهورية الاسلامية عن موقفها السياسي الثابت والصارم تجاه النظام الاميركي والحكومات الاوروبية بسبب ازدواجية معاييرهما وتلكؤهما عن الوفاء بالتزاماتها بشأن الاتفاق النووي، انزلت القوات المسلحة والحرس الثوري منظومة صاروخية للخدمة قادرة على تغيير مسارها بدقة وانسيابية.

القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي ازاح الستار امس الاثنين عن مدينة صاروخية تحت الارض ذات اهداف ومديات استراتيجية مختلفة صنعت جميعها بسواعد الكوادر العسكرية والعلمية الوطنية في سياق اظهار الجهوزية الايرانية والتعريف بقدراتها على تحدي التهديدات الاجنبية (الغربية ـ الصهيونية) التي تعمل على زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة.

طهران تؤكد ان جميع ترساناتها العسكرية هي في اهبة الاستعداد للتعامل مع السلوكيات العدوانية الخارجية حفاظا على الامن القومي وصيانة لمصالح الجمهورية الاسلامية في مقابل التحركات الاميركية ـ الصهيونية الخبيثة ومن ذلك تفجير باخرة ايرانية في مياه البحر الابيض المتوسط والذي قال الناطق باسم الخارجية سعيد خطيب زادة عنه إنه من صنع اسرائيل المجرمة، وازاء ذلك فان عليها ان تتحمل تبعات ما اقترفته في قادم الايام.

المراقبون الدوليون ينظرون باعجاب واحترام شديدين الى تساوق الجهوزية العسكرية مع الخطوات والمواقف الدبلوماسية ويعتبرون ان ايران نجحت نجاحا كبيرا في هذه المعادلة والدليل على ذلك ان صوت الجمهورية الاسلامية هو الاقوى والاكثر حزما في هذين المسارين، ويشهد على ذلك كثافة المساعي الاميركية والاوروبية لكسب ودّ ايران التي تحمل الغربيين مسؤولية الجمود الحاصل على مستوى الاتفاق النووي دون ان يتمكنوا من تقديم تبريرات مقنعة بشأن مواقفهم الملتوية وذرائعهم الفارغة من اي معنى.

اذن من حق الجمهورية الاسلامية ان تتكلم بملء الفم عن قدراتها وجهوزيتها باعتبارها لغة القوة والمنعة التي هي في تلازم وثيق مع لغتها الدبلوماسية القدرة على اقامة الحجة على الاطراف الغربية المعروفة بالتبجح والزيف والازدواجية.

ان الجمهورية الاسلامية ماضية قدما في خياراتها السياسية والعسكرية والتقنية والنووية السلمية وليس لاحد ان يملي على طهران ما يرفضه العقل والمنطق وما يأباه قائد الثورة الاسلامية المعظم وما يستنكره الشعب الايراني المكافح الذي وضع ثقته بسماحة الولي الفقيه الامام الخامنئي (دام ظله) المدافع الحازم عن قضايا الامة الاسلامية امس واليوم وغدا، وازاء ذلك فان مماطلات اميركا واوروبا لن تعود عليهما سوى بالخيبة والهزيمة النكراء وسخرية الرأي العام العالمي.