لبنان قلب المقاومة النابض ولاغير
مهدي منصوري
قد لا يكون مثيرا او مستغربا ان تصنف المقاومة الاسلامية في لبنان المتمثلة بحزب الله بالارهاب لان مثل هذه التوصيفات عادة ما تخرج من اولئك المفلسين الذين صنعوا الارهاب وقدموا الدعم اللازم له وراهنوا عليه في تحقيق اهدافهم المشؤومة الا انهم وفي نهاية المطاف عادوا ليس فقط "بخفي حنين" كما يقول المثل العربي، بل ان هذا الارهاب قد اصبح وبالا عليهم واخذ يشكل تهديدا كبيرا لامنهم واستقرارهم وبصورة ملحوظة، بحيث وصل الامر الى ان يرفضوا عودة هؤلاء الارهابيين القتلة الى بلدانهم بعد هزيمتهم المنكرة وسقوطهم المخزي.
وبطبيعة الحال فان توصيف مقاومة حزب الله وكل حركات المقاومة الاخرى في العراق وسوريا وفلسطين واليمن وفي بعض البلدان لا يغير من المعادلة بشئ ولن تستطيع هذه التوصيفات ان تحرف الرأي العام سواء كان في البلدان التي ولدت فيها المقاومة أو في العالم عن حقيقة الامر والتي اصبحت واضحة للجميع ولايمكن ان "تغطى بغربال".
ومن خلال نظرة سريعة للذين يطلقون التوصيفات الكاذبة والصاق العبارات غير الواقعية عن المقاومة هي تلك البلدان التي ارادت ان تفرض هيمنتها على المناطق وثرواتها كأميركا وبريطانيا وغيرها ووصلت الى طريق مسدود، بل انكفأت على نفسها وبصورة ان ما بذلته من أموال طائلة وتجهيزات عسكرية كبيرة أرهقت ليس فقط ميزانيتها بل ميزانيات الدول الداعمة خاصة الخليجية منها.
وبالامس ونتيجة لهذا الفشل الذريع الذي منيت به اميركا وبريطانيا لم تجد بدا ومحاولة منها للخروج من الازمة الخانقة التي منيت بها امام شعوبها نشر غسيلها القذر على الاخرين وذلك بالصاق تهمة الارهاب لحزب الله اللبناني وهم يدركون جيدا ان هذه التهمة هي بعيدة كل البعد عنه.
ولذلك فمن نافلة القول فان حزب الله الذي يمثل قلب مقاومة المحتلين سواء كان الاميركان او الصهاينة والذي تمكن ان يسجل الانتصارات الواحدة تلو الاخرى ضدهما وبذلك استطاع ان يحتل موقعا كبيرا في نفوس ليس فقط شعوب المنطقة، بل كل شعوب واحرار العالم وان مثل هذه التوصيفات لايمكن ان تلطخ صفحته البيضاء الناصعة التي رويت بدماء الابطال من الشهداء بحيث جاءت الصفعة الاولى والقوية لتوصيفات بريطانيا على لسان رئيس الدبلوماسية اللبنانية الوزير جبران باسيل الذي قالها وبالحرف الواحد "ان اتهام بريطانيا لحزب الله بالارهاب لن يكون له اثر سلبي على لبنان وهو امر اعتدنا عليه من مثل هذه الدول"، واطلق صرخة قوية ومدوية بوجه البريطانيين بالقول، "لو وقف العالم بأجمعه وقال ان المقاومة ارهاب، فهذا لا يجعل منها ارهابا بالنسبة الى اللبنانيين، وطالما ان الارض محتلة فان المقاومة تبقى محتضنة من مؤسسات الدولة وكل الشعب اللبناني"وبذلك فانه يريد ان يقول وبصوت عال ان لبنان هو قلب المقاومة النابض والذي لايمكن ان يخبو او يضعف يوما ما لان تحضنه الارواح القوية والنفوس العالية ليس فقط من اللبنانيين، بل لكل الذين يقفون بوجه الاستكبار الاميركي الصهيوني لقطع يده والى الابد من ان يطمع بثروات ومقدرات الشعوب.
واللطمة القاسية الاخرى التي تلقتها بريطانيا جاءت من الاتحاد الاوروبي وعلى لسان موغريني التي اعتبرت ان "موقف بريطانيا بشان "حزب الله" هو شأن خاص بها ولا يؤثر على موقف الاتحاد الاوروبي تجاه الحزب". مما يعكس هذا التصريح مدى احقية حزب الله في الوقوف والتصدي للمحتلين ومخططاتهم الاجرامية.