سوتشي ترسي ركائز استقرار في سوريا
امير حسين
شاءت الاقدار ان تتزامن قمة سوتشي التي جمعت القادة الثلاث بوتين ـ روحاني ـ اردوغان، للخروج بقرارات ترسي الامن والسلام والاستقرار في سوريا والذي هو انتصار للمنطقة ومؤتمر وارسو الذي التئم اساسا لاشعال الحرب ضد ايران وهذا ما كان واضحا في حديث جون بولتون قبل انعقاده وحديث نتنياهو اثناء انعقاده، حتى تقف شعوب العالم والمنطقة على حقائق الامور وتطلع عن كثب من يقود العالم باتجاه السلام ومن يقودها باتجاه الانهيار؟
لكن وكما كان متوقعا فان مؤتمر وارسو ولد ميتا لمقاطعة روسيا والصين والاتحاد الاوروبي وبعض دول المنطقة وكذلك تدني من حضره من الدول الاوروبية لدرجة انه لم يصدر عنه بيان ختامي وقد اجمع المراقبين وحتى الاعلام الصهيوني على فشله ضد ايران وقد علقت احدى "القنوات الاسرائيلية" على الموضوع بان مؤتمر وارسو ضد ايران كان فاشلا في حين كان حلف المنتصرين منعقدا في سوتشي".
فكل التهريج الذي شهده مؤتمر وارسو بتسليط الاضواء على لقاءات نتنياهو مع المشاركين العرب الذين يسيرون في الركب الاميركي والتي من الممكن ان تجري في كل مكان وجرت قبل هذا كلما استدعت الضرورة وفقا للرغبة الاميركية والخضوع العربي الرجعي، هو اساسا للتغطية على الفشل الذريع الذي واجه المؤتمر للتأليب على ايران وهذا بحد ذاته شكل اخفاقا كبيرا وفضيحة للمؤتمر ومن وقف وراءه.
وفي المقابل خرجت قمة سوتشي بنتائج ايجابية في اعطاء الاولوية للقضاء على الارهاب في سوريا وعودة السيادة الكاملة للدولة السورية على اراضيها وحسم قضية ادلب خلال الشهرين القادمين لان الوضع بات لا يطاق حيث يبقى الارهابيون على حالهم وينأوا عن العقاب كما قال الرئيس بوتين. والكرة باتت اليوم في ملعب الرئيس اردوغان ليفي بوعوده وليس هناك مجال آخر لتمديد هذه المهل خاصة وان اردوغان نفسه قال في سوتشي "لا يجب ان تبقى الاراضي السورية بيد الارهاب" وهذا ما ينطبق على النصرة التي تسيطر على ادلب والمصنفه دوليا بالارهاب.
وما يعزز هذه المواقف الايجابية وحسب ما اعلنه الرئيس روحاني بان طهران وموسكو تسعيان الى المصالحة بين انقرة ودمشق من خلال التجديد للاتفاقيات الموقعة بين البلدين كاتفاقية اضنه لمحاربة الارهاب واستقرار الامن على الحدود المشتركة وهذا ما سيؤدي في النهاية الى انهاء المظاهر العسكرية بين الجانبين والوصول الى تفاهمات تعود بالعلاقات الى مجاريها الطبيعية والأهم من كل ذلك تسحب البساط من تحت الأرجل الاميركية التي تتذرع بالبقاء في سوريا بحجة محاربة الارهاب في حين يعلم الجميع بأن اميركا هي أم الارهاب حيث تزرعه متى ما شاءت واينما شاءت لتستثمر به لكن شعوب المنطقة ودولها المستقلة لن تسمح بعد اليوم بذلك.