kayhan.ir

رمز الخبر: 91629
تأريخ النشر : 2019March09 - 20:19
نتن ياهو يواصل الخداع والامريكان يتمددون في العراق

خوفاً من ايران...!




محمد صادق الحسيني

في الوقت الذي يواصل فية رئيس الوزراء الاسرائيلي ، متكأً الى الآلة الاعلامية الاسرائيلية العفنة ، التي تأتمر بأوامر اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية ، والغارقة في فضائح الرشاوى المتهم بها نتن ياهو رسميا ، نقول في هذا الوقت فإن نتنياهو يواصل كذبه وخداعه للجمهور الاسرائيلي من اجل مصلحتة الشخصية فقط ، وليس حتى من اجل مصلحة كيانه . اذ ان هدفه الأسمى هو حماية نفسة من المصير المحتوم خلف القضبان ولعشر سنوات على الأقل ، وذلك من خلال رفضه الاستقالة ، بعد توجيه النائب العام تهما خطيرة جدا له ، والعمل على انتخابه رئيسا للوزراء بعد الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية ، في شهر نيسان القادم .

فبعد قيامه ، عبر زبانيته في اجهزة الاعلام الاسرائيلية ، بالإعلان عن شراء الولايات المتحدة الاميركية اثنتي عشر بطارية صواريخ مضادة للصواريخ ، من منظومة مقلاع داود الاسرائيلية الصنع ، ودون صدور اية بيانات حكومية امريكية او اسرائيلية رسمية او نشر اي اتفاقيات رسمية ، توثق هذه الصفقة المزعومة ، ها هو نتن ياهو شخصيا يدلي بتصريحات ، عقب زيارته الاخيرة لموسكو ، يدعي فيها انة اتفق مع الرئيس الروسي بوتين على تشكيل لجنة عمل مشتركة لاخراج " القوات الايرانية " من سوريا ...!

بينما حقيقة ما جرى خلال لقائه مع الرئيس بوتين هو ان هذا المصاب بالهلوسة ، من شدة خوفه من تنفيذ حلف المقاومة للمرحلة الاخيرة من هجومه الاستراتيجي ، والتي ستنتهي بتحرير القدس وإعادتها ، كما كانت منذ الأزل ، لان تصبح عاصمة لكل فلسطين العربية المحررة الى الأبد ، نقول ان ما حصل في هذا اللقاء ، حسب ما افادت مصادر استخبارية عدة ، هو ان نتن ياهو قد توسل الرئيس بوتين ان يتدخل لدى حلف المقاومة ويطلب منه الامتناع عن تنفيذ الهجوم الاستراتيجي ، المشار اليه اعلاه ، والذي سينتج عنه تفككك دولة الاحتلال الاسرائيلي وزوالها عن الوجود وتحرير فلسطين كلها ، من البحر الى النهر .

وعندما لم تنجح هذه الاكذوبة في تهدئة روع الجمهور الاسرائيلي فقد لجأ نتن ياهو ، عبر الناطق العسكري باسم الجيش الاسرائيلي ، العقيد جوناثان كونريكوس Jonathan Conricus ، لجأ بتاريخ ٤/٣/٢٠١٩ للإعلان عن وصول عدة بطاريات من الصواريخ المضادة للصواريخ ، من منظومة ثاد THAAD الاميركية ، وعلى وجه السرعة ، كما قال كونريكوس في تصريحه ، وذلك لتعزيز الدفاعات الجوية الاسرائيلية في ظل تصاعد التوتر ، بين" اسرائيل "من جهة وايران وحزب الله من الجهة الاخرى .

اَي انه اكد على الخوف الوجودي الذي يعتري هذا الكيان الصهيوني ، من مستوطنين الى قادة سياسيين ، وصولا الى القادة العسكريين الذين من المفترض ان يكونوا من الشجاعة بحيث لا ترتعد فرائصهم عندما يفشل رئيس وزرائهم في إقناع

الرئيس الروسي بالقيام بدور لا يتناسب لا مع المصالح القومية الروسية ولا مع طبيعة العلاقات التي تربطه بكل من ايران وسورية ، اَي مع خط الدفاع الاول عن جنوب وجنوب شرق روسيا ، وبالتالي عن موسكو نفسها.

كما يجب ان لا ننسى ، في هذه العجالة ، اكذوبة الطائرة الاسرائيلية المسيرة ، من طراز Mini Harpy ، التي روجت لها الدعاية الاسرائيلية ، نهاية الشهر الماضي عندما عرضت في معرض جوي في الهند ، بانها قاتلة صواريخ اس ٣٠٠ واس ٤٠٠ ، ليتبين بعيد ساعات قليلة على بدء حملة الترويج والتهريج الاسرائيلية ان طائرات غزة الورقية اكثر اهمية بكثير من الطائرة المشار اليها اعلاة . اذ قال أستاذ أكاديمية العلوم العسكرية الروسية ، البروفيسور فاديم كوزيولين ، ان منظومة الحرب الالكترونية الروسية المتطورة جدا ، من طراز كراسوخا Krasucha ، قادرة " على دفن " جميع الطائرات المسيرة الاسرائيلية .

وبالاستناد الى العديد من المصادر الاستخبارية العسكرية الاوروبية فان الحقيقة تختلف جذريا عما تروج له اسرائيل ويمكن تلخيصها في ما يلي :

1. ان الاعلان الاسرائيلي عن شراء الولايات المتحدة الاميركية بطاريات صواريخ مضادة للصواريخ ،من طراز مقلاع داود ، ليست الا هراء . اما حقيقة الامر هي ان واشنطن قد سمحت لاسرائيل بنشر هذه البطاريات في محيط قاعدة التنف الاميركية ومحيط مخيم الركبان على الحدود الاردنية السورية ، بحجة التصدي للصواريخ الايرانية والعراقية التي ستطلق على "اسرائيل " مستقبلا . وهذا ما يفسر الرفض الاميركي لإرسال قوافل مساعدات انسانية لسكان المخيم ومنع إخلائهم ، انهاءً لمأساتهم الإنسانية ، وذلك لانها تتخذهم دروعا بشرية لحماية بطاريات الصواريخ الاسرائيلية المنصوبة على مقربة من المخيم .

2. وبالاضافة الى القواعد المذكورة اعلاه ، فان الولايات المتحدة واسرائيل تعملان على نشر المزيد من هذه القواعد الاسرائيلية ، على الاراضي العراقية تحت غطاء اميركي ، بهدف انشاء حزام صاروخي يمتد من التنف السورية ، عبر الرطبة العراقية ، وصولا الى عرعر السعودية ، وذلك حماية لاسرائيل من هجمات صاروخية محتملة .

وفِي هذا الاطار أكدت مصادر استخبارية ، مختصة في شبكات الدفاع الجوي الصاروخي ، بان الولايات المتحدة قد انجزت انشاء قاعدة عسكرية للجيش الاميركي ، في حرم القاعدة الجوية العراقية ، التي كانت تسمى H 3 ، والواقعة غرب الرطبة والى الشمال من الخط الدولي الرابط بين بغداد ودمشق وعمان ، كما تقوم بتنفيذ عمليات انشائية لقاعدة عسكرية اخرى جنوب الخط الدولي بقليل ، واللتان ستستقبلان بطاريات صواريخ اسرائيلية مضادة للصواريخ بعد استكمال العمل فيهما .

كما ان وحدات من القوات الخاصة الاميركية ، التابعة للفرقة ١٠١ ، تقوم بعمليات استطلاع واسعة ومتواصلة في محيط بلدة النخيب العراقية تمهيدا لإنشاء نقطة ارتكاز الى الجنوب الغربي من المدينة .

3. اما حقيقة حالة الرعب الشديد، التي يعاني منها قادة دولة الاحتلال ، فلا داعي للمزيد من الخوض في تفاصيلها . اذ ان ما طلبه نتن ياهو من الرئيس بوتين ، في التدخل لمنع ازالة الكيان الصهيوني من الوجود من قبل قوات حلف المقاومة ، لهو الدليل الأنصع على الحالة النفسية التي يعيشها هذا الكيان ، جمهورا وقيادة .

٤)وفِي ما يتعلق ببطاريات الصواريخ المضادة للصواريخ الاميركية ، من طراز ثاد THAAD ، التي أعلن عن وصولها العقيد جوناثان كونريكوس ، الناطق باسم الجيش الاسرائيلي يوم ٤/٣/٢٠١٩ ، فهي بطاريات موجودة في عدة قواعد جوية اسرائيلية ، في جنوب ووسط البلاد ، منذ مدة طويلة ، وهي جزء من الدرع الصاروخي الاميركي ، الموجه بشكل خاص ضد كل من روسيا والصين ، ثم ضد ايران وكوريا الشمالية .

اذن فهي ليست بطاريات صاروخية وصلت قبل ايّام وانما هي جزء من الحشد الاستراتيجي الاميركي الهادف لمحاصرة الصين وروسيا تمهيدا للعدوان عليهما او على احدهما .

ومن نافل القول طبعا ان نؤكد على ان القيادة الروسية على علم تام بأدق التفاصيل ، عن هذا التواجد لقواعد الدرع الصاروخية الاميركية في "اسرائيل" ، الامر الذي يعني ان روسيا لا تعتبر "اسرائيل" جزءأً من المخطط العسكري الاميركي المعادي لروسيا فحسب ، بل ان هذه القواعد ، وغيرها طبعا داخل الكيان ، ستكون هدفا للصواريخ الروسية ، في حال حصول اَي مواجهة عسكرية امريكية روسية ، بسبب نشر الولايات المتحدة صواريخ نووية متوسطة المدى في أوروبا الشرقية .

اذن فالحقيقة هي ان نتن ياهو لم يحصل على اية وعود من الرئيس الروسي بحماية كيانه وهو يعيش كابوسا اسمه ايران وسيقوم بفبركة المزيد من الاكاذيب في محاولة منه لخداع جمهوره وتلبية مصالحه الشخصية مضحيا بكل ماعداها .

واللة غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون

بعدنا طيبين قولوا الله