kayhan.ir

رمز الخبر: 99041
تأريخ النشر : 2019August09 - 20:01

أسباب انهيار الإرهابيين أمام الجيش السوري في ريف حماه


نزار بوش

يخوض الجيش السوري معارك طاحنة ضد الجماعات الإرهابية في المناطق التي تسيطر عليها في ريف حماه الشمالي والشمال الغربي.

فخلال أسابيع معدودة استطاع الجيش السوري تحرير عدد من القرى والمدن في ريف حماه، نذكر منها بلدة تل الملح والجبين، كفرنبودة وقصابين وسابقا قلعة المضيق، حتى وصل إلى تحرير بلدة الأربعين وبلدة الزكاة ذات الموقع الاستراتيجي وغيرها من المناطق، كل ذلك بدعم جوي من الطيران الروسي، مع صمت تركي، فما هو السبب في تقدم الجيش السوري السريع وتحرير كل هذه المناطق من سيطرة الجماعات الإرهابية في ريف حماه الغربي وصولا إلى الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، رغم كل ما أعلنه الإرهابي محمد الجولاني، من توحيد المجموعات الإرهابية وحفر الخنادق وحشد الإرهابيين بأسلحة متطورة.

فقد خاضت وحدات الجيش السوري اشتباكات عنيفة مع ما يسمى بتنظيم جبهة النصرة وحلفائه، قبل أن تتمكن من اقتحام بلدة الزكاة التي ظلت لسنوات تشكل مع بلدتي اللطامنة وكفرزيتا حصنا منيعا لتنظيم يدعى (جيش العزة)، أبرز حلفاء النصرة في ريف حماة الشمالي، ومنطلقا للقذائف الصاروخية التي أزهقت حياة آلاف المدنيين في البلدات الآمنة الواقعة تحت سيطرة الدولة في ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي.

وعن سبب تقدم الجيش السوري السريع وانهيار الجماعات الإرهابية رغم التحصينات والسلاح وعدد الإرهابيين الكبير، يقول الخبير العسكري العميد علي مقصود: "إن حجم السيطرة والتقدم الذي أحرزه الجيش السوري جاء بدعم كبير من الطيران الحربي للحليف الروسي، على محور بلدة الأربعين والزكاة وصولا إلى بلدة حصرايا الاستراتيجية التي كانت خزانا لتحشيد الأسلحة والذخائر النوعية الأمريكية الصنع، حيث نفذ الجيش قتالا تراجعيا وإعادة الانتشار، لهدف استدراج المجموعات الإرهابية لكي تدخل إلى هذا الجيب الناري الذي شكله الجيش السوري عبر إعادة الانتشار، وبالتالي بدأت الوسائط النارية باستهداف القوات الإرهابية المهاجمة وتدمير العربات الانتحارية والمفخخة ومنعهم من الوصول إلى أهدافهم، فخسر الإرهابيون كثيرا من العتاد القتالي والعربات والأرواح، عندها بدأ الجيش بتنفيذ هجوما معاكسا على هذا المحور انتهى بسيطرة الجيش السوري على بلدتي الزكاة وحصرايا، وبنفس الوقت كان الجيش يستهدف محور اللطامنة وكفر زيتا باعتباره يشكل الخط الدفاعي الأمامي، لكي يقطع عنهم الإمداد ويمنع عنهم خطوط الإمداد والتراجع، لذلك كان الهجوم المعاكس للجيش ناجحا بامتياز، ولم يتوقف الجيش بعد أن حرر الزكاة وحصرايا بل تابع تقدمه ومطاردة من تبقى على قيد الحياة من الإرهابيين الذي فروا فطاردهم الجيش بالنيران وتابع تقدمه بالقوات البرية، لكي ينهي السيطرة على قرية الأربعين".

وتابع العميد علي مقصود سبب انهيار الجماعات الإرهابية: "هناك انهيارات معنوية لدى الإرهابيين، وسبب هذا الانهيار هو انعكاس القوة المعنوية التي يمتلكها الجيش السوري والدعم الذي يقدمه الحليف الروسي الذي ينفذ ضربات جوية مركزة وبقذائف مدمرة لتحصينات الإرهابيين وخطوط إمدادهم، وأيضا القوة النارية والصواريخ التي ألقتها الطائرات الروسية لعبت دورا كبيرا في انهيار الجماعات الإرهابية واختراق تحصيناتها، وبانهيار حصون الإرهابيين، حصل انهيار على كامل عمق المجموعات المسلحة الإرهابية حتى بلدة خان شيخون البلدة ذات الموقع الاستراتيجي على طريق دمشق-حلب الدولي في ريف إدلب، ولم تستطع الجماعات الإرهابية ترميم دفاعاتها، مع استمرار الجيش السوري بتقدمه وتوجيه ضربات دقيقة على جميع خطوط دفاعاتهم."

بينما أفادتنا مصادر مطلعة من ريف حماه حول ما يحصل في ريف حماه ومن أرض المعركة: "تمكن الجيش العربي السوري من اقتحام بلدة الأربعين الأمر الذي مهّد الطريق أمام تساقط بلدات ريف حماة الشمالي بقبضة الجيش، أدت لمقتل عشرات الارهابيين، بينهم إرهابيون من جنسيات عربية وأجنبية.

وتستمر عمليات التمهيد المدفعي على مواقع الارهابيين في كفرزيتا واللطامنة، وإلى استمرار الغارات الجوية التي ينفذها الطيران الحربي السوري والروسي على خطوط دفاع وإمداد التنظيمات الإرهابية.

ومع سيطرته على الزكاة بات الجيش السوري يتمتع بالإشراف الناري على بلدة كفرزيتا التي تبعد عنها نحو 3 كم إلى الشمال الشرقي، وعلى بلدة اللطامنة التي تبعد عن الزكاة بنحو 4 كم إلى الجنوب الشرقي، وكلا البلدتين تشكلان المعقل الرئيس لتنظيم (جيش العزة) الحليف الأكثر ثباتا لجبهة النصرة بريف حماة.

وتضيف المصادر: "كما سرع استمرار اعتداءات الجماعات المسلحة على البلدات والقرى الآمنة في مناطق سيطرة الدولة من استئناف الجيش السوري لعملياته العسكرية بعد ثلاثة أيام على إعلان الهدنة وخاصة أن الطيران الحربي الروسي دمر تحصينات الإرهابيين، وقبل أن تتمكن الجماعات المسلحة من إعادة بناء خطوط دفاعها وتعزيز عديدها وعتادها وطرق إمدادها، ما يرجح وقوع انهيارات متتالية ومتسارعة في صفوف التنظيمات الإرهابية.

سبوتنيك