kayhan.ir

رمز الخبر: 121349
تأريخ النشر : 2020October27 - 19:37

جولات بومبيو وابتعاد اميركا عن تركيا.. ما هي أهمية أنقرة بالنسبة لواشنطن؟

خاطب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حزب العدالة والتنمية ، الولايات المتحدة الاميركية في مؤتمر عقده حزبه في ملاطية يوم أمس قائلاً: "نحن تركيا ، ولسنا دولة قبلية ، وليس من المقرر ان نطلب الإذن منكم في اتخاذ القرارات الحساسة ، قوموا بفرض ما يحلو لكم من العقوبات".

وعلى الجانب الآخر من المشهد ، فليس لدى الولايات المتحدة الاميركية مواقف ناعمة تجاه تركيا ، وقد صرح قادة واشنطن مرارًا وتكرارًا أنهم يفكرون بشكل مختلف عن تركيا ، في شرق البحر المتوسط ​​وسوريا وليبيا وناغورنو كاراباخ والعديد من الحالات الأخرى.

ومن خلال تحليل زيارات وزير الخارجية لدول مختلفة في المنطقة ، خلص المحللون الأتراك إلى أن الولايات المتحدة الاميركية لا تنأى بنفسها بشكل كبير عن تركيا فحسب ، بل إنها تقوم بعزل هذا الحليف القديم.

يقول المحلل الأمني ​​الدولي قآان كوتلو أتاتش ، انه بالاعتماد على خطط السفر الخاصة بوزارة الدفاع الاميركية ووزارة الخارجية ، فإن هدفهم الرئيس هو عزل تركيا وخنقها.

تركيا مهمة لاميركا، لكنها ليست حيوية

يعتقد قآان كوتلو أتاتش أنه عقب الحرب العالمية الثانية ، كانت مسألة التحكم في الصين وروسيا ، بوصفهما عدوين مهمين ، ذات أهمية حيوية دائمًا لواشنطن ، لكن في استراتيجية القادة الاميركيين ، يُنظر حتى إلى دولة مثل تركيا ، التي كانت تعد على أنها حليف في يوم من الايام ، على أنها دولة خصم كونها على طريق الاستقلال السياسي والاقتصادي.

وقال هذا المحلل التركي: " الحقيقة هي أن تركيا مهمة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية ، لكنها ليست حيوية للغاية ، فهناك فرق بين الموقفين ، ويجب فهم هذا الاختلاف".

وأضاف: "ان نيكولاس سبيكمان ، الجغرافي والاستراتيجي الاميركي ، كان دائماً يقول ، إن كل من يستطيع امساك زمام الامور بالحزام حول دول أوراسيا فسيتولى السيطرة على العالم ، لكن هذا الحزام الخارجي والقشرة تشمل أوروبا الغربية والبلقان والشرق الأوسط وأفغانستان وشمال الصين والهند ومنشوريا وكوريا ، وفي المقابل ، ثمة هنالك جغرافيون آخرون ، مثل كوهين ، يؤيدون نظرية القشرة الأرضية والحزام الممزق هذا كونها جوفاء ومتحللة من الداخل ، حيث يعتمد تحقيق مثل هذا الهدف أيضًا على استخدام الحلفاء المحليين والإقليميين ، وفي مثل هذه المنطقة الجغرافية المهمة ، تراقب الولايات المتحدة الاميركية إيران والعراق والبحرين والسعودية من جهة ، وسوريا وجنوب لبنان من جهة أخرى ، حيث إن جغرافيا الأناضول ، تركيا ، لها أهمية خاصة بالنسبة للموقف الاستراتيجي للاميركيين تجاه روسيا والصين ، كما تظهر رحلات بومبيو واسبر أنهما مهتمان بالقشرة الخارجية والحزام ، وخاصة بالنقاط التي يرون أنها عرضة للانحلال والتجزئة".

صد الصين ، وحصار روسيا

يعتقد قآان كوتلو أتاتش ، أن الاستراتيجية الاميركية في المنطقة هي "صد الصين ، وحصار روسيا".

حيث إن وزير الدفاع الاميركي سافر إلى الكويت وقطر والمغرب والجزائر وتونس ومالطا في الأشهر العشرة الماضية ، وقد صنفت دولًا مثل أفغانستان والبحرين وإسرائيل ومصر والأردن والكويت والمغرب وباكستان وتونس كحلفاء رئيسيين ، في حين أن لا أحد من هذه الدول هو عضو في حلف الناتو ، لكن ستتعاون جميع هذه الدول مع الولايات المتحدة الاميركية في مجموعة واسعة من مجالات الدفاع ، ابتداءً من شراء المعدات وتدريب القوات وصولاً إلى الاقتراض والتسهيلات لتعزيز الدفاع ، كما ان الولايات المتحدة الاميركية قد أعلنت إسرائيل منذ عام 2013 بأنها الحليف الاكبر لها ، والآن ، من خلال تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل ، وكذلك السودان والبحرين ، فهي تمهد الطريق لسلطنة عمان والسعودية للتحرك في نفس الاتجاه في المنطقة أي توحيد العرب وإسرائيل ضد إيران ، وفي نفس الوقت الوقوف بقوة على الساحة العالمية ضد الصين وروسيا.

جولات بومبيو خلال الأشهر العشرة الأخيرة

يسرد المحلل الأمني ​​الدولي قآان كوتلو أتاتش رحلات وزير الخارجية مايك بومبيو إلى العالم خلال الأشهر العشرة الماضية ذاكراً ، عُمان والأردن وإسرائيل وقطر مرتين لكل منها ، وإنجلترا ، أوكرانيا ، بيلاروسيا ، كازاخستان ، أوزبكستان ، ألمانيا ، السنغال ، أنغولا ، إثيوبيا ، السعودية ، أفغانستان ، جمهورية التشيك ، سلوفينيا ، النمسا ، بولندا ، السودان ، البحرين ، الإمارات ، اليونان ، قبرص ، الفاتيكان ، كرواتيا ، زيارة واحدة لكل منها ، وبعبارة أخرى ، سافر بومبيو إلى 31 دولة في الأشهر العشرة الماضية بهدف اجراء اللقاءات الجماعية مثل التي تتم في قاعدة الناتو ، وكانت أهدافه الرئيسية عبارة عن: 1. لجم النفوذ التجاري والتكنولوجي للصين . 2. كبح لجام روسيا . 3. وإدارة التوتر في شرق البحر المتوسط.

استمرار التوترات بين أنقرة وواشنطن

وأشار قآان كوتلو أتاتش إلى أن الوزراء الاميركيين ذكروا مرارًا ضيق الوقت كذريعة لعدم السفر إلى تركيا قائلاً: هذه مجرد ذرائع ، بالتأكيد ، لدى كل من وزير الدفاع ووزير الخارجية الوقت الكافي ، لكن الخلافات في وجهات النظر بين تركيا والولايات المتحدة الاميركية وصلت إلى نقطة لا يرغبون فيها بالسفر إلى أنقرة واسطنبول ، وهم ليسوا الوحيدين ، ففي الآونة الأخيرة ، سافر الممثل الخاص لترامب جيمس جيفري إلى شمال سوريا وشمال العراق ، لكنه لم يأت إلى تركيا ، وليس من المنطقي التحالف مع دولة لمدة 7 عقود ، ولكنك تكون على اتصال بالإرهابيين المناهضين لها ولا تذهب إلى منزل صديقك ، وأضاف ان الولايات المتحدة الاميركية لم تساعد تركيا في محاربة الإرهاب أو شبكة غولن ، والأدلة تظهر أننا لن نرى انخفاضاً في التوترات بين أنقرة وواشنطن في أي وقت قريب".

موقف بومبيو الشخصي من تركيا

وتساءل مراسل صحيفة الجمهورية قآان كوتلو أتاتش "ألا تعتقدون أن مايك بومبيو لديه موقف شخصي ضد تركيا؟" وفي معرض الاجابة على هذا السؤال قال: "لماذا" ، هكذا ، فبومبيو حوّل بعض القضايا والخلافات السياسية بين أنقرة وواشنطن إلى قضية شخصية وأصبح غاضبًا من أنقرة ، وعلى سبيل المثال ، يعلم الجميع أن تركيا اتخذت موقفاً لا يتناسب مع الولايات المتحدة الاميركية فيما يتعلق بفنزويلا ، وكان بومبيو غير راضٍ عن هذا الموقف ، وفي حالة آيا صوفيا وقبرص التركية ، تم تقديم توصيات لأنقرة تم رفضها تمامًا ، وقد استاء بومبيو من ذلك ، وباختصار ، أينما اتخذت تركيا قرارات مستقلة وعدلت سياستها الخارجية بما يتناسب مع نهجها القومي ، فإنها تثير غضب الولايات المتحدة الاميركية ، كما ان أحد أسباب محاولة الولايات المتحدة الاميركية خنق تركيا هو أن الولايات المتحدة الان تنظر إلى تركيا ، ليس كحليف مخلص ، ولكن كبلد يمكن أن يهدد بعض المصالح الاميركية".

اسلام تايمز-