بين قمة سوتشي واتفاقها
محمود غريب
استتب الوضع على مايبدو لجبهة النصرة في ادلب وما حولها وهناك ترتيبات مع مجموعة جديدة تابعة لانقرة اي ما يسمى فيلق الشام حول ادارة هذه المناطق في اطار ما تسمى حكومة الانقاذ التابعة للنصرة وهنا التكهنات كثيرة خاصة بعد اقصاء من كان يرفض تركيا داخل النصرة واولهم ما يسمى شرعي النصرة ابو اليقظان المصري.
الترتيبات الجديدة لاتبدو موسكو راضية عنها وعن تمدد النصرة وعن مدى التزام انقرة بسوتشي هذا من جهة ومن جهة اخرى قد تكون سيطرة النصرة مقدمة لضربها او لتدجينها بما يتلاءم والنظرة التركية الى ادلب وما حولها وكان اخر تشاور بين المعنيين بسوتشي بالدرجة الاولى اي موسكو وانقرة حيث عقدت جولة مباحثات تركية روسية في موسكو الخميس الماضي.
وشارك في المباحثات مسؤولون من وزارتي الخارجية والدفاع إضافةً إلى رئاسة الأركان في كلا البلدين وكانت الأوضاع في إدلب حاضرة ، ومدى تنفيذ اتفاق "سوتشي" المبرم بين رئيسي البلدين في 17 أيلول العام الماضي فضلا عن التحضير للقمة الثلاثية المرتقبة في سوتشي حول سوريا والتي تجمع بين رؤساء تركيا وروسيا وإيران .
يُذكر أن كلاً من تركيا وروسيا قد وقَّعتا في وقت سابق مذكرة تفاهم حول إدلب ونصَّت على التزام الجانب التركي بمعالجة ملف التنظيمات الإرهابية، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح في مناطق سيطرة المجموعات المسلحة في وقت لم يطبق مايمكن وصفه بالانجاز حتى اللحظة من الاتفاق الامر الذي جعل موسكو تعرب عن قلقها في اكثر من مناسبة حتى وصل الامر الى وصفها الوضع في ادلب وما حولها وعلى لسان رئيس دبلوماسيتها بانها وكر للإرهابيين وان السوريين ملتزمون بالقضاء على هذه البؤرة”.
مشيرا إلى أن وجود تنظيم "جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام) في محافظة إدلب لا يتوافق مع اتفاقات موسكو وأنقرة بشأن حل مشكلة الأمن في هذه المنطقة .
بدوره ، واصل الجيش السوري إرسال التعزيزات العسكرية إلى محيط محافظة إدلب.وكانت "هيئة تحرير الشام”(جبهة النصرة سابقاً) سيطرت مطلع العام الجاري على معظم محافظة إدلب وريفي حلب وحماة الملاصقين لها، كما فرضت ذراعها حكومة الإنقاذ) سلطة إدارية في المنطقة، ، في ظل وضع أمني واقتصادي متردٍ، فيما تركيا وفي اخر موقف لها اكدت "مواصلة ما اسمته بموقفها الحازم فيما يتعلق بالحفاظ على الوضع الحالي في إدلب وتطبيق خارطة الطريق في منبج بشكل عاجل وتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها حول شرق الفرات وتركز تركيا رسميا سياستها في سوريا على 3 اتجاهات هي إدلب ومنبج وشرق الفرات.
وفي يونيو الماضي توصلت واشنطن وأنقرة لاتفاق "خارطة طريق" حول منبج، التابعة لمحافظة حلب، تضمن إخراج القوات الأمريكية لعناصر ما تسمى "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها أنقرة إرهابية، من المدينة والمنطقة المحيطة بها.
لا احد ينكر ان موسكو تراقب وتشكك احيانا في نيات واشنطن حول الانسحاب.
ويمكن القول بانه حتى الان تفهمت موسكو جانبا كبيرا من قلق تركيا في سوريا ولكن هل سيستمر في وقت قد تصطدم ترتيبات انقرة مع واشنطن واولوياتها مع رغبة روسيا في تنفيذ ماتم الاتفاق عليه سابقا والا تكون ادلب ملاذا للتنظيمات الارهابية وقد ينفذ صبرها فيما يتعلق باستحقاق سوتشي اذ لايبدو ان الامور تتجه نحو تنفيذه، روسيا تريد أن تكون الأولوية للحل السياسي، وكمقدمة تجد من الضروري تشكيل اللجنة الدستورية، وهي وطهران ضمن استانا متفقتان بان الحل سياسي سوري - سوري في اطار وحدة وسيادة الدولة السورية على كل شبر من ارضها مع كل الاستحقاقات المترتبة فيما تتفق انقرة معهما في المبدا مع رغبة لاتستطيع كتمانها حين تسوق لمناطقها الامنة هنا وهناك داخل الجغرافيا السورية .