هذه حقيقة الاتفاق التركي الأميركي حول المنطقة الآمنة!
علي حسن
أعلنت وكالة الأناضول التركية عن بدء الدورية الثانية المشتركة بين القوات التركية والأميركية في مناطق شرق الفرات في إطار تشكيل ما تسمى بالمنطقة الآمنة، في حين قال فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "إذا تمكنا من مد عنق المنطقة الآمنة إلى خط دير الزور الرقة بوسعنا رفع عدد السوريين الذين سيعودون من بلادنا وأوروبا إلى ثلاثة ملايين شخص”، فهل هناك توافق تام بين واشنطن وأنقرة لإقامتها؟ وكيف يستغل أردوغان ورقة اللاجئين في سبيل تحقيق ذلك؟.
مصادر سورية مطلعة على الوضع في الشمال السوري قالت لموقع "العهد” الإخباري إنّ "الدورية التركية الأميركية المشتركة استمرت لثلاث ساعات بدأت من المناطق الواقعة بالقرب من مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي وانتهت بالقرب من مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي. وما حدث على الأرض هو عبارة عن دخول آليات تركية تجولت مع أخرى أمريكية في مساحة معينة صغيرة مقارنةً بالمنطقة الآمنة التي يتم الحديث التركي عنها ومن ثم عادت كل منها إلى نقاطها وقواعدها”.
المحلل السياسي السوري سركيس قصارجيان قال لموقع "العهد” الإخباري إنّ "الحديث التركي عن المنطقة الآمنة وكأنّها قائمة بالفعل إلا أنه حتى الآن لا تشير المجريات على الأرض إلى أي شيء من ذلك بمعنى أن ما يحدث لا يدل على أي توافق أمريكي تركي على أية بنود من التي تحدث أردوغان عنها من منبر الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وبالتالي لا يوجد أية رغبة أمريكية بالموافقة على اتفاق إنشاء المنطقة الآمنة”.
وأضاف إنّه "بالمحصلة تسعى أنقرة لتبديد ما تسميه بخطر الميليشيات الكردية على أمنها القومي إلا أنها تسعى بذلك لإحداث تغيير ديموغرافي في الشمال السوري بدءًا من حدودها إلى العمق الذي تستطيع الوصول إليه بذلك، تماماً مثلما فعلت بمدن جرابلس والباب وعفرين عبر أدواتها من الفصائل المسلحة التي تعددت أسماؤها”، مؤكداً أن "تركيا تسعى لتوسيع نفوذها لزيادة تأثيرها بالملف السوري والمنطقة ككل، إذ تحدث أردوغان عن تشكيل صندوق لإعادة السوريين وعن مؤتمر يضم التحالف الدولي وروسيا وإيران والعراق والأردن ولبنان وغيرها بهدف لعب دور سياسي أكبر في الشرق الأوسط”.