الانتخابات المبكرة .. المخرج للسيادة الفنزويلية
ما تعانيه اليوم فنزويلا من وضع اجتماعي واقتصادي صعب هو نتيجة للتدخلات الاميركية السافرة وعقوباتها على هذا البلد لان اميركا لا تطيق رؤية وجود بلد تحرري وديمقراطي ومستقل في العالم فكيف في حديقتها الخلفية. فسجل واشنطن التدخلي في هذه المنطقة مشين للغاية وحافل بمسلسل الانقلابات والمؤامرات والاغتيالات ولا تسلم حتى اليوم أية دولة في اميركا اللاتينية من السطوة الاميركية التي تعتبر نفسها فوق القانون الدولي ولا تلتزم بأي منها وكل دولة لا تلتزم بالتبعية لها تحاربها وتفرض عليها العقوبات والحصار وهذا حال كل الدول التحررية والمستقلة في العالم وايران النموذج الابرز في هذا المجال.
وعندما شعرت اميركا المجرمة الشيطان الاكبر انها قد وصلت الى طريق مسدود امام فنزويلا بدات بتنفيذ مخطط من نوع آخر للاطاحة بنظامها ووفقا للتقارير الصحفية الاميركية ان الادارة الاميركية قد اعدت مشروعا منذ عشر سنوات في هذا المجال لاعداد قائد للمعارضة الفنزويلية وقد صنعت من "خوان غوايدو" اليميني المتطرف الغامض والمجهول بطلا وانزلته الى ساحة المواجهة ليتزعم المعارضة وهو في عقده الثلاثين من عمره وغير معروف في الاوساط الفنزويلية وعندما دخل الى الجمعية الوطنية "البرلمان" لم يكن متنفذا لا في حزبه ولا في المعارضة، بل كان شخصية متوسطة المستوى في البرلمان لكن بما ان المعارضة قد سيطرت على البرلمان لظروف طارئة وجاءت الاشارة من واشنطن انتخب رئيسا للبرلمان ومن ثم نصبته اخيرا رئيسا موقتا لفنزويلا وهذا يعد تدخلا سافرا ووقحا ترفضه كل الشرائع والقوانين الدولية.
وما هو لافت ومدهش للغاية هو دعم الكيان الصهيوني القوي والمفضوح لـ"خوان غوايدو " وما هو لافت اكثر ان المعارضة الفنزويلية بدل ان ترفع علم بلادها في تظاهرات امس الاول رفعت "العلم الاسرائيلي" وبحجم كبير وهي ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ معارضات العالم وهذا ما لفت انظار المراقبين وتساؤلاتهم عن العلاقة الحميمة التي تربط الطرفين لكن ما هو مؤكد لا واشنطن ولا الكيان الصهيوني ولا الدول الاخرى تستطيع النيل من ارادة الشعب الفنزويلي وفرض الوصاية عليه مادام متواجدا في الساحة، فخروج الشعب الفنزويلي يوميا في كراكاس والمدن الاخرى دليل قاطع على الحضور القوي والفاعل في الشارع وهذا ما يقطع الطريق امام المتآمرين على هذا البلد.
وما ذهب اليه الرئيس "نيكولاس مادورو" بالامس وامام الجماهير التي احتشدت للاحتفال بالذكرى السنوية لتنصيب الرئيس الراحل "هوغو شافيز" في الموافقة على دعوة الجمعية التأسيسية الى إجراء انتخابات نيابية مبكرة خلال هذا العام، هو الطريق الامثل ليقرر الشعب الفنزويلي مصيره بنفسه من خلال انتخاب نوابه لحل الخلاف دستوريا مع المعارضة التي حصلت على الاكثرية في البرلمان نتيجة للخلافات التي اثيرت بين مرشحي انصار الرئيس شافيز في الانتخابات السابقة وفقدت مليوني من اصواتها لصالح المعارضة التي قفزت الى البرلمان وهي اليوم تعمل لصالح الولايات المتحدة الاميركية العدوة اللدود للشعب الفنزويلي وليس لصالح بلادها.