ثبت ان اميركا لن تحميكم!
مهدي منصوري
من الحقائق التي برزت على السطح وخلال الفترة الاخيرة وبعد تهديدات ترامب الجوفاء للخليجيين انهم لن يتلقوا اي حماية اميركية ان لم يدفعوا الاموال من خلال شراء السلاح الاميركي،وبهذه الفذلكة والخدعة الكبيرة سهل لترامب سرقة اموال الخليجيين التي اغدقتها على التسليح والتي وصلت الى اموال طائلة افلست فيه خزائنهم وتسببت بأنهيار اقتصاديات بعض دول مجلس التعاون كما اشارت اغلب التقارير الدولية لمعاهد الدراسات الاقتصادية .
وقد كشفت الاحداث الاخيرة في المنطقة و في ظل الصراع القائم خاصة العدوان السعودي الغادر على اليمن والتي استخدمت فيه السعودية كل مالديها من قدرات عسكرية من اجل اخضاع هذا الشعب الى اراداتها او على اقل التقادير استسلامه ورفع الراية البيضاء امام غطرستها، الا ان الرد القاطع من قبل انصار الله وبالاستفادة مما يمتلكه من ادوات الردع المختلفة والتي جاءت ردا على العدوان اثبت وبما لا يقبل النقاش ان الحماية الاميركية ليس لها وجود وان الاموال التي سرقها ترامب تحت عنوان الحماية لم تكن سوى خدعة كبيرة وقع فيها الخليجييون، لأن الطائرات المسيرة اليمنية التي استهدفت ولازالت تستهدف المواقع الاستراتيجية والمهمة في داخل السعودي لم تكشفها او تطالها الحماية الاميركية مما يعني ان الاجواء الخليجية اليوم مكشوفة امام الصواريخ والطائرات المسيرة بحيث سلب منهم الامن والاستقرار.
وقد حذرت الجمهورية الاسلامية الخليجيين من قبل و في اكثر من مناسبة ولقاء من ان واشنطن لا يهمها امنهم واستقرارهم، بل يهمها تحقيق مصالحها واهدافها وان الادعاءات التي تستنزف فيها اموالهم لم يكن لها واقع على الارض، وانما هي احابيل كاذبة ولا غير. الا انه وللأسف الشديد وما يظهر ان الخليجيين لا يصغون ولا يسمعون لهذه التحذيرات ولايفكروا فيها جيدا من اجل تغيير مسار حركتهم وبالاتجاه المعاكس التي تسير فيه اميركا، ولذا فانهم اليوم يعيشون حالة الامن المفقودوسيبقون كذلك ماداموا يستظلون الحماية الاميركية المهلهلة والممزقة، وان اموالهم الباهظه الذي اغدقوها وملئوا فيها الخزانة الاميركية قد ذهبت ادراج الرياح.
ومن الواضح والمعلوم والذي لايمكن التغاضي عنه هو ان الامن في منطقة الخليج الفارسي لا يمكن ان يتحقق من خلال الافكار والخطط المعلبة من الخارج، بل ان التعاون بين دولة من خلال الحوار البناء يمكن ان يوفر هذا الامن خاصة وان الخطر يشمل الجميع، ولذا فانه يفرض هذا الامر عليهم ان يدفعوا هذه الخطر مجتمعين، وكما يقال ان "اهل مكة ادرى بشعابها" فان دول المنطقة تستطيع وبتعاونها البناء وبالاعتماد على طاقتها وقدراتها المتاحة في تحقيق امنها واستقرارها ورفع حالة القلق المستديم الذي يصوره اعداؤها سواء كان الاميركان او الصهاينة.
وخلاصة القول فأن اليوم ولما جاء على لسان وزير الخارجية ظريف في كلمته امام معهد استوكهلم الدولي لابحاث السلام مخاطباً الخليجيين بالقول "انه لا يمكن ان يتحقق لهم الامن بانفاق مليارات الدولارات على شراء الاسلحة وان الوجود العسكري الاجنبي مهما بلغ حجمه لا يمكن ان يحول دون زعزعة الامن".وهي الحقيقة بعينها والتي لمسها اليوم الخليجيون لمس اليد.