آل سعود وقادم الايام
ان يضرب ابناء اليمن الغيارى بطائراتهم المتواضعة لكنها المتطورة التي تستطيع قطع مساقة اكثر من 1200 كيلومتر دون ان تتصدى لها كل الدفاعات الجوية السعودية والاميركية واقمارها الصناعية وطائراتها التجسسية، اهدافهم بدقة بشكل يؤدي الى ايقاف 50% من انتاج مصفاتي بقيق وحريص اللذين هما قلب الصناعة النفطية السعودية، وهذا ما اربك الاسواق النفطية ليس في المنطقة بل في العالم حيث اضطر الرئيس دونالد ترامب ان يسمح بسحب من مخزون النفط الاستراتيجي للحيلولة دون ارتفاع المزيد من الاسعار.
الهجوم المباغت والناجع لعشر طائرات مسيرة من سلاح الجو اليمني على اكبر مؤسسة نفطية سعودية اوجد صدمة باسواق النفط العالمية مما ادى الى ارتفاع اسعاره الى 19% هذا فضلا عن تاثيره المباشر على امدادات النفط العالمية والقفزة التي شهدتها العقود الاجلة لخام برند وحتى الساعة لم تنجل الغبرة حتى يستطيع الخبراء السعوديون والاجانب من تقييم الخسائر والاضرار التي اصابت المنشأتين حتى يمكن تحديد المدة التي يمكن اصلاح هذه الاضرار.
فالضربة التي وجهتها حركة انصار الله والتي هي اساسا تسديد الهي وهذا ما لا شك فيه انها كانت أهم وأكبر هجوم من نوعه خلال السنوات الخمس من العدوان السعودي على اليمن حيث استهدف عصب الصناعة النفطية السعودية التي يعالج فيه 7 مليون برميل نفط فيه.
فعلى السعودية وحماتها ان يقرأوا هذه الرسالة جيدا ويتعقلوا قبل ان يحولوا المملكة الى اطلال وبالطبع ما عدا مدينتا مكة المكرمة والمدينة المنورة اللتين هما أقدس مدينتي لدى المسلمين وان اليمنيين هم احرص عليها من آل سعود الذين شوهوا قداسة هاتين المدينتين خلال حكمهم الظالم.
فضربة واحدة لكنها تعتبر من اكبر الضربات التي وجهها سلاح الجو اليمني المسير على المنشآت النفطية عطلت نصف انتاج المملكة من النفط فكيف اذا استمرت هذه الهجمات وبشدة وبدائرة اوسع وبالطبع ستستمر مادام آل سعود مصرون على مواصلة عدوانهم على اليمن ومحاصرته وتجويعه وكما وعد الناطق العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية العميد سريع بان الضربات القادمة ستتسع وتكون اكثر ايلاما ولم تكن أية منطقة في المملكة ما عدا المدينتان المقدستان مكة المكرمة والمدينة المنورة آمنة وستصانان من اي اعتداء سعودي قد تريد به استعاطف عواطف المسلمين والامر الاخر الذي ربما غاب عن حماة السعودية والامارات. وان التحذير الذي وجهه قائد ميداني يمني بأن استهداف مصفاتي بقيق وخريص هي رسالة يجب ان تقرأها الامارات جيدا لانها هي الاخرى شريكه في العدوان والجرائم التي ارتكبت ولازالت ترتكب بحق الشعب اليمني.
وحتى الساعة فان العالم يمر بحاله ذهول وحيرة عما جرى في السعودية من ضعف وهوان رغم ما تملكه من ترسانات لاحدث الاسلحة الاميركية وبالتاكيد فان الايام القادمة ستكشف المزيد من التفاصيل والآثار المترتبة عن قصف الشركتين التابعين لآرامكو وتاثيراتها المباشرة على السوق النفطية العالمية وارتفاع أسعار النفط تدريجيا وأن ردود الفعل الاميركية المرتبكة والمتذبذبة في هذا المجال تدل بوضوح على مدى التخبط والازمة التي تمر بها الادارة الاميركية في رمي الاتهامات السخيفة والمضحكة تجاه ايران في هذا الموضوع وهي بالطبع تبيت لاهداف مقيته لحفظ ماء وجهها وصناعاتها العسكرية بعد ان اراقها انصار الله والاخرى هي حلب السعوديين عبر التلويح بالخطر الايراني، لكن الخطأ الكبير والفاضح الذي ارتكبه بومبيو وعرف نفسه على انه انسان ساذج لم يعرف حتى الف باء السياسة والقانون وتوجيه الاتهام لايران قبل ان يصدر اي تقرير استخباراتي أو صحفي أو ان يباشر اصحاب الشأن بتحقيقاتهم الميدانية ليتوصلوا الى خيوط القضية لذلك فان اتهامه لايران سياسي محض يرتد عليه وعلى ادارته التي ضربت رقما قياسا في الكذب والخداع وهذا هو ديدن الادارات الاميركية المتوالية وساستها لكن العهد الترامبي امر مستثنى ومن العيار الثقيل.