لماذا نجحت إيران وفشل العرب
محمد الحجوري
طرحت على نفسي هذا السؤال وأعتقد بأن نجاح إيران يكمن في عدة أسباب أخذتها بعين الإعتبار لكي تنجح:
أولا إستقلال القرار السياسي بدولة إيران وذلك عبر تحررها من الهيمنية الغربية امريكا وغيرها فالدولة الإيرانية بعد ثورة الإمام الخميني رحمة الله تحررت إيران بقررها السياسي وهذا أتاح لها التفكير بحرية دون ضغوط والتفكير بمصلحة إيران أولا وأخيراً .
والسبب الثاني باعتقادي هو رجوع الشعب الإيراني للإسلام القويم الذي فيه عزة المسلم وكرامته فلا عزة ولا كرامه إلا بالرجوع للدين الإسلامي الصحيح وهذا مافعله آية الله الخميني رحمه الله برجوع الشعب الإيراني إلى الدين الإسلامي كما يجب فالإسلام دين يدعوا إلى العزة والكرامة للمسلمين.
وبالتالي هذا يؤدي إلى الأخذ بالأسباب للتطور العملي بكافة انواعها وأشكاله التكنولوجي والتقني والعسكري، فخلال أربعين عام من ثورة الإمام الخميني أصبحت إيران دولة إقليمية قوية لها حضورها وقيمتها و نفوذها وأصبحت لها بصمة وتطور في أكثر المجالات العلمية وأصبحت تصنع ما تحتاج من أدوات ومعدات في جميع المجالات وأعتقد السبب الثالث هو إحترام إدارة الشعب في إختيار من يحكمة فنري كل فترة زمنية. رئيس يحكم إيران عبر الإنتخابات الرئاسية الحرة عكس مايحدث بالوطن العربي الذي ينعم الرؤساء بفترات زمنية طويلة كما حدث بالعراق وسوريا واليمن ومصر و السودان وأصبحت الدكتاتورية سمة وصفة الأنظمة العربية المختلفة .
اذا إيران ونظامها السياسي هو من نجح في منطقة الشرق الأوسط و بالتالى أدي التداول السلمي للسلطة إلى التغيير الصحيح نحو الأفضل وطرح أفكار جديدة وشخصيات مختلفة التفكير بالتحديث والتطوير والسبب الرابع أعتقد الأخذ بأسباب العلم وتطويره وإعطاء البحث العلمي مكانته حيث أن إيران تنتج 250 ألف بحث علمي بالسنة بينما العرب كلهم ينتجون 25 الف بحث علمي سنوياً لذا نجد الجامعات العربية في آخر سلم الترتيب بين جامعات العالم عكس ذلك جامعات إيران فهي متقدمة بين جامعات العالم.
لذا أتمنى من الله ومن قيادة الشعوب العربية وعلى رأسهم اليمن أخذ المثل والعبرة من دولة إيران الإسلامية وأخذ تجربته إيران بعين الإعتبار في المجال العلمي أو العسكري أو حتى طريقة التبادل السلمي للسلطة فالنرفع القبعات ونقف احتراماً وإجلال للشعب الإيراني حكومة وشعب وقيادة تمشي على الطريق الصحيح نحو الأفضل نحو عزة وكرامة الإنسان الإيراني المسلم.
من الثقافة العربية حب السلطة والتسلط والعظمة هذا ما اعتاد عليه العرب وهي ثقافة متجذرة في المجتمعات العربية والدليل على كلامي ماهو حاصل الآن في الدول العربية ذات الحكم الجمهوري فنرى فيها الرؤساء العرب لا يريدون مغادرة كرسي السلطة والحكم فيها ابد ولو ازهقت أو دمرت البلاد وتري الرؤساء العرب بمجرد وصولة واعتلى كرسي السلطة يتمسك بها حتى آخر لحظة بحياتة ولو كان مقعد أو عاجز أو مخرب ومدمر لوطنه وهذا ما شاهدناه وعشناه من تجارب مريره وصعبه في جمهوريات الوطن العربي التعيس بحكامه انظمته الدكتاتورية المتسلطة على شعوبها فلا ننسي العراق وصدام ولا ننسي القذافي وليبيا و مصر وتونس وزين العابدين و اليمن وصالح وسوريا وعائلة الأسد و موريتانيا وولد عبدالعزيز والسودان وبشير السوء فيه و كنانة العرب مصر ومبارك و التاريخ يعيد نفسه مع السيسي اللعين الكاذب والقاتل لشعبه وثورته .
هكذا هم حكام العرب ثقافة حب السلطة والتسلط في دمائهم موجوده هي ثقافة البدو ثقافة الخيمة والبعير حب الظهور والتسلط على حساب الآخرين ولن نتقدم وتتطور الشعوب العربية طالما حكامنا بهذي العقلية المختلفة والمتمسكة بالسلطة وحبها ولو يضيع الوطن ويدمر ويهجر شعبه ويشرد ويقتل هكذا حال العرب المزري.