تل ابيب: هاجس ترامب من الحرب مع إيران غير مواقف حكام المنطقة
ذكرت مصادر إسرائيلية رفيعة، أن تردّد الرئيس الامريكي دونالد ترامب وخشيته من شن حرب ضد إيران دفع قادة الدول الخليجية إلى إعادة التفكير في سياساتهم وتغيير مواقفهم تجاه طهران، معتبرة الاتفاق الذي وقعه حرس الشواطئ الإماراتي مع ايران، وانسحاب الامارات من اليمن من أهم المؤشرات على ذلك.
وجاء في مقال للكاتب الفلسطيني زهير أندراوس نشره موقع "رأي اليوم" الالكتروني، أنه لا يختلف عاقلان بأن "إسرائيل" هي من أكثر الجهات التي "تدفع واشنطن إلى خوض حرب ضد إيران في الخليج (الفارسي) لسببين مهمين، الأول، الحفاظ على خطوط الملاحة الخاصة فيها، والثاني، ما وصفه بـ"تصفية الحسابات" مع إيران بسبب برنامجها النووي وصواريخها الباليستية التي تهدد أمن هذ الكيان".
وأشار الكاتب إلى ما نقلته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن المصادر الامنية والسياسية الرفيعة في تل ابيب فيما يخص أن "شروخا حقيقية قد بدأت تظهر في التحالف الاقليمي الذي أملت واشنطن تشكيله لدعم الصراع مع طهران".
وقالت هذه المصادر إن "العديد من الشركات الدولية اضطرت إلى وقف تعاملها التجاري مع ايران"، بسبب سياسة ادارة ترامب تجاه ايران وانسحابه من الاتفاق النووي في ايار/مايو العام الماضي بعد ان هاجمه بصورة متواصلة منذ التوقيع عليه، و"زاد باستمرار ضغط الحظر الاقتصادي على طهران من خلال تهديد هذه الشركات".
ولفت المقال إلى ان الهدف الاساس من الضغوط التي تمارس ضد ايران كان هو تركيعها وارغامها على الحضور لطاولة المفاوضات لتقديم تنازلات، ولكن هذا المخطط باء بالفشل لحد الان بسبب صمود طهران وعدم تراجعها واضاف ان ترامب لا يرغب بتغيير النظام في ايران كما يتطلع الى ذلك بعض صقور ادارته وفي مقدمتهم مستشار الامن القومي جون بولتون، معتبرا امتناع ترامب عن الرد على إسقاط ايران الطائرة الامريكية المسيّرة الثمينة (غلوبال هوك) مؤشرا على ذلك، بحسب تعبيره.
وتابعت المصادر الأمنية الرفيعة في تل أبيب، بحسب الموقع، أن ما وصفته بـ"ضبط النفس الأمريكي، إلى جانب التورط، وكثرة الضحايا وقلة الإنجازات السعودية الإماراتية في النزاعات التي تخوضها لاسيما حرب اليمن دعت الدول الخليجية إلى إعادة التفكير في سياستها تجاه إيران"، وخير دليل على ذلك، "الاتفاق الاستثنائي الذي وقعه قائد حرس الشواطئ الاماراتي مع نظيره الايراني أثناء زيارته لطهران والتطور المهم المتمثل في قرار الامارات تقليص وربما وقف تام لمشاركتها في الحرب على اليمن".
ورأى المقال ان "السعودية ستفشل في حربها على اليمن، بدون دعم عسكري من الامارات"، ما يزيد من قلق الإسرائيليين لـ"تهديد قد يواجه حرية الملاحة الاسرائيلية وحركة السفن لسلاح البحرية في مضائق باب المندب في البحر الاحمر".
وتابعت المصادر، كما أفادت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، أن "هجمات سلاح الجوّ المسير اليمني على مواقع نفط في السعودية والإمارات، وإطلاق صواريخ سكاد الذي يهدد بجدية مطارات السعودية ورموزا أخرى للسلطة، قد أدت الى تخلّي الإمارات عن التحالف السعودي والانسحاب من اليمن".
واشارت المصادر الامنية والسياسية الإسرائيلية، الى "الشكّ الذي يساور التحالف المناهض لإيران بالنسبة لخطوات ترامب في المنطقة"، واختتمت بالقول إنه "قد يكون التبلور هنا بدأ منحى سلبيا من ناحية الرئيس الأمريكي وصديقه نتنياهو، ولم تكن الخطوات ضد إيران موضوعا بسيطا من البداية، ويبدو الآن أنها أصبحت أكثر تعقيدا، وأكثرا شكا في نجاحها وهذا التشاؤم بدأ يسري حتى في الكيان الاسرائيلي، وإنْ لم تُسمَع أي كلمة علنية عن ذلك".