رسالة مقتضبة عميقة المضامين
حسين شريعتمداري
ركز سماحة قائد الثورة في رسالته التي وجهها لفئة الشباب الفرنسي على اكثر نقاط الضعف حساسية في فرنسا ، واضعا الادعاءات الخاوية لفرنسا والدول الاوروبية بالديمقراطية وحرية التعبير في مرتكز حرج، فقال سماحته : " اسالوا رئيس جمهوريتكم لماذا التشكيك بالهولوكوست جريمة فيما يجوز الاساءة لرسول الله ؟" انه تساؤل يتضمن جنبتين طرح بذكاء ، ففي كلتي الصورتين انعكاس ماهو فاضح لفرنسا ولرئيس جمهوريتها .وهنا نتوسع قليلا؛
ان سماحة قائد الثورة الاسلامية المعظم يعلم ان خطابه سينتشر مباشرة بعد ادلائه في قنوات العالم ، اي لايقتصر على فئة الشباب الفرنسي الذين خصهم في رسالته .وهذا المنطوق له مفهوم محدد وواضح باستصغار شأن الرئيس الفرنسي ، فهو يعلم مدى خباثة ما اقدم عليه ، ولذا لايستحق ان يكون المتلقي لرسالة سماحة السيد القائد.
ان الهولوكوست كذبة تاريخية كبيرة وهناك الكثير من الادلة التي لايرقى لها الشك بأنها اسطورة صهيونية مفتعلة وان مايساور الغرب من قلق مشوب بالرهبة باعادة التحقيق والتمحيص حول الهولوكوست لأصدق دليل على اختلاقها. ولو لم يكن الامر كذلك ، بان اضفى التحقيق صدقية على حادثة الهولوكوست ، فما كان ساسة الغرب والصهاينة ليمتنعوا عن اي مراجعة وتفحص حولها وحسب بل لناشدوا الجميع بمعاضدتهم بحثا وتدقيقا. على ذلك قام سماحة قائد الثورة المعظم في رسالته بفتح الملف الاسود لهذه الكذبة الكبيرة امام مرأى ومسمع العالم . الملف الانكى عارا وشنارا ، الذي يتهيب الصهاينة من فتحه انى تهيب .
وسبق ان تناولنا في الصحيفة الكثير من الادلة على اختلاق الهولوكوست ، ونكتفي هنا باشارة عابرة ، وهي : " في بداية ثمانينات القرن الماضي انكفأ ثلة من اعضاء المجمع العالمي لليهود ومنهم " بي برويدال ناكه"
و"سيرشولز"، و"فرانسوا براريدا"، بزعامة الحاخام الفرنسي المعروف "رينيه ساموئيل سبرات" انكفأوا على تدوين مسودة قانون يعتمد هذه الحكاية المختلقة لقتل ستة ملايين يهودي في الحرب الكونية الثانية! وتوصلوا الى المصادقة عليه، اذ حسب هذا القانون: "يعتبر اي تشكيك بخصوص الهولوكوست، سواء أكان التشكيك حول مقتلة اليهود في الحرب الكونية الثانية، ووجود غرف الغاز، وحتى اقل تشكيك في الرقم 6 ملايين يهودي مقتول، يعتبر بمثابة جريمة! وكل من يتعدى على هذا القانون في فرنسا ويشكك بالامور الثلاثة المطروحة يحكم عليه بالحبس شهرا الى عام واحد، اضافة الى دفع غرامة قدرها الفين الى ثلاثة آلاف فرنك". ومن ثم تمت المصادقة على القانون، بضغط اميركي وبريطاني وفرنسي والمجمع العالمي لليهود، ليمرر تطبيقه في سائر الدول الاوروبية، بحيث صار جرما مشهودا بحق كل من يشكك بالهولوكوست في اوروبا!
هذا وتمكن العشرات من المؤرخين المرموقين في اوروبا، ومئات الاساتذة المشهورين ذوي الاختصاص بدراسة الوثائق التاريخية من تقديم ادلة علمية لا ترقى لها الشكوك من قبل اي مختص، يبرهنون من خلالها، ان قضية ابادة ستة ملايين يهودي، وافران الحرق وغرف الغاز كلها اكاذيب وقصص مختلقة باهداف لا تقتصر على جوانب سياسية وحسب بل جنائية محض.
ومن بين هؤلاء يمكن الاشارة الى البروفيسور "روجيه غارودي"، والبروفيسور "روبر فوريسون"، والبروفيسور "كريستوفر سون" ـ صاحب الكتاب المعروف (كذبة آشويتس)... وكذلك الاشارة الى مدوني مئات الرسائل العلمية الاخرى وما طرحه البروفيسور "روبر فوريسون"، والبروفيسور "روجيه غارودي" ـ والاثنان من فرنسا ـ اكثر حداثة وعبرة.
4- ويعتبر البروفيسور "روبر فوريسون" استاذ جامعة ليون الفرنسية، والخبير الدولي المرموق في تدقيق الوثائق والادلة التاريخية. وقد جمع بحوثه العلمية في كتاب بعنوان "غرف الغاز حقيقة ام اسطورة".
وخلال سنوات من التحقيق راجع البروفيسور "فوريسون" آلاف الوثائق بهذا الخصوص من جميع المراكز التي يدعي الصهاينة وجودها، مثل؛ غرف الغاز، والمتحف المختلق لافران الحرق، في ميونيخ بالمانيا، و... كما حاور مئات الشهود بشكل علمي متقن، وبالتالي برهن بلغة الارقام وليس الاقوال ان قضية مجزرة اليهود في المانيا النازية كذبة تاريخية كبيرة، وخدعة يندى لها جبين الرأي العام العالمي. وهو ما لا يستبعد من الصهاينة المتوحشين.
وعلى سبيل المثال اشار "فوريسون" الى الصور الملفقة لغرف الغاز التي يدعيها الصهاينة، وضمن تكذيبه هذه الادعاءات بالوثائق الدامغة، يتساءل مستغربا؛ ان كانت هذه الصور حقيقية فكيف يقف الجنود الالمان ـ حسب الادعاءات الصهيونية ـ دون اي كمامة على وجوههم تغطي الانف والفم والعين يشرفون على غرف الغاز التي تعج بانواع الغازات القاتلة، وهم ينظرون لموت اليهود؟! او حول صورة اخرى التي يدعي الصهاينة صحتها، تظهر جمعا من اليهود تحاصرهم دبابات، اثبتت الادلة انها دبابات بريطانية وليست المانية و...
5 ـ ان سماحة قائد الثورة بتساؤله المدرج في رسالته، وضمن استهزائه من ادعاء الحكومة الفرنسية وسائر الدول الاوروبية، بحرية التعبير، يدعو الرأي العام الاوروبي لاسيما الشباب بمراجعة ما تسمى بقضية هولوكوست، والتي ستؤدي ـ هذه الدراسة ـ بشكل مؤكد التوصل الى اختلاق هذه الاسطورة.
إن طرح سماحة القائد لهذا التساؤل لا يقتصر على عنونة اختلاق الهولوكوست وحسب بل إشارة لمدى استقلالية سياسة الحكومة الفرنسية وسائر الدول الاوروبية، التي تعتبر التشكيك بالهولوكوست جريمة.
وفي هذه الايام تثار المشاعر المعادية للصهيونية بين الاوساط الاوروبية، فيما تتعالى الاعتراضات على حضور اليهود الصهاينة في دوائر صناعة القرار السياسي الاوروبي. على سبيل المثال فان واحدة من الاهداف الرسمية المعلنة لحركة السترات الصفراء في فرنسا، تقليم اظافر الصهاينة من الدوائر الاقتصادية لبلدهم. وفي المانيا يتشكل البرلمان "بوندس تاغ" من 598 نائبا يختص باليهود اكثر من مائة مقعد رغم ان عديد اليهود في المانيا لا يتجاوز 150 الف نسمة، وان اكثر هؤلاء النواب اليهود ليسوا مواطنين المان وانما تعود اصولهم لدول اخرى! وبالامس تم تعليق عضوية زعيم حزب العمال السابق "جرمي كوربن" لمواقفه المناهضة للصهيونية! و...
6 ـ كما ان رسالة سماحة قائد الثورة تتضمن إلتفاتة مهمة اخرى، والتي من الاجدران نقيّمها بأنها "لُب الكلام"، وهي تعكس بوضوح ان مشكلة رئيس جمهورية فرنسا، ـ كما يدعي ـ ليست بالدفاع عن حرية التعبير، اذ لو كان الامر كذلك، فلماذا يتم التجريم ليس بمجرد االمراجعة والتحقق حول الهولوكوست وحسب بل حتى التشكيك بتعدد الحالات المكذوبة الصادرة من الصهاينة؟!
ان سماحة قائد الثورة قد أماط اللثام في رسالته المقتضبة عن هذه الحقيقة المرة وهي ان ما جاوز الرئيس الفرنسي وسائر دول اوروبا من حدود القلق الى حالة الرعب هو الانتشار المتصاعد للاسلام المحمدي الاصيل، الذي ضيق الخناق خلال 41 عاما الاخيرة على القوى الاستكبارية والصهيونية مصاصي الدماء وناهبي الشعوب.
وفي هذا الاطار هنالك مطلب مهم آخر سنعالجه في فرصة قادمة.