kayhan.ir

رمز الخبر: 98842
تأريخ النشر : 2019August05 - 21:18

ماذا يفعل 'الإسرائيليون' في جنوب الأردن؟


ماهر أبو طير

انتقد الكاتب الأردني، ماهر أبو طير، تواجد السياح الإسرائيليين في جنوب البلاد بسهولة وأداء و ازدواجية الحكومة الأردنية تجاههم و كتب في مقال بموقع "خبرني" الأردني قال فيه:

تتحمل الحكومة الأردنية المسؤولية عما يفعله السياح الإسرائيليون في الأردن، والحكومة التي تندد ليل نهار، ببياناتها الغاضبة، بما يفعله الإسرائيليون من اقتحامات للمسجد الأقصى، الذي يرعاه الأردن، تتظاهر بالصدمة مما فعله إسرائيليون من اقتحامات لمقام النبي هارون، هذا إذا كانت القصة اقتحامات حقا، مثلما يقولون لنا، وانا اشكك هنا، بكون الجهات المختصة لا تعرف عن الزيارة أصلا.

القصة بدأت عندما زار إسرائيليون مقام النبي هارون، قرب البترا، قبل أيام، حيث دخلوا المقام، وأدوا طقوسهم، وتم نشر صور وفيديوهات لهم، وهم على هذه الحالة، ما أدى لاحقا إلى إعلان الحكومة اغلاق المقام، ومنع زيارة السياح، الى داخل المقام، دون تنسيق مسبق، وهذه الصدمة الحكومية، محاولة لاستيعاب الرأي العام، الذي ضج قبل أيام فقط، من تصوير فيلم، يثبت تبعية البترا لليهود، هذا مع معرفتنا بوجود رؤية دينية يهودية تتحدث عن هروب اليهود آخر الزمان الى البترا، طلبا للنجاة، وفقا للتوقعات التوراتية. في الأساس كان ممنوعا، دخول أدوات الصلاة والعبادة اليهودية الى الأردن مع السياح الإسرائيليين، وعلينا ان نسأل أولا، كيف مرت أدوات العبادة ولباسها، عبر الجسور الى الأردن، و"إسرائيل" ذاتها أعلنت قبل سنين، ان الأردن يمنع دخول هذه الأدوات، فلماذا مرت هذه المرة، وكيف دخلت الى الأردن، ولماذا تم التعامي عن وجودها مع السياح، عند تفتيشهم ودخولهم، وهذا سؤال مهم أيضا؟!

الأمر الثاني الذي يتعامى عنه كثيرون، ان السياح الإسرائيليين يزورون مقامات أخرى يعتبرونها لأنبياء بني إسرائيل، في السلط ومناطق أخرى من المملكة، وهذا يعني ان القصة لا ترتبط فقط بمقام النبي هارون، بل ان هذه المجموعات تزور مواقع دينية أخرى بوجود مرافقين لهم من الأردن، خشية من وقوع حوادث امنية، ومن أجل السيطرة على خط سيرهم، هذا مع الإشارة هنا الى ان هذه المجموعات تقوم وبدون تنسيق بالتجول في مناطق معينة في جنوب الأردن، ومواقع غامضة في مادبا، ولا أحد يعرف ماذا يفعلون هناك!

الصدمة الحكومية، مجرد دعاية يتم بيعها للجمهور، لان هؤلاء يأتون منذ عقود، ويفعلون أشياء كثيرة، ولا يمنعهم احد، هذا فوق المخفي والمستور الذي لا يعلمه احد، بشأن ما يتردد من البحث عن دفائن يهودية، لإثبات وجودهم السابق في الأردن، او حتى دفن قطع آثار مزورة في مواقع معينة في الأردن.

لقد قيل منذ زمن بعيد ان السماح للإسرائيليين بدخول الأردن، دون تأشيرات مسبقة، وعدم مراقبة ماذا يفعلون، بل وعدم استثناء الإسرائيليين من تملك الأجانب، سواء بجوازات إسرائيلية، او عبر جوازات سفر غربية، أمر غريب وخطير حقا، والمؤكد هنا، ان حالة الانفصام باتت علنية، فنحن نصرخ ضد "إسرائيل"، ليل نهار، لكن السياح يتقاطرون على هذا البلد، والتجارة تتعاظم، في كل القطاعات، من الزراعة الى الصناعة، وصولا الى التصدير والاستيراد، والمشاريع الكبرى التي يعرفها الكل، بما في ذلك اتفاقية الغاز الفلسطيني المنهوب إسرائيليا.

كيف يمكن ان نقنع الناس هنا ان تل أبيب وواشنطن تستهدفان الأردن، وتريدان تدمير بنيته الاقتصادية والاجتماعية، ونبيع هكذا بضاعة على الناس، من اجل تحشيدهم ورص صفوفهم، فيما كل أصناف التطبيع في أعلى درجاتها، وعلى هذا يمكن القول بكل بساطة، اننا أمام لعبة مزدوجة، لا يصدقها أحد، ولو كانت هذه التعبئة الوطنية صادقة ضد "إسرائيل"، لما سمح أحد، لوفود إسرائيلية، بزيارة اضرحة دينية، ولتم التشدد ضد كل اشكال التطبيع، لكننا بدلا من ذلك، نقول كلاما حادا ضد إسرائيل بشأن اقتحامات الأقصى، وبنفس الوقت نسمح لهم باقتحام مقام النبي هارون، وبقية المقامات".