kayhan.ir

رمز الخبر: 100203
تأريخ النشر : 2019August31 - 21:00

أما آن الأوان لمحاكمة هادي بتهمة الخيانة العظمى؟


منيب السائح

في 24 اذار / مارس من عام 2015 تقدم الرئيس اليمني المستقيل والهارب عبد ربه منصور هادي في رسالة بعثها إلى قادة مجلس تعاون دول الخليج الفارسي، بطلب التدخل عسكريا ضد الجيش اليمني وحركة انصار الله ، بصفته "الرئيس الشرعي" لليمن، ومنذ ذلك الوقت ، وهذه القوات الغازية ومرتزقتها تعيث فسادا في اليمن، الذي يعاني اليوم من الاقتتال الداخلي والتقسيم والحصار والجوع والامراض.

جرائم يندى لها جبين الانسانية، اُرتكبت وتُرتكب في عدن وابين وبعض محافظات الجنوب اليمني، بين مرتزقة الامارات من جانب ومرتزقة السعودية من جانب اخر، للسيطرة على هذه المحافظات، كذبح الاسرى لدى الجانبين على الطريقة القاعدية الداعشية ، وسحل بعضهم بالسيارات لمسافت طويلة، واخراج الجرحى من المستشفيات وقتلهم، ومداهمة المنازل وقتل الاباء امام ابنائهم، امام صمت مطبق للسعودية التي تقود تحالف العدوان الذي دعا اليه منصور هادي.

حرب استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة، ولم تحترم اي خطوط حمراء، اندلعت بعد محاولة لمرتزقة الامارات بسط سيطرتهم على عدن وابين تمهيدا للانقضاض على المحافظات الجنوبية الاخرى على امل اعلان انفصال جنوب اليمن عن شماله لاحقا، تكللت بـ"الانتصار" بعد تدخل الطائرات الاماراتية التي قتلت وجرحت اكثر من 300 مسلح من مرتزقة السعودي.

رغم ان صمت هادي يمكن تفهمه نظرا الى ان الرجل ليس سوى اداة سعودية، الا ان الملفت هو صمت السعودية ذاتها، ازاء كل ما يجري في جنوب اليمن، حيث تتناقل وسائل اعلامها ما يجري هناك ، كما لو انها احداث تجري في مجاهل افريقيا، رغم انها "قائدة" هذا التحالف، وتقود عمليات من غرفة مشتركة مع الامارات، فلا تقلع طائرة ولا تتحرك قطعات عسكرية دون أذن مسبق.

هذا الصمت السعودي كان مريبا في السابق ، اما اليوم فقد كشف هذا الصمت وبشكل لا لبس فيه، عن ان السعودية تشرف وبشكل كامل على جريمة كبرى ترتكب بحق اليمن ، ارضا وشعبا، لا تتمثل بتقطيع اوصال هذا البلد العربي الاصيل الى شمال وجنوب فحسب، بل باحتلاله من قبل المرتزقة، كما اتضح ذلك بسيطرة مرتزقة الامارات على عدن وابين وشبوة وغيرها، في مقابل سيطرة مرتزقة السعودية على مهرة وحضرت موت.

ما كانت السعودية والامارات لترتكبا كل هذه الفظاعات بحق الشعب اليمني وبحق ارضه ومصيره، لولا خيانة منصور هادي، الذي حولته السعودية والامارات الى مطية لتمرير مخططها الجهنمي ضد اليمن، ولولا الدعم الامريكي "الاسرائيلي" اللامحدود لتحالف العدوان، حتى خروج منصور هادي الاخير عن صمته وتعرضه للامارات ودعوته مجلس الامن للانعقاد لبحث ما يجري في اليمن، يأتي ايضا في اطار دوره الوظيفي في خدمة دول العداون، من خلال محاولته تدويل الحرب في اليمن ، وجر قوات دولية الى اليمن بهدف تثبيت الوضع كما هو عليه ، خدمة لمخطط المحتلين.

ما حدث ويحدث في عدن وجنوب اليمن ، اكد ان كل ما قيل عن "الشرعية" واهداف العدوان المعلنة، لم يكن الا ذرا للرماد في العيون، كما اكد صوابية موقف انصارالله والسيد عبدالملك الحوثي، من دول العدوان ونواياها ، ومن المخطط الجهنمي الذي كان يعد لليمن على يد حفنة من المرتزقة والعملاء على راسهم عبدربه منصور هادي، الذي آن الاول ليحاكم من قبل الشعب اليمني بتهمة الخيانة العظمى لما اقترفه بحق اليمن عندما تحول الى حصان طراودة للمحتلين الاماراتيين والسعوديين.