نتن ياهو يحتضر بين البصرة وبنت جبيل والسيد يصعد الى الجليل بنبأ يقين ...!
محمد صادق الحسيني
ان اهم العوامل الضرورية لتقييم فعالية العمليات الجوية الاسرائيلية ، التي نفذت مؤخراً في العراق وسورية ولبنان ، هو عامل تحديد طبيعة هذه العمليات ، وتحديد المنفذين والمسؤولين عن ذلك ومن ورائهم .
فاذا نظرنا الى طبيعة العمليات ومن يقف وراءها نجد انها :
1- عمليات تكتيكية ، بلا اية ابعاد او تأثيرات استراتيجية ، لا على موازين القوى العسكرية في ميادين الصراع ولا على نتائج الصراع الاستراتيجي المحتدم الان ، بين محور المقاومة والمحور الصهيواميركي الرجعي العربي .
2-ان طبيعة الاهداف التي تم الاعتداء عليها ، في الدول الثلاث ، ذات قيمة معنوية عالية ورمزية كبيرة ، ولكنها لا تمثل ثقلاً استراتيجياً يمكن لخسارتها ( الاهداف ) ان يغير مسار الحرب او الصراع الجاري حالياً .
وإذا ما اردنا توضيح ذلك بشكل مبسط فعلينا العودة قليلاً الى التاريخ ، لنرى ان حصار الجيوش السوفيتية للجيش السادس الألماني ، في ستالينغراد نهاية عام ١٩٤٢ وبداية عام ١٩٤٣ ، وإبادته إبادة تامة وتحرير ستالينغراد من الاحتلال الألماني ، قد غير مسار الحرب العالمية الثانية بشكل كامل ، وادى الى هزيمة المانيا النازية .
فهل ستؤدي حماقات نتن ياهو مثلاً لهزيمة محور المقاومة !؟
الجواب طبعاً هو النفي القاطع ، بدليل وقائع الميدان ، في مسارح العمليات ، الممتدة من سواحل بحر الشام( البحر الابيض المتوسط) الغربية وحتى غرب المحيط الهندي .
3-اذاً ما هو تفسير هذا التحرك الجوي الاسرائيلي المنفلت ؟ هل هو سوء تقدير بان حلف المقاومة من الضعف بمكان بحيث انه لن يستطيع الرد على الهجمات الاسرائيلية ؟ ام انه محاولة اسرائيلية لاستدراج ردود فعل واسعة ، من قبل حلف المقاومة ، تسمح لنتن ياهو بتوريط سيده في البيت الابيض بالدخول في مواجهة عسكرية ضد ايران !؟
4-ولكن التفسير لدى البعض ، ليس بالضرورة في هذه ولا في تلك ، وانما هي مؤامرة سعودية اسرائيلية ، لا تعبر الا عن اليأس والإحباط لدى النظامين ، من عجز سيدهما في واشنطن عن مواجهة ايران ، او الدخول معها في حرب ليست في مصلحة واشنطن .الامر الذي دفع بهما ، بالتعاون مع جون بولتون ، الى طلب الإذن من ساكن البيت الابيض ، بالسماح لهما بالتحرش عسكرياً بايران في ساحات خارج ايران نفسها . وذلك بعد إقناع جون بولتون لرئيسه ترامب ، بأن مثل هذه العمليات تشكل ضغطاً إضافياً على ايران ، في اطار محاولات إجبارها على الخضوع والعودة الى التفاوض ، من خلال ضرب " أذرعها العسكريه " في الشرق الاوسط ...!
5-وفِي الحقيقة فان هذه العمليات اليائسة والبائسة رغم خطورتها لن تقدم ولن تؤخر ، ولن تؤدي الى استعادة نتن ياهو وجيشه المهزوم لزمام المبادرة التي فقدها منذ زمن بعيد ، لا على الصعيد التكتيكي ولا على الصعيد الاستراتيجي ، بينما ستسمح بالمقابل لمحور المقاومة بالرد التكتيكي المزلزل على حماقات نتن ياهو ...!
رد سيكون له المئات من الهزات الارتدادية المتتالية والتي سيكون لها عميق الأثر على موازين القوى الاستراتيجي ، على امتداد ميادين المواجهة ليس فقط في الميدانين اللبناني والسوري .
وهذا يعني ان عمليات الرد الموجعة ، التي سينفذها حزب الله ضد الكيان الصهيوني قريباً ، سيكون لها مفعولاً استراتيجياً ، يتمثل أساساً في إضعاف الكيان الصهيوني ، الى الحد الذي يمكن فيه لمحور المقاومه إطلاق المرحلة النهائية من الهجوم الاستراتيجي لقوات حلف المقاومة باتجاه تحرير القدس وفلسطين ، حيث سيصلي قائد قوات المحور في بحر الشام ، سماحة السيد حسن نصر الله ، في الأقصى المبارك ومعه رجال الله من مختلف الساحات ممن سينضمون الى اخوانهم الفلسطينيين في فلسطين المحررة .
وعليه فان هجمات نتن ياهو رغم خطورتها الظاهرية لا تعبر الا عن انين احتضار لميت ينتظر ساعاته المتبقية من عمره وعمر كيانه
وهو ما سبق وكتب عنه كبير محللي العدو الصهيوني آري شبيط في صحيفة هارتس تحت عنوان :
"اسرائيل" تلفظ انفاسها الاخيرة...!
بالمقابل فانمحور المقاومة بضرباته الموجعة جدا سيشكل بمثابة النقلة النوعية المتمثلة بتقدم جيوشه بخطى ثابتة نحو الجليل الاعلى وجبل الشيخ والجولان وصولا الى القدس الشريف...
وكل ذلك سيكون مترافقاً مع التحولات والمفاجآت الكبرى التي ننتظرها وينتظرها العالم كله من يمن الصمود والتصدي
وجئتك من سبأ بنبأ يقين
بعدنا طيبين قولوا الله