kayhan.ir

رمز الخبر: 91420
تأريخ النشر : 2019March05 - 20:41

مصير الملفات السورية المفتوحة


ابو رضا صالح

في حين سيتم قريبا الاعلان رسميا عن تطهير الجيب الاخير الذي يخضع لسيطرة جماعة "داعش" الارهابية في سوريا، الا ان هنالك ملفات مفتوحة بطعم الحرب والاقتتال لازالت تواجه حكومة وشعب سوريا.

الرئيس السوري وفي خطاب لتوعية ابناء الشعب نوّه قبل فترة الى ان البلاد تواجه اربعة انواع من الحروب بدءاً من الحرب العسكرية والصلبة وانتهاءاً بالحرب الناعمة، وبتعبير آخر الرئيس بشار كان يريد تحفيز الشعب السوري على التفكير باسباب القلق من ظاهرة "داعش" رغم مضي 15 شهداً من اعلان القضاء على الدولة المزعومة "الدولة الاسلامية في العراق والشام" قبل تنظيم أي افراح للنصر.

سيتم الاعلان عن نهاية صلاحية "داعش" في سوريا قريبا جدا، ولكن هل هذا الامر سيعني نهاية ازلام التنظيم الارهابي في سوريا؟ هل يمكن الادعاء بعد تحرير باغوز بانه لن يكون هناك فلول لداعش من جهة او الفكر الداعشي من جهة أخرى في كل انحاء سوريا ؟ الجواب سلبي بلا شك.

مع تحرير باغوز رسميا ، ستنهار آخر جيوب "داعش" في سوريا رسميا، ولكن توجهات من صنف الارهاب والاحتلال لازالت تهدد سيادة وشعب سوريا. التقرير الاخير الذي نشرته احدى المنظمات الدولية في خصوص الهجوم الكيمياوي على دوما، والذي هو بمثابة نبش قبر لفرضية ميتة، ويهدف الى عدم نسيان الادعاءات والاتهامات الخاوية فيما يخص استخدام الحكومة السورية من السلاح الكيمياوي، هو ضرب من التوجهات الداعشية التي حملت وتحمل الشعب السوري كلفة باهظة، ويبدو ان اغلاق هذا الملف الخاص بسوريا شبه مستحيل.

الملف الثاني هو ملف انسحاب القوات الاميركية من سوريا والذي يبدو انه تحول خلال هذه الايام الى تصريح متسرع وفي نفس الوقت الى مزحة سياسية . ترامب وفي اول أعلان له بهذا الشان اشار الى انسحاب سريع وقريب لجنود بلاده من سوريا . بعد مضي فترة قصيرة مدة فترة تواجد قوات بلاده، وبعد ذلك بدأ بوضع الشروط ومن ثم حدد بدائل سياسية واقتصادية (تركيا – السعودية) لانسحاب جنوده من سوريا . وحين اصطدم بعدم الترحيب حيال البدلاء، رجح بان يتحدث عن البقاء في قاعدة التنف وبالتالي احتواء الاكراد -الذين غدر بهم كرارا في ساحة الحرب- واستغلالهم كوسيلة لتحقيق مآربه في سوريا.

رغم ان عدد المحللين الذين ينظرون الى مسألة الانسحاب الاميركي من سوريا ليس بقليل، ولكن لو افترضنا بان الانسحاب من شمال سوريا تحقق، فان مسالة الاكراد ستكون ملفا آخر تواجهه سوريا حكومة وشعبا. الاكراد ومع انسحاب القوات الاميركية من سوريا، اما سيرغمون على القتال مع الاتراك او العودة الى حضن الحكومة السورية. ولكن التجربة تثبت ان الاكراد لا يمكنهم انتخاب الخيار الثاني بلا موافقة من ترامب . وخير دليل على ذلك ان الاكراد وخلال الاشهر الاخيرة ادرجوا موضوع العودة الى حضن الوطن والتعاون مع الحكومة المركزية، مرتين على جدول اعمالهم ولكنهم في النهاية ارغموا على اللعب في ساحة السياسة الخارجية الاميركية التي لا افق واضحة لها.

اما الملف الآخر فهو ملف مزاعم تركيا وادعاءاتها فيما يخص المنطقة العازلة بعمق 30 كيلو مترا داخل الحدود السورية مع تركيا . رغم ان الحكومة السورية تعتبر القبول بهذا الامر بانه ينتهك استقلاليتها وسيادتها وترفضه بشدة الا ان الجانب التركي لازال يواصل ادعاءاته في هذا الخصوص.

تجدر الاشارة الى ان موضوعات اخرى مثل اعادة ترتيب عناصر "جبهة النصرة" الارهابية في ادلب وغرب حلب والدستور السوري والحدود المشتركة مع الكيان الصهيوني الذي يقوم بين حين وآخر بالعدوان على سوريا ، هي مثابة الجرح المفتوح الذي يزيد من تعقيدات الوضع في سوريا. "داعش" ستنتهي، لكن الفكر الداعشي سيبقى العدو الاول الذي تواجهه سوريا حكومة وشعبا .