ترامب آخر رئيس للولايات المتحدة !
امير حسين
ما تشهده اليوم الساحة الاميركية هذه الايام من خطاب شعبوي للرئيس ترامب في دفع جمهوره الى التطرف والعنف لتحرير بعض الولايات الاميركية التي يحكمها حكام ديمقراطيون يختلفون معه حول الاصلاحات وهذا يوحي بوقوع حرب اهلية تشطب على العملية الديمقراطية في هذا البلد لانه وبهذا الاسلوب يتحكم الى القوة والسلاح وليس الى صناديق الاقتراع. وفي بلد مثل اميركا التي تأسست على جماجم ملايين الاميركيين من الهنود الحمر طبيعي ان يفرز رئيس مثل ترامب الذي يعتبر الرئيس الاسوء في تاريخ الولايات المتحدة حيث يريد الفوز بولاية ثانية بأي ثمن كان حتى و ان كان على حساب سفك دماء الشعب الاميركي.
الرئيس ترامب يواجه هذه الايام ازمة خانقة للغاية لانه فشل فشلا ذريعا في معالجة جائحة كورونا وظهر للعالم وللشعب الاميركي بانه رئيس سطحي وساذج يفتقد الى الكثير من المعلومات الصحية، فالدولة الاولى في العالم التي يقودها ترامب هي اليوم الدولة الاضعف في مواجهة كورونا لان ربع الضحايا سواء من الوفيات والمصابين بهذا الوباء هم من الاميركان لذلك يسعى اليوم وعبر فتح المعركة مع الديمقراطيين تغطيه فشله والجنوح للفوز بولاية ثانية دون النظر الى تداعيات ما يحدث من اخطار كبيرة تهدد بلاده. وما هو ظاهر للعيان ان تاجيج الرئيس ترامب للعنف في الشارع الاميركي وعبر انصاره خاصة في الولايات التي يحكمها الديمقراطيون تأتي في سياق برنامجه الانتخابي للفوز بدورة ثانية يطمح اليها في وقت يواجه معارضة شديدة في الشارع الاميركي و بين النخب والاطراف السياسية سواء من النواب أو حكام الولايات والمفكرين والمثقفين وهذا ما ينغص عليه الطريق ويربكه كثيرا لذلك يحاول عبر اختلاق العنف والتمرد وضرب القانون عرض الحائط باسم التنافس الانتخابي دخول البيت الابيض ثانية.
الاسلوب الذي ينتهجه ترامب في هذه الحقبة من التاريخ الاميركي غير مسبوق في مسار هذا البلد وهذا النمط من التعامل الذي يبديه ترامب مع خصومه من الحزبيين يذكر المرء بحكم دول العالم الثالث في قيادتهم للانقلابات العسكرية بهدف الاستيلاء على الحكم لكنه يريد ذلك عبر انصاره المنفلتين في الشارع.
ان سياسة ترامب الغوغائية هذه ستقود بالتاكيد الولايات المتحدة الاميركية نحو الانهيار وانه سيكون آخر رئيس بالولايات المتحدة الاميركية التي بدأت ترتفع الاصوات في ولاياتها للانفصال على البلد الام.