الكشف عن مخططات أميركية خطيرة لضرب العراق ؟؟
حسن حردان
أكد الباحث السياسي اللبناني، حسن حردان، "أن واشنطن تدرك تماما ان موازين القوى في العراق لا تسمح بالتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي"، موضحا "بالرغم ان هناك تيار او فريق في العراق يماشي السياسية الامريكية لكنه لايستطيع ان يفرض ارداته على العراقيين والمؤسسات العراقية".
وأضاف حردان في حديث لقناة العالم عبر برنامج "مع الحدث"، "أن البرلمان العراقي الاغلبية فيه ليست لصالح الموقف الامريكي، وبالتالي هم يحاولون استخدام الحكومة من خلال الخرق الذي احدثوه عبر رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الذي يميل الى الموقف الامريكي"، منوها"شهدنا ذلك عندما زار الكاظمي البيت الابيض وعندما عاد من واشنطن كيف تم الالتفاف على قرار البرلمان العراقي بسحب القوات الامريكية".
وتابع حردان "كما وتطالب واشنطن عبر الحكومة للحصول ايضا على عقود النفط والطاقة وتطالب اعلان مبدأي وغير رسمي الان ان العراق يتعهد مستقلا بالسير بخطة القرن اذا ما تم ذلك من خلال الانسحاب الكامل للقوات الامريكية".
وأوضح حردان أن "ترامب يريد ان يعقد صفقة مع العراق لكي يستخدمها كما هو واضح في الانتخابات الامريكية وليقول اني حصلت موقفا او مكسبا في العراق"، مشددا ان كل ذلك يأتي في سياق ان الامريكي يشعر بانه يتلقى ضربات موجعة من قبل المقاومة العراقية.
من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي العراقي، ماجد الشويلي، ان التركيبة السياسية الحالية في العراق سواءا الحكومة أو البرلمان بالاضافة الى البنية الفكرية والعقائدية والمزاج العام للشعب العراقي يجمع على رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب وتواجد القوات الامريكية في البلاد.
وقال "الشويلي" في حديث لقناة العالم عبر برنامج مع الحدث، "إن الرئيس الامريكي دونالد ترامب يسعى لدمج مسألة خروجه من العراق بمكاسب وانجازات قد يوظفها إنتخابيا من جهة وايضا يضغط فيها على الجمهورية الاسلامية في ايران".
وأضاف "الشويلي" بان "تهديدات ترامب بتوجيه ضربه قاسية لفصائل المقاومة أو التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي يفضح السياسة الامريكية في العراق"، موضحا بان "ترامب يعلم جيدا بان المزاج السياسي والتركيبة السياسية الموجودة الان في العراق لا تسمح لا ببقاء القوات الامريكية ولا بانخراط العراق في موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني".
ويرى "الشويلي"، بان "الضغوط الامريكية على العراق هي ضغوط شكلية والادارة الامريكية الحالية ترقب التغيرات الجذرية في التركيبة السياسية العراقية الى ما بعد الانتخابات المقبلة"، مشددا "في ظل هذه التركيبة السياسية الحالية في العراق سواءا الحكومة والبرلمان لا يمكن السماح ببقاء القوات الامريكية والتطبيع مع الاحتلال الصهيوني".
وحول ابلاغ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الرئيس العراقي برهم صالح أن واشنطن ستغلق سفارتها ببغداد ما لم يتوقف استهدافها بالصواريخ، قال الشويلي "ان بومبيو يحاول دق اسفين الفرقة ما بين الشعب العراقي وما بين قواه الحية وما بين حكومته لكن هذه المحاولات البائسة ستكون نتيجتها الفشل".
من جانبه كشف الباحث السياسي العراقي، باسم ابو طبيخ، عن مشاركة وفد عراقي رفيع المستوى في اجتماع بايطاليا بحضور وفد "اسرائيلي" خلال حكومة ابراهيم الجعفري الاولى، مؤكدا بان الادارة الاميركية مارست ضغوطا على سياسيين عراقيين بضرورة الاعتراف بالكيان الصهيوني.
وقال ابو طبيخ في تصريح خاص لقناة "العالم" الاخبارية خلال مشاركته في برنامج "مع الحدث"، قال "انه خلال حكومة الجعفري الاولى حصل اجتماع في ايطاليا بمشاركة وفد عراقي رفيع المستوى ضم الجعفري والجلبي وبعض السياسيين فضل عدم ذكر اسمائهم، وكان وفد اسرائيلي حاضر بالاجتماع، فخرج الجعفري من الاجتماع قائلا هذا لا ينسجم لا مع معطياتي الاسلامية ولا العربية ولا قضية الصراع العربي الاسرائيلي ان اجلس في هكذا اجتماع، لكن بقي الجلبي واغلب السياسيين موجودين داخل قاعة الاجتماع".
ونوه ابو طبيخ "ان الموقف الرسمي في العراق مع الكيان الصهيوني هو حالة حرب وهذا يعلمه الكيان وتعلمه الادارة الامريكية"، مضيفا انه خلال مشاورات المعارضة العراقية بهدف اسقاط نظام (صدام) عملت الولايات المتحدة الامريكية في وقتها مؤتمرات ودربت بعض السياسيين العراقيين في البنتاغون بمسميات كثيرة ومنها مسميات الديمقراطية وكيف نقوم بالعملية السياسية الجديدة الديمقراطية في العراق، وبالتالي من هنا مورست ضغوط على هؤلاء الذين حضروا هذه الدورات ومن بعض الضغوط هي الاعتراف بالكيان الصهيوني".
وشدد ابو طبيخ أن "الشعب العراقي شعب مسلم باغلبيته وفي الاسلام لا يجوز شرعا التطبيع مع الكيان الصهيوني، وبالتالي فان اي سياسي لا يتجرأ مهما كان انخراطه في المشروع الصهيوني ان يطرح هكذا موضوع" متابعا "في كردستان العراق هناك تماهي مع تل ابيب ولكنه مرفوض ومستنكر من قبل الشعب العراقي".