kayhan.ir

رمز الخبر: 115309
تأريخ النشر : 2020July07 - 20:32

اغتيال الهاشمي لعبة اميركية قذرة

مهدي منصوري

ذاكرة العراقيين لا يمكن ان تنسى ما فعلته اميركا في العراق في عامي 2005 ـ 2006 من اذكاء نار الفتنة الطائفية من خلال الاغتيالات الفردية التي كانت تقوم بها يوما ما في المناطق السنية واخرى في المناطق الشيعية وكذلك تفجير السيارات المفخخة الممنهجة والتي تصب في هذا الهدف. ولكن بوعي ابناء العراق وحنكتهم استطاعوا ان يفهموا اللعبة الاميركية القذرة واخمدوها في مهدها.

وبالامس وباغتيال المحلل والخبير الامني هشام الهاشمي الذي يهدفٍ لمؤامرة وسيناريو جديد مما رافقتها الكثير من التحاليل المضللة، الا ان بعض هذه التحاليل وكما قيل أن "غلطة الشاطر بعشرة" فقد ظهرت بعض الاوساط الاعلامية المرتبطة بالجوكر الاميركي وبفبركة اعلامية مخزية باصدار الاتهام المباشر الى كتائب حزب الله. مما يعكس ان خيوط اللعبة الاميركية بدأت تظهر وبوضوح. والا وكما اشارت اوساط اعلامية وسياسية عراقية ان المحلل والخبير الامني لم يكن حديث عهد بهذا العمل بل هو وخلال الفترة السابقة يظهر على شاشات التلفزة ويوضح افكاره واراءه وبكل صراحة وجرأة ولم يتعرض له اي احد. وكما يقال كان بالامكان للجهات التي نال منها انذاك ان تصفي حساباته معه وينتهي الامر.

ولكن ومن الواضح ومن خلال ردود الافعال التي ظهرت بعد اغتيال الهاشمي عكست ان وراء حادثة اغتياله تختفي الكثير من التساؤلات اولا، وستعزز الكثير من التداعيات ثانيا. خاصة وان احدى فصائل داعش الارهابي قد تبنت مسؤولية اغتياله بغض النظر عما اذا كان الامر للتمويه او ان الامر كان حقيقيا واقعيا والذي استبعدته هذه الاوساط.

ولربط الاحداث بعضها بالبعض الاخر ان العراقيين قد سمعوا التهديدات الاميركية لكتائب حزب الله خاصة عندما صنفتها ضمن دائرة المنظمات الارهابية وهددت انها ستقضي عليها لانها تشكل عقبة كاداء في اتمام المشروع الاميركي التقسيمي في العراق وما محاولة اقتحام بعض مقراتها في بغداد من قبل القوات الاميركية ومكافحة الارهاب والتي جوبهت باستنكار من كل الاطراف والكتل السياسية العراقية الا دليل قاطع ان اميركا تريد ان تعيد التاريخ الى الوراء وان تضع العراقيين في حقبة 2005 و 2006 الدامية. ولما فشلت في توظيف الحدث لصالحها عمدت وبفضل مشاوريها وعملائها من ساسة الدواعش والجوكر الى ارتكاب هذه الجريمة بحق الهاشمي لاذكاء نار الفتنة من جديد، ولكن على اميركا ان تدرك ان العراقيين لايمكن ان تنطلي عليهم مثل هذه الاساليب الاجرامية بل تتأكد لديهم ان بقاء الاميركان على ارض العراق يشكل تهديدا مباشرا لامنهم واستقرارهم وتوحيد صفوفهم مما سيدفعهم الى الضغط على الحكومة العراقية بتفعيل قرار مجلس النواب باخراج الاميركان لكي ينعم العراق وينعمون بالامن والاستقرار.