kayhan.ir

رمز الخبر: 100087
تأريخ النشر : 2019August28 - 20:21

ترامب ينحني مرغما لانصار الله

مهدي منصوري

ذكرت قناة الحرة الاميركية بالامس ان اميركا تخطط للانفتاح على مباحثات مباشرة مع الحوثيين بهدف التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار في اليمن.

والسؤال المهم ما الذي حدا بترامب ان يذهب الى هذه المبادرة وفي هذا الوقت وبالذات خاصة وبعد مرور خمس سنوات على العدوان السعودي؟، الم يكن الحوثيون وفي ادبيات ترامب ومن تحالف معه من السعوديين والاماراتيين والبحرينيين انهم عملاء لايران وينفذون المشروع الايراني ولابد من القضاء عليهم؟، الم تبدأ السعودية بعدوانها الغادر على اعادة الشرعية المزعومة من خلال هذا العدوان؟،اذا فما الذي دفع براس الافعى ترامب ان يأتي اليوم ليعلن عن مبادرة لايقاف هذا العدوان؟.

وقد لا نحتاج الى عناء في الاجابة على هذه الاسئلة لان ترامب وتحالف السعودية الذي بدأ يؤول الى الانهيار ادركوا جيدا ان ما قاموا به من جرائم نكراء ضد الشعب اليمني الاعزل من خلال امطارهم بالصواريخ والقصف بالقنابل الحارقة المحرمة دوليا والتي راح ضحيتها الالاف من ابناء هذا البلد بالاضافة الى الحصار القاتل الذي اوصل اليمنيين الى حالة مزرية تحفل بالامراض والمجاعة وغيرها كل ذلك من اجل اخضاع اليمنيين لارادتهم والتي توقعوا انها لن تطول سوى ساعات او ايام.

الا ان الاحرار من ابناء هذا البلد الذين اعلنوا ومنذ اللحظة الاولى من العدوان انهم لايمكن ان يخضعوا لارادة عدوهم من خلال القوة القاهرة، وانه ليس فقط صمودهم الرائع الذي قل نظيره واثار اعجاب الدول، بل تغيير بوصلة المواجهة الى صالحهم وبصورة تبدلت فيه المعادلة جملة وتفصيلا بحيث رجحت كفة انصار الله من خلال ما ابتكروه من اسلحة قاهرة وصلت فيه الى العمق السعودي واستهدفت المناطق الاستراتيجية المهمة والتي كلفتهم ثمنا باهظا من جانب ومن جانب آخر فرضت عليهم الاستجداء عن اسيادهم للتدخل وبذلك جاءت مبادرة ترامب اللائقة الذكر.

اذن وفي نهاية المطاف لابد من التذكر ان انصار الله اليوم وبانتصاراتهم الرائعة اجبروا ترامب ان يطأطئ راسه خاضعا وذليلا لهؤلاء الابطال، والتي اوصلت السيد الاميركي الى هذه الحالة المزرية فما على ذيوله من الخليجيين الا ان يقتفوا اثره والتي تمثلت بهرولة نائب الوزراء السعودي مسرعا الى واشنطن عسى ولعل ان تخرجهم من الورطة الكبيرة التي وقعوا والتي لم يجدوا لها مخرجا.

ولابد من الاشارة اليه ان انصار الله اليوم وهم في عزة انتصارهم لايمكن ان يكونوا لقمة سائغة للمكر الاميركي، بل ان هناك استحقاقات كبيرة واثمان باهظة على الاميركيين والسعوديين دفعها قبل اي مباحثات، لان الدماء الزكية الطاهرة التي سقطت بالسلاح الاميركي والتدمير الشامل الذي وصل اليه هذا البلد بسبب العدوان، والمعاناة الكبيرة التي عاشها اليمنيون على مدى خمس سنوات لايمكن ان تذهب سدى او التجاوز والاغماض عنها. ولذلك فعلى المعتدين ان يفكروا مليا في الامر ومن هذه الاستحقاقات ايقاف العدوان وطرد كل العملاء والمرتزقة من القاعدة وغير هم من ارض اليمن وعندها يمكن للمباحثات ان تأخذ طريقها ومسارها الطبيعي، واما باستمرار العدوان والحصار لا يمكن لابناء اليمن الاحرار ان يساوموا على سيادة واستقلال وحرية بلدهم التي صبغوها بدمائهم الطاهرة.