الاعداء تشحذ صاغرة عند مدرسة سليماني
حسين شريعتمداري
بالامس بدأت عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في موقع (فردو) بعد ان توقف الالتزام بتعهدات خطة العمل المشترك. وهذه الخطوة الجديرة بالثناء، والتي ينبغي اعتبارها خطوة كبيرة للخروج من الانفعال في مواجهة نقض العهود من اميركا واوروبا حيال الاتفاق النووي، هي جزء من الخطة المعروفة الاجراءات الستراتيجية لمواجهة الحظر والتي صادق عليها مجلس الشورى الاسلامي الشهر الماضي ورفعت للحكومة لتنفذها. وقد اعلن المتحدث باسم الحكومة "علي ربيعي" اول امس وضمن اعرابه عن تحفظ الحكومة على مشروع قرار المجلس هذا، قائلا: "بالرغم من ان الحكومة لم تعتبر ومنذ البداية هذا القرار صائبا، ولسبب عدم اشراك الجهة المخولة في الاستشارة، وجهت الحكومة انتقاداتها لبادرة المصادقة على مشروع القرار، الا ان هذه الامور لا تؤثر على التزام الحكومة تجاه تنفيذ هكذا قوانين".
هذه الخطوة الجديرة بالثناء من قبل ايران، قوبلت بردود فعل متشنجة وحادة من الغرب فور الاعلان عنها، حين زعم المتحدث باسم الاتحاد الاوروبي "بيتر ستانو"؛ "ان اعلان ايران باستئناف تخصيب اليورانيوم وبنسبة 20% بمثابة "تراجع خطير" عن التزاماتها حيال الاتفاق النووي 2015 (خطة العمل المشترك)". الا انه لم يوضح كما عهدناه (الاتحاد الاوروبي) لماذا لم تنفذ الدول الاوروبية التزاماتها حيال خطة العمل المشترك! وبدل ان يلقي الضوء على نكث الاوروبيين لتعهداتهم حيال الاتفاق النووي، وتملصهم الى اليوم عن تنفيذ حتى واحدة من هذه التعهدات، ينبري لاطلاق التهديدات، وكأنه يباري اقرانه من اطفال المدارس، قائلا: "ان مسؤولي هذا الاتحاد في بروكسل تدرعوا الصبر الى ان تتضح المعلومات بدقة، من قبل رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الى نهاية يوم الاثنين، وبعدها سيصار الى اتخاذ اجراءات لازمة"!
بدوره علق رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي الغاصب "نتنياهو" على موقعه الشخصي، بالقول؛ "ان هذا الاجراء الايراني يعكس نية الحكومة الايرانية بتطوير البرنامج النووي العسكري"! مضيفا: "وان اسرائيل لن تسمح لايران ان تنتج الاسلحة النووية"! لقد نسي نتنياهو او تناسى الوضع البائس الذي يعيشه الكيان الصهيوني، وهو يحاول التغطية على ذلك، فحكومته التي رسمت خطين ازرقين على علمها المزيف كتعبير عن (من النيل الى الفرات)، قد بنت جدارا حولها لانها تعيش الرعب من اقتدار قوى المقاومة واغمضت عينهاعلى هذه الحقيقة التي تحولت الى كابوس يؤرقها، اذ بمجرد وقوع يوم الحادثة ـ وهو لا يستبعد ـ ستدمر تل ابيب وحيفا، في الساعات الاولى ـ ولنقل في الدقائق الاولى ـ و...
ان تقرير الصحيفة يتناول استئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، الا ان مقالنا يتابع موضوع آخر، وهو الاشارة الى هذا الامر، وهو بالامكان وينبغي الشروع بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% كخطوة هامة ولربما اول خطوة محسوسة في اطار "المدرسة السياسية للشهيد سليماني"، لنقرأ؛
1 ـ حين حظر الاميركان استيراد البنزين الى ايران، كان هناك سبيلان امامنا، الالتفاف على العقوبات وشراء البنزين باسعار تفوق السعر الرسمي للسوق، وهو ما استتبع نفقات جانبية اخرى، والسبيل الثاني، وأد الحظر عن طريق الانتاج الداخلي لهذا المشتق النفطي. وهناتم بناء مصفى "نجمة الخليج الفارسي" من قبل مقر خاتم الانبياء (ص) للبناء والاعمار التابع للحرس الثوري، لانتاج البنزين وتوفير الاحتياج الداخلي. فاعلنت اميركا وحلفاؤها الاوروبيين، الذين تساقطت سهامهم، بغضهم النظر عن حظر البنزين! متوسلين بضرورة تصدير البنزين الى ايران (الاستجداء قبال الاقتدار).
ولحسن الحظ استمر انتاج البنزين في البلاد، لدرجة اننا اليوم، واضافة الى تلبية الطلب المحلي، نقوم ايضا بتصدير هذا المنتج النفطي بكميات كبيرة.
2 ـ لقد كنا نستخدم اليورانيوم المخصب بنسبة 20% في مفاعل طهران لانتاج النظائر المشعة المستخدمة في علاج الامراض المستعصية، ففرضت اميركا، واستمرارا لاجراءات الحظر الجائرة والابتزازية، حظرا على ايران بعدم بيع اليورانيوم المخصب بدرجة 20%. في ذلك الوقت وبمساعدة الشهيد العالم النووي الايراني البارز الشهيد شهرياري قمنا بانتاج اليورانيوم المخصب بدرجة 20%، امام دهشة وذهول الاعداء. وهذه المرة كذلك اذ بعد انتاج اليورانيوم الضروري لمفاعل طهران لانتاج النظائر المشعة، اعلن فارضو العقوبات، الذين لم يطيقوا التطور الملحوظ لايران، اعلنوا الغاء الحظر على اليورانيوم المخصب بدرجة 20% وانهم مستعدون لبيعه لايران (كذلك الاستجداء قبال الاقتدار الايراني).
ان ما يؤسف له، ووجه هذا الاسلوب، وبالرغم من توجيهات سماحة قائد الثورة باستمرار، في مجالات شبيهة، ووجهت بالتفات قليل وفي بعض الاحيان بعدم التفات بعض المسؤولين، حتى بلغ بهم الامر ان اوكلوا خدمة الغذاء لقطارات المسافرين الى دولة اوروبية! و...
3 ـ ولنلق نظرة الى مدى سمو التمسك لهذا السبيل في مدرسة الشهيد العزيز الحاج قاسم سليماني السياسية. ففي خضم الحرب في سورية والقتال البطولي للقائد سليماني ضد الارهابيين التكفيريين المدعومين بشكل مشترك من اميركا واسرائيل واوروبا وآل سعود، كتب وزير خارجية اميركا "مايك بومبيو" الذي كان يراس حينها وكالة المخابرات المركزية، رسالة سرية عاجلة الى الحاج قاسم سليماني، بعثها بواسطة ممثله الموثوق ليسلمها الى الشهيد سليماني مباشرة، الا ان الحاج قاسم العزيز امتنع عن اخذ الرسالة بصرامة مثالية.
فيما اكد مبعوث بومبيو ان هذه الرسالة بعثها رئيس وكالة المخابرات المركزية، وهو ابرز مسؤول رسمي في الولايات المتحدة بعد الرئيس الاميركي، وكان جواب الحاج قاسم كسابق عهده قائلا لا شأن لي به. وواصل مبعوث بومبيو استجدائه وتوسله وعاد يجر اذيال الخيبة بعد الرد الحازم من قبل الحاج قاسم.
4 ـ ويمكن اعتبار استئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وهو حقنا القانوني الذي لا نقاش فيه، وتجاهل ضجيج العدو، درسا خالدا وسبيلا لمواجهة ابتزاز العدو وتخييب آماله وهو السبيل الذي نصر عليه في سائر المجالات.
خلاصة القول، ان كنا كالشهيد سليماني تعلمنا من الامام الخميني(رض)، وخليفته حاليا، ووقفنا بصلابة، فسيقع العدو مستجديا، اما اذا تجاهلنا هذا الدرس من مدرسة سليماني، فلا يستبعد الوصول الى نقطة نستجدي فيه العدو!