اخذوا التقنيات واعطونا الحلويات!
حسين شريعتمداري
1 ـ يقول امير المؤمنين علي عليه السلام انه "اذا ازدحم الجواب خفي الصواب" الحكمة 235/ نهج البلاغة
ان رد الحكومة على طلب اميركا للحضور مجددا في خطة العمل الشاملة المشتركة لهو امر قانوني ومنطقي. فاميركا اضافة الى انها لم تلتزم باي من تعهداتها حيال الاتفاق النووي، اقدمت على الخروج من الاتفاق في خرق للقرار 2231 الصادر عن مجلس الامن الاممي والذي هو بمثابة الصمام الامان لخطة العمل الشاملة المشتركة. فيما اشارت اميركا لتبرير خروجها من الاتفاق النووي الى عدة امور اهمها؛ السيطرة على برنامج ايران لتصنيع الصواريخ، وتقييد حضور ايران في المنطقة. فكان ترامب يقصد من فعلته تلك ان تضاف هذه المطالب الى متن الاتفاق النووي! وبهذا توقع ترامب ان تشعر ايران بالخطر من خروج اميركا من الاتفاق وهي بذلك سترضخ لجولة جديدة من المفاوضات مع اميركا! وهي ستلجأ الى خطة العمل المشتركة الثانية والثالثة لتظاف كارثة وكارثة اخرى لما سبق!
فكرر ترامب 11 مر ة مطلبه بضرورة التفاوض مع ايران من خلال خطاباته ولقاءاته.
وكان من الطبيعي ان تهمل ايران كل هذه الاشارات والدعوات لتجديد المفاوضات.
2 ـ وبعد فوز بايدن في انتخابات الرئاسة الاميركية، تفاءل البعض لحضور بايدن كرئيس جديد لاميركا، وهم انفسهم من فرضوا على الشعب، لجهلهم وسذاجتهم، كارثة خطة العمل الشاملة المشتركة من قبل! مدعين ان اسلوب ونهج بايدن يختلف عن ترامب، تاركين التساؤل الآتي بلا اجابة؛ الم يكن بايدن مساعدا لاوباما الذي فرضت خلال دورته خطة العمل الشاملة المشتركة من قبل! مدعين ان اسلوب ونهج بايدن يختلف عن ترامب، تاركين التساؤل الآتي بلا اجابة؛ الم يكن بايدن مساعدا لاوباما الذي فرضت خلال دورته خطة العمل الشاملة المشتركة على بلدنا؟! و...
3 ـ من جهة اخرى، فان شروط ايران لعودة اميركا الى خطة العمل المشترك قد طرحت بشكل واضح وشفاف،وهي؛
اولا: لسنا بصدد عودة اميركا الى خطة العمل الشاملة المشتركة، وان كنا نتابع قضية الغاء العقوبات، الا ان اعتمادنا وتاكيدنا الاساس على إبطال الحظر من خلال تلبية احتياجاتنا محليا والاكتفاء ذاتيا.
وثانيا: ان كانت اميركا عازمة على الرجوع الى خطة العمل المشتركة، فينبغي قبل كل شيء ان ترفع العقوبات جميعها، سواء التي فرضت بحجة البرنامج النووي ام العقوبات الاخرى بذرائع سخيفة وغير واقعية كافتعال مسائل حقوق الانسان، ودعم الارهاب.
ثالثا: ان الغاء العقوبات يجب ان لا يخضع للائحة الوعود والوعيد، وانما ينبغي ان نشهد النتائج العملية لالغاء العقوبات.
رابعا: ومن جانبنا نرفض اي تفاوض مع اميركا، بل نكتفي وبعد الغاء جميع العقوبات بشكل عملي، بالسماح لاميركا كدولة من ضمن مجموعة (5+1) ان تنخرط في الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة).
4 ـ ان القضية كما طرحت على البساط، واضحة وشفافة لا لبس فيها، الا انه وللاسف الشديد، يعقد بعض رجال الدولة المحترمين الامور على وضوحها، بتصريحاتهم المتتالية سواء في الداخل ام في الخارج، وباطلاق تغريدات وكتابة المقالات ! ويتحدثون عن شروط عودة اميركا الى خطة العمل المشتركة، والتي تختلف في جوانب منها عن القرار القطعي والرسمي المعلن من النظام، او في الاقل تختلق هواجس لدى العدو. ومن المتوقع من مسؤولي البلاد المحترمين تجنب التصريحات والتغريدات غير الضرورية، ولا يجروا على الالسن والاقلام ما هو بعيد عن الرأي الصريح والقرار القطعي والرسمي المعلن للنظام المنبثق عن رؤية قانونية وشاملة، كي لا يغتر العدو مرة اخرى كما في السابق بان يأخذوا التقنيات ويعطونا الحلويات!
وكم كان صائبا رأي الشهيد السعيد قاسم سليماني، ورفع الله الرحيم من مراتبه حيث شخص ان الخطر كل الخطر يكمن في ازدواجية الرؤى التي تتمخض عن مسؤولي النظام الاسلامي.