الاتهامات المعلبة ضد الحشد الشعبي
مهدي منصوري
يواجه الحشد الشعبي ومنذ تأسيسه وحتى اثناء مواجهته لداعش الارهابي موجة من الهجمات والاتهامات من اجل ان لا تبقى هذه القوة العسكرية الوطنية المخلصة لوحدة العراق ارضا وشعبا على الارض لتؤدي دورها البطولي في القضاء ليس فقط على داعش الارهابي بل كل الذين صنعوا هذه البضاعة الفاسدة و كما يعرف الجميع على رأسهم اميركا وكذلك عملاؤهم ومرتزقتهم المجرمين الذين يبذلون جهودا حثيثة من ان يبقى العراق اسيرا للاحتلال الاميركي يعبث بمقدراتهم كيفما شاء أو يريد.
ومن الواضح والذي لا يمكن تغطيته بغربال ان الشعب العراقي بكل اطيافه ومكوناته بات مقتنعا ان ما يعانيه اليوم هو بسبب التواجد الاميركي الذي اصبح عائقا كبيرا امام اي تطور في هذا البلد وعلى اي مستوى من المستويات وذلك بتدخله السلبي في خلق الازمات السياسية والامنية والاقتصادية وبصورة مبرمجة وممنهجة من اجل الوصول الى هدف اساس عملت عليه الدوائر الاستخبارية الاميركية والصهيونية والاقليمية بقيادة السعودية والامارات الا وهو اسقاط العملية السياسية القائمة التي لم تأت على مقاساتهم والعودة بالعراق الى المربع الاول. وقد لا نحتاج اي دليل لاثبات ما ذهبنا اليه اليه لان الواقع المعاش في العراق يفصح عن هذا الامر وبوضوح.
واليوم وبعد المطالبات الشعبية والرسمية من اميركا باخراج قواتها من العراق بعد انتهاء مهمتها التي جاءت من اجلها الا وهو مواجهة الارهاب نجد انها وعملاءها اخذت تلجأ الى اساليب همجية وبعيدة عن كل الاعراف الانسانية والاخلاقية من اجل استمرار دوام بقائها والالتفاف على قرار مجلس النواب الذي طالب الحكومة باخراج القوات الاميركية. ولذلك اعدت برنامجا اشرف عليه السفير الاميركي في بغداد من خلال دفع بعض المجاميع التي تم تدريبها في هذا الوكر الجاسوسي للقيام بعمليات مثل حالات قتل المتظاهرين واختطاف بعض النشطاء ودفع بعض المندسين من عملائها للقيام بعمليات حرق وتدمير بعض المقرات الحكومية وقطع الشوارع ليخلقوا حالة من الفوضى العارمة في هذا البلد وليخفوا الضغط عليها بالمطالبة باخراج قواتها. ولما لم يتحقق للسفير الاميركي الهدف مما قام به سابقا عمد الى تغيير اللعبة بحيث اوعز الى عملائه باستهداف السفارة الاميركية بالذات التي اصبحت قاعدة عسكرية تضم الالاف من الجنود الاميركان بالاضافة الى التسليح الذي يصل فيه الى حد نصب منظومة الباتريوت المضاد للصواريخ والذي لم يعهده العالم اجمع ان تتحول سفارة دبلوماسية الى ثكنة عسكرية. ولذا فانها وبعد استهدافها وبصورة عشوائية وغير مجدية تخرج ماكنة الاعلام الاميركية الصهيونية او الداخلية الممولة منهم برفع عقيرتها بالضجيج والصراخ وارسال الاتهامات المعلبة والمعدة مسبقا الى قوى المقاومة العراقية من دون اي دليل بذلك. واللافت والذي لابد ان يفهمه العراقيون من ان هذه اللعبة الاميركية بامتياز فرضت سؤالا يقول كيف يمكن ان تستهدف الارتال الاميركية والسفارة وبعض القواعد الاميركية في العراق ولم تستطع الطائرات المسيرة التي تجوب سماء العراق والرادارات واجهزة التجسس المتطورة التي تملكها اميركا بعدم تحديد الجاني ومتابعته ام ان الذين يقومون بقصف السفارات هم اشباح لا يمكن رؤيتهم؟.
مما ينبغي ان السفير الاميركي عندما ادرك انكشاف لعبة صواريخ الكاتيوشا والتي لم تعط ثمارها اراد خلط الاوراق من خلال الاجتماع الذي جمع البعثات الدبلوماسية المتواجدة في العراق بالسفارة البريطانية ببغداد والتي لم يستهدف اي منها بحيث خرج علينا الاعلام الاميركي المأجور بتغيير اللحن وبلغة جديدة ومن اجل اثارة الرأي العام وهو استهداف البعثات الدبلوماسية من اجل كسب الموقف لصالح اميركا وللاسف الشديد إنجر المسؤولين في بغداد الى هذه الدسيسة في التأكيد على حماية البعثات الدبلوماسية.
ونعود الى الحدث الاخير والذي صدرت فيه الاتهام مباشرة للحشد الشعبي من خلال استهداف قاعدة الحرير الاميركية المحصنة باربعة صواريخ اذ وبعد هذا الاستهداف تقوم حكومة بارزاني بارسال الاتهام مباشرة للحشد الشعبي وترسل التهديدات رغم ان كل المعلومات اشارت ان المنطقة التي اطلقت منها الصواريخ هي منطقة فراغ بين قوات الحشد الشعبي والبيشمركة وكان بالامكان تحديد مولقعها من قبل الرادارات الاميركية التي امتلأت فيها القاعدة؟ وهذا مما يعكس ان اتهام الحشد الشعبي من قبل الاكراد له اسبابه لان المواقع التي يعسكر عليها اليوم كانت من المناطق المتنازع عليها وبذلك يريدون الضغط على الحكومة باخراج الحشد الشعبي واعادتها الى سيطرة البيشمركة ولذا فانها وجدت فرصة في هذا الحادث لتعلن عن نيتها المبيتة.
واخيرا لابد من التاكيد ان كل المحاولات التي تمارسها اميركا او عملائها او مرتزقتها من اجل الوصول الى الهدف الاساس وهو حل الحشد او ازالته فهي محاولات بائسة لان الشعب العراقي بكل اطيافه يكن الاحترام والتقدير لهذه القوى الوطنية الذي بذلت مما يمكن بذله من الارواح وغيرها من اجل ان يبقى العراق حرا ابيا مستقلا وموحدا ارضا وشعبا وان مثل هذه الالاعيب والخزعبلات لم تستطع ان تزحزح الثقة الشعبية بالحشد الشعبي بل ستزيد التحام الناس والوقوف معه حتى تحرير العراق من رقبة الاحتلال الاميركي والتي ستكون قريبة باذن الله.