kayhan.ir

رمز الخبر: 99824
تأريخ النشر : 2019August24 - 20:51

مدير مؤسسة كيهان: معاقل اميركا الاستراتيجية في المنطقة سقطت بيد الثورة الاسلامية

طهران/ كيهان العربي: صرح مدير مؤسسة كيهان الاستاذ "حسين شريعتمداري" خلال كلمة في جامعة فردوسي بمدينة مشهد، قائلا: في سبيل التحرك بمسار الثورة لابد ان نحدد اولا خصوصيات المنصة التي نقف عليها كي نستبني مكانتنا في هذه اللوحة. وحينها يمكن ان نميز الاعداء عن الاصدقاء، ولا تحول اجواء جدلية الذئب والحمل من رؤية الحقائق. وباكتمال هذه اللوحة سيتضح من اين تستمد النزاعات المستمرة لنظام الهيمنة الدولي مع الثورة الاسلامية وجذورها، وبذلك نحصل على اجوبة لهذين السؤالين الاساسيين، الاول لماذا لم يألوا العدو منذ اليوم الاول لانتصار الثورة والى الان جهدا في محاربتنا. والثاني؛ لماذا تتعمق هذه العداوات والمؤامرات يوما بعد آخر.

وان الاجابة على هذين السؤالين نستشفهما من ماهية النظام الاسلامي الابي للضيم، ومن البناء الاستكباري لنظام الهيمنة.

واضاف الاستاذ شريعتمداري؛ ان الاجابة على السؤال الاول تتمخض في ان صراعنا مع نظام الهيمنة اي اميركا وحلفاءها مستمد من ماهية الجانبين المتصارعين. وان الثورة الاسلامية قد هددت موجودية نظام الهيمنة، من هنا فهي تنبري بكل قدرتها لمواجهة هذا النظام. والتساؤل الثاني اي ان سبب تصاعد عداء اميركا مع ايران الاسلامية ينحصر في تزايد قدرة الجمهورية الاسلامية الايرانية، وان لم يكن ذلك فما يبقى اي معنى لعداء ومؤامرات اميركا وحلفائها مع ايران الاسلامية، ولا اي ضرورة!

واردف مدير مؤسسة كيهان قائلا: ان تزايد اقتدار ايران الاسلامية هو الحقيقة التي يصر العدو على اخفائها عن الشعب من خلال سيل من الدعايات المغرضة.

كما ان ما نلحظه هذه الايام من تسليط الاضواء على امور هامشية من قبل اذناب اميركا في الداخل لهي بمثابة مفرقعات دخانية وقنابل صوتية لا قيمة لها وظفت للتشويش على الافكار وابعادها عن مطالبها العالقة، ولاجل الحؤول دون درك مكانة الثورة الاسلامية الرفيعة.

وفي اشارة الى مقولة الامام الراحل (ره) وفيها يخبر عن اقتحام الثورة الاسلامية لمعاقل العالم والمنطقة، يتساءل الاستاذ شريعتمداري قائلا: الم تحصل تلك الواقعة العظيمة، وتسقط معاقل اميركا الستراتيجية في المنطقة بيد الثورة الاسلامية، كما في لبنان وسورية، والعراق، وافغانستان، وفلسطين واليمن؟ الم تعمل الهزات الارتدادية للثورة الاسلامية ببعث الحياة في مصر وتونس، والسودان، والاردن، والامارات،والسعودية؟

وقال الاستاذ شريعتمداري: وها هو تساؤل احتمالي ينسحب على الموضوع وهو كيف نفسر المشاكل الاقتصادية الجمة، والاستغلال المالي الفاحش، وما تسببته خطة العمل المشترك من اضرار، والتراخي في السياسة الخارجية، الصادرة من نماذج في مراكز القرار وصناع السياسة، كيف نوائم كل ذلك مع اقتدار النظام الاسلامي الذي اضحى مضربا للمثل؟ وهنا نشير لامرين كي تتضح الاجابة: الاول: ان قسما من هذه المشاكل المشار اليها هي من ذاتيات الثورة وليس ممكنا الحركة نحو الامام دون مواجهة هذه المشاكل رغم كونها تبعث على التباطؤ الا ان اجتيازها يستتبع الانفراج وكنا منذ البدء نواجه مثيلاتها ولطالما وفقنا لمكاسب كبيرة بمجرد عبور هذه العقبات، كمشاكل العقوبات التي صاحبتها الابداعات والاكتفاء الذاتي والتطور العلمي والتكنولوجي.

واضاف شريعتمداري: الا ان الكثير من المشاكل الحالية لاسيما في المجال الاقتصادي والسياسة الخارجية منشؤها هيمنة الليبراليين والمتأثرين بالغرب والطبقة المرفهة على القرار والمسؤولية.

فخطة العمل المشترك واحدة من هذه الامثلة، فجميع الامتيازات اعطيت بينما عمدت اميركا بخروجها من الاتفاق للتنصل من ثقل المسؤولية والوعود التي اعطتها مؤجلا.

الا ان هذا التيار (المتأثر بالغرب) ما زال يدق على وتر خطة العمل المشترك! ومع ان عدم الوثوق


باميركا قد اتضح للجميع، وان السياسة العامة للنظام ترتكز على عدم التفاوض مع اميركا بشكل صريح، ومع ذلك نسمع من المسؤول الفلاني رفيع المستوى وهو يتحدث في اجتماع لوزير الخارجية ومدراء الوزارة، قائلا: لو لم يلتق وزير خارجيتنا مع وزير خارجية اميركا في نيويورك، ولم اكن قد اجبت على مهاتفة اوباما لما توصلنا لاتفاق جنيف الكبير!

هذا الحديث يعني ان النجاح رهن التفاوض وحسب!

وقال شريعتمداري: لا باس ان نستطلع اتفاق جنيف الذي اعتبره هذا المسؤول بالنجاح الكبير.

فالملفت ان الاعلامي الاميركي المعروف "كابلن" والذي يختص بالشأن النووي، قد كتب بعد يوم من التوصل لاتفاق جنيف؛ قبل اسابيع دعاني ولفيف من الاعلاميين مسؤول رفيع من البيت الابيض ليستعلم راينا حول مسودة اتفاق سيطرحه اوباما في مفاوضات 5+1 مع ايران. وحين اطلعت على نص المسودة، فجاء تقييمنا مشتركا معتقدين ان ايران سترفضه قطعا ولا ترضح لشروطه، فكانت المسودة بشكل لا تخضع مواده لرفض من قبل اي اميركي او اسرائيلي او عربي متشدد. واليوم حين نشر نص الاتفاق اعترنا الاستغراب بموافقة الجانب الايراني على جميع بنوده دون اي تغيير"!

اي ان السادة بدل ان يفاوضوا وقعوا على ما املي عليهم!

واستطرد مدير مؤسسة كيهان بالقول: ومن حسن الحظ فان الشواهد تعكس نهاية عمر التيار المتأثر بالغرب، وان العد العكسي لخروج هؤلاء من مراكز صنع القرار والتنظير السياسي قد بدأ.

واشار الاستاذ شريعتمداري الى الرد القاطع للجمهورية الاسلامية الايرانية على التطاول الاميركي والبريطاني كعلامات واضحة لم يستسيغها التيار الليبرالي والمتأثرون بالغرب، كما واشار الى الموقف الحازم للسلطة القضائية تجاه المفسدين الاقتصاديين والذي يشكل بعض مدراء الحكومة، قائلا:

ان هذه النماذج وغيرها تعكس نهاية التيار الليبرالي والعد العكسي لعمرها السياسي. مضيفا: وكونوا على ثقة لو كان قرار اسقاط الطائرة المسيرة الاميركية وايقاف ناقلة النفط البريطانية بيد بعض المسؤولين في الحكومة لما شهدنا هكذا احداث ملحمية.