kayhan.ir

رمز الخبر: 127312
تأريخ النشر : 2021February20 - 20:28

لا واقع لهذا الانجاز يا اخي العزيز!


حسين شريعتمداري

ونحن نقترب من تطبيق واحدة من اساسيات جوهر مشروع "الاجراءات الستراتيجية لالغاء الحظر"، من المقرر ان تخفض ايران التزامها حيال خطة العمل الشاملة المشتركة وتعليق العمل بالبروتوكول الاضافي، فيما اذا تعنتت اميركا واوروبا عن تنفيذ تعهداتها حيال الاتفاق.

فالارجوزة التي بات الخصم ينشدها منذ ايام واعلانه انه على الجمهورية الاسلامية العودة عن قرارها بخفض التزامها ببعض تعهداتها حيال خطة العمل المشتركة، لم تشفع له اذ صار يرى ايران الاسلامية جادة في تنفيذ قرار مجلس الشورى والخروج من البروتوكول الاضافي، فهو عن طريق استدراكه لموقفه السابق من جهة ومن جهة اخرى سعيه للتدليل ببعض المكاسب الموضوعة الكاذبة لتتعثر مسيرة ايران التي عزمت على خوضها! وفي هذا الخضم يطول الكلام وسنلجه آنفا، الا اننا سنشير الى اكثر مقالب الخصم سخرية، وهو منطوق الرسالة التي وجهها الخميس الماضي القائم باعمال مندوب الولايات المتحدة الدائم لدى الامم المتحدة "ريتشارد ميلز"، الى مجلس الامن بان اميركا تسحب اعلان ادارة ترامب اعادة فرض كل عقوبات الامم المتحدة على ايران وما يعرف بآلية الزناد في ايلول / سبتمبر2020! ويأتي هذا الادعاء في وقت تم رفض طلب ترامب من مجلس الامن باستئناف كل العقوبات الاممية على ايران، حتى من قبل الدول الاوروبية، واعلنت "ديان دجاني" رئيسة دورة مجلس الامن للامم المتحدة حينها وبشكل رسمي "ان هذا الطلب الاميركي قد رفض مباشرة من قبل 13 عضواً في مجلس الامن".

اي ان اميركا تريد ان تحملنا جميلا بتنازلها عن طلب تم رفضه من قبل مجلس الامن التابع للامم المتحدة وتعتبره مكسباً لايران!

ان ما يثير التساؤل هنا هو عدم دقة وزير خارجيتنا "الدكتور ظريف" في الرد على تصريحات "ريتشارد ميلز"، خلال تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حين قال: "ان اميركا اقرت بان مزاعم "مايك بومبيو" بشأن القرار 2231 لا اساس قانونيا لها، ونحن نتفق على ذلك. وعلى واشنطن رفع العقوبات التي فرضها واعادها "ترامب" بشكل فعال او غير مشروط وبعد رفع العقوبات سنقوم فورا بالتراجع عن جميع اجراءات خفض الالتزامات".

وكان ينبغي ان يلتفت ظريف الى هذه الامور:

1 ـ ان طلب بومبيو من مجلس الامن التابع للامم المتحدة قد رفض رسميا من قبل هذا المجلس! ولذا فان ما يطرحه "ريتشارد ميلز" كمكسب لايران لا وجود واقعياً له في الخارج!

2 ـ ان شرط ايران لايقاف خفض التعهدات حيال خطة العمل المشتركة لا تتقيد بالعقوبات كي تكون حسب قولك " تم احياؤها من قبل ترامب وتفعيلها من جديد"! اذ ان ايران قد اعلنت صراحة ان الطريق الوحيد لرجوع اميركا الى خطة العمل المشتركة يختصر في

اولا: الغاء جميع العقوبات.

ثانيا: التحقق من مدى مصداقية الغاء العقوبات كي تطمئن ايران من التنفيذ العملي لهذه العهود.

ثالثا: وان لا تجرى اي مفاوضات مع الجانب الاميركي.

رابعا: وفي حال الغاء جميع العقوبات والتاكد من الغائها، يسمح لاميركا ان تشترك في جلسات 5+1 كواحدة من الدول المشاركة في انعقاد خطة العمل المشتركة. مع ان القضية الاساس لبلدنا لا تكمن في عودة اميركا الى خطة العمل المشتركة، وانما الغاء جميع العقوبات.

ان توجيه اللوم الى ترامب لا يفهم منه تبرأة اوباما، فمعدل العقوبات ارتفع خلال ادارة اوباما.

3 ـ ان هذا المقطع من تغريدة الاخ العزيز ظريف، حين قال "وبعد رفع العقوبات سنقوم فورا بالتراجع عن جميع اجراءات خفض الالتزامات " لا ينسجم مع الظروف المعلنة من قبل ايران، او في الاقل سيفهم الخصم منها حديثا " حمال اوجه"! فلا يكون تعليق مسار خفض التعهدات مناقضا مع تغريدته "فورا"، وانما ينبغي ان يحصل لدى ايران الاطمئنان من صحة حقيقة الغاء العقوبات.