قاووق: الصواريخ الدقيقة التي أرست معادلات جديدة في الصراع إنجاز استراتيجي يُسجل للحاج قاسم
* وضع كل تجربته الجهادية في خدمة المقاومين، وسخّر كل قدراته من أجل الدفاع عن لبنان وهزيمة العدو الصهيوني
* المقاومة باتت في ذروة القوة والقدرة والجهوزية، ولا يمكن للعدو أن يستهين بها أو يتجاهلها أو يتجاوز مفاجأتها
* ساحة المواجهة مع العدو الصهيوني ستسجل مفاجآت كبرى ليست مدرجة في حساباته، وستكتب انتصارنا الأكبر
* اسم الحاج قاسم كابوس يُحسب له كل حساب لدى العدو، و رمزُ مواجهة وعنوان إرادة وتحد ومقاومة لدى الصديق
طهران - كيهان العربي:- للمرّة الأولى تحضر ذكرى حرب تموز 2006 في ظل شهادة القائد الذي خبر منعطفاتها، وخاض أخطارها، وكان مُلازٍمًا للعماد، والسيّد، والقادة المشرفين على مسار الحرب والمواجهات؛ أنه قائد قوة القدس في حرس الثورة الاسلامية الجنرال الحاج قاسم سليماني، فهو اليوم الحاضر الأقوى رغم الغياب الشكلي الطارئ.
عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق يستذكر جيداً دور الحاج قاسم خلال الحرب، ويكشف في مقابلة مع موقع "العهد" الاخباري أن "الصواريخ الدقيقة التي أرست معادلات جديدة في الصراع مع العدو، وكشفت عمق هذا الكيان للمرة الأولى منذ الـ 48، والتي تطوّق هذا الكيان الغاصب هي إنجاز استراتيجي يُسجل للحاج قاسم سليماني".
وشدد الشيخ قاووق بالقول: أن الحاج قاسم سليماني أبى إلا أن يبقى في قلب الميدان الى جانب الأمين العام والحاج عماد مغنية وباقي الإخوة. كان واحداً منهم في قيادة المعركة، وضع حياته في قلب الخطر، وكان جاهزًا للشهادة في كل ساعة وكل لحظة، وضع كل تجربته الجهادية في خدمة المقاومين، وسخّر كل قدراته من أجل الدفاع عن لبنان وهزيمة العدو الصهيوني.
واشار بعض كلام الشيخ قاووق الى العلاقة الروحية المتبادلة بين الأمين العام لحزب الله وقائد قوة القدس: أحد هموم الحاج قاسم الأساسية خلال العدوان الحفاظ على سلامة الأمين العام سماحة السيد حسن نصر الله وهو لأجل ذلك واجه الموت مرات عدة.
وعن القائد سليماني ونصر تموز الالهي وحضور قدرات المقاومة، قال: اليوم في ذروة القوة والقدرة والجهوزية، ولا يمكن للعدو إطلاقاً أن يستهين أو يتجاهل أو يتجاوز قوة وقدرة ومفاجآت المقاومة، وشدد الشيخ قاووق: ساحة المواجهة مع العدو الصهيوني ستسجل مفاجآت كبرى ليست مدرجة في حساباته، وستكتب بإذن الله انتصارنا الأكبر.
وقال: فما بعد 2006 ليس كما قبله في مفكّرة المقاومة، وأهم الخلاصات أننا أدركنا في الحرب ضرورة أن نكون أقوياء في عالم تنهشه الذئاب، وتحكمه الوحوش.. أدركنا أنه يجب أن لا نتخلى عن سلاحنا وأن التخلي خيانة للوطن والأمة، وأن نحمي هذا السلاح بأسناننا وأظافرنا. أدركنا وجوب تحقيق الجاهزية الدائمة لمواجهة العدو".
وتوجه الشيخ قاووق في ذكرى الحرب بالتبريك، رافعًا تحايا الرحمة لأرواح الشهداء الذين حققوا هذا الانتصار العظيم وللجرحى الأعزاء الذين لا زالت جراحهم شاهدة على البطولة وهمجية العدو.. وللمقاومين رجال الله الذين لا زالوا ـ ومن خلف الأضواء ـ يحمون هذه الأمة وهذا الوطن ويشكلون ذخر العزة ورصيد الكرامة.. ولشعبنا الأبي الوفي.. أشرف الناس وأطهر الناس المباركة لهم ذكرى صمودهم المشرف، وانتصارهم الشامخ.
وقال قاووق في جانب آخر من حديثه، أن اسم الحاج قاسم له صخبٌ وعنفوان، ينضح بالكرامة والعز، للاسم وقعه لدى العدو ولدى الصديق، للعدو الاسم مقلق، كابوس يُحسب له كل حساب، وللصديق رمزُ مواجهة وعنوان إرادة وتحد ومقاومة. ومع ذكر الحاج قاسم تحضر مواسم الانتصارات على طول مساحة المنطقة والعالم.. أستحضر ذكريات جميلة أغلبها كانت في الميادين، وساحات المواجهة والخطوط الأمامية.
في الحقيقة، شخصية الحاج قاسم شخصية حاضرة فينا دائماً لأنها شخصية نموذجية فريدة تمتلك كل مواصفات القائد الاسلامي المتميز.
الحاج قاسم حاضر في كل الانجازات الكبرى، هو الذي عزز وطور قدرات المقاومة، وهو الذي قاد انتصاراتها التي غيرت وجه المنطقة.
وإن الصواريخ الدقيقة التي أرست معادلات جديدة في الصراع مع العدو، وكشفت عمق هذا الكيان للمرة الاولى منذ الـ 48، والتي تطوّق هذا الكيان الغاصب هي إنجاز استراتيجي يُسجل للحاج قاسم سليماني.
وقال: للتذكرة، فإن الحاج قاسم رفض مغادرة لبنان أثناء عدوان تموز2006 رغم إصرار الإخوة على مغادرته حفاظاً على حياته..أبى إلا أن يبقى في قلب الميدان إلى جانب الأمين والحاج عماد مغنية وباقي الإخوة، كان واحداً منهم في قيادة المعركة.
لقد وضع حياته في قلب الخطر.. وكان جاهزاً للشهادة في كل ساعة وكل لحظة.. وضع كل تجربته الجهادية في خدمة المقاومين، وسخّر كل قدراته من أجل الدفاع عن لبنان وهزيمة العدو. لقد كان رضوان الله عليه شريكاً في انتصار عام 2006 كما كان شريكاً في انتصار العام 2000.
واضاف: نحن لا نقلق من غياب الحاج قاسم على مسيرته لأن المنبع موجود. إن الاسلام المحمدي الأصيل الذي صنع الحاج قاسم والحاج عماد والسيد ذو الفقار وإخوانهم قادر على صنع الكثير من قاسم سليماني وعماد مغنية ومصطفى بدر الدين رضوان الله تعالى عليهم. وعلى هذا الأساس فإن استشهاد القادة لم يشكل أي تراجع على مستوى قدرات المقاومة وجهوزيتها وروحيتها. تلك الروح التي اعترف العدو أنها هزمته في تموز لا زالت حاضرة وهي اليوم أكثر تأججاً.
وقال: لا شك أن الحروب تحفر عميقاً في الوجدان الانساني صورتين تبقيان في أعماق كل من شهد الحرب وعاينها؛ صورة الدم المسفوك ظلماً، والمجازر التي يندى لها الجبين والتي لا يمكن أن تغيب. لا يمكن لأحد أن ينسى دماء أهله وشعبه، إن صورة التدمير التي مارسها العدو لا تنسى وإن كانت - بحمد الله - قد عادت بيوتنا وديارنا أفضل مما كانت.
أما الصورة الأخرى فهي صورة الصمود المذهل لشعبنا، والانتصار المخضّب بالإباء والشموخ. إنه النصر الأول للأمة في مواجهة مباشرة وجهاً لوجه مع العدو. إن انتصار تموز وثّق رسميًا للتاريخ وأمام العالم كله أن "اسرائيل" هزمت، وأنها أوهن من بيت العنكبوت.
ماذا يعني أن تنتصر المقاومة المحدودة الامكانيات في وجه حرب كونية شنتها أشرس دولة غاصبة في المنطقة؟
ماذا يعني أن يسحق جيش العدوّ الذي هزم الجيوش العربية خلال أيام - على أعتاب عيتا الشعب ومارون الراس؟ وأن يعجز - وخلفه الدنيا - من الوصول إلى بنت جبيل التي تبعد عن كيانه مئات الأمتار؟
إنه النّصر المؤزّر.. إنه النصر الإلهي التاريخي الذي يجب أن نفتخر به إلى الأبد، وأن نشكر الله تعالى على عظيم نصره، ليل نهار.