السودان على عتبة ثورة "تكنّس"العسكر المطبعين
أسعد العزّوني
تعرض الشعب السوداني الطيب الأصيل لأبشع عملية غدر وتضليل، من قبل مجموعة العسكر الذين غدروا برفيق سلاحهم وقائدهم العام الفريق عمر حسن البشير،الرئيس السابق للسودان الذي رفض الإنصياع للمراهقة السياسية في الخليج الفارسي ،وتنفيذ إملاءاتها ضد مصالح السودان باستقبال "كيس النجاسة"حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو ،بعد زيارته التطبيعية المشهورة لسلطنة عمان ،ولقائه مع زوجته سارة بالسلطان قابوس الذي كان على فراش الموت،وصرّح النتن ياهو بعدها أن محطته التطبيعية التالية ستكون الخرطوم.
طلب حكام الرياض من الفريق البشير الذي كان في ضيافتهم آنذاك، العودة سريعا للخرطوم للإستعداد لاستقبال النتن ياهو ،ولكنه رفض بإباء ،وغادر الرياض متوجها إلى دمشق ،وإلتقى الرئيس السوري د.بشار الأسد ،ومن ثم عاد إلى الخرطوم محتفظا بشرفه العسكري ،ليجد بعضا من ضباطه من الخلايا الجاسوسية النائمة،يثورون عليه ويؤلبون عليه الشارع بحجة سوء الأوضاع الإقتصادية.
وبحكم دعم المراهقة السياسية في الخليج الفارسي لذلك الحراك المشبوه ،وإصرار الصهيونية والإمبريالية على التخلص من البشير الرافض للتطبيع،نجحت المؤامرة،وظهر علينا جاسوس مدني آخر تخرّج من أوكار الأمم المتحدة الصهيو-أمريكية وهو عبد الله حمدوك الشيوعي السابق، الذي تم تنصيبه عنوة رئيسا لوزراء السودان،ويأتمر بإمرة الجاسوس الفريق أول عبد الفتاح البرهان ،رئيس ما يسمى المجلس الإنتقالي.
لا شك أن هذا التحالف الذي ضم حمدوك والعسكر خذل الشعب السوداني الذي يستحق الأفضل،وقاموا بنسف لاءات قمة الخرطوم "لا صلح ولا اعتراف ولا إستسلام"بعيد هزيمة حزيران 1967،وقد باعوا السودان بثمن بخس ناهيك عن التفريط بكرامة الشعب الرافض لفكرة التطبيع في معظمه ،والمتمسك بفلسطين والقدس والأقصى،وأقدم هؤلاء الجواسيس على جريمة التطبيع وإلتقوا النتن ياهو في أوغندا لوضع النقاط على الحروف،ومن ثم وقعوا على الخيانة وإنخرطوا في التحالف الصهيو-غربي ضد العرب والمسلمين، دون وازع من ضمير أو تحسس من المساس بالشرف العسكري الذي يفتقدوه أصلا،ولو كان عندهم ذرة من الشرف العسكري لما قبلوا الإنصياع للمراهقة السياسية في الخليج الفارسي ،والتحالف مع الصهاينة الذين نالوا من شرف السودان بقصفه مرات عديدة.
قام عسكر السودان الذين فرطوا بشرفهم العسكري وخانوا الشعب والوطن والأمة،بحرق المراحل من أجل التطبيع مع الصهاينة بحجج واهية وهي الحصول على التقنية العالمية ورفع إسم السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية،حتى أن الصادق المهدي - الذي بدأ والده الراحل الصديق المهدي عام 1956 الإتصالات مع إسرائيل وحصل على بعض الدعم المالي منها ،لكن بريطانيا طلبت وقف الإتصالات السودانية-الإسرائيلية السرية خشية إثارة غضب الرئيس جمال عبد الناصر في مصر- إحتج على طريقة فرض التطبيع على السودان ،وطالب بعرضه على برلمان منتخب،وقال في التطبيع ما لم يقله مالك في الخمر.
منذ إغتصاب العسكر وصبيّهم حمدوك الحكم قسريا في السودان،لم يقوموا بخطوة تحسينية واحدة حسب وعودهم الكاذبة،وكل ما فعلوه هو توقيع التطبيع مع الصهاينة،مقابل حفنة من ملايين الدولارات من أمريكا وإسرائيل،وعليه فإن الشعب السوداني الذي يعاني كثيرا بسبب سوء الأوضاع الإقتصادية ،وآخرها مقامرة العسكر برفع أسعار المحروقات أضعافا مضاعفة،يقف على عتبة ثورة شاملة "تكنّس"العسكر وقراد خيلهم حمدوك ،ليعيد للسودان كرامته.