الإدارة الأمريكية تهدد الأمن والسلم الدولي
عدنان علامة
الإدارة الأمريكية تريد أن تفرض الإنقلاب بالقوة في فنزويلا ضاربة بعرض الحائط كل القيم الديمقراطية والأعراف والقوانين الدبلوماسية وعدم إحترام سيادة الدول .
فترامب يريد ان يتصرف كملك مطلق الصلاحية . وجنون العظمة لديه دفعه إلى إتخاذ عدة قرارات مثيرة للجدل بناء لرأيه الخاص متجاوزاً صلاحياته كرئيس يعمل لصالح الدستور والشعب الأمريكي الذي انتخبه . وهو يعمل كعبد صغير ينفذ الإرادة الصهيونية وكل المشاريع التي ترعى مصالحها . فهو على سبيل المثال لا الحصر فقد أعلن القدس عاصمة للكيان الغاصب خارقاً بذلك القوانين الدولية والأممية التي تعتبر القدس مدينة محتلة ولا يجوز تغيير معالمها .وانسحب ترامب من معاهدة الإتفاق النووي التي جرت مع إيران وتحت إشراف الأمم المتحدة . وكاد ترامب ان يشعل حربا مع كوريا ويريد تغيير نظام الحكم بالقوة في بلد ذا سيادة متناسياً بأنه تم إنتخاب الرئيس مادورو رئيسا من قبل الشعب الفنزويلي . ثم أعلن الجمعة انسحابه من معاهدة تتعلق بالحد من الصواريخ النووية مع روسيا .
فترامب يوزع الأدوار بين أعضاء إدارته لتنفيذ إنقلاب بالقوة في فنزويلا لتنصيب خوان غوايدو كرئيس للجمهورية في فنزويلا بالقوة. فبدأ بومبيو بالهجوم الشرس على الرئيس مادورو في جلسة مجلس الأمن التي عقدت بمنطق القوة وليس بقوة المنطق . وبولتون تدخل بوقاحة لا مثيل لها في شأن فنزويلا الداخلي حين تجاوز صلاحياته وطلب من الشركات والبنوك عدم التعامل مع الرئيس الفنزويلي . وأما مايك بنس نائب الرئيس ترامب فقد تجاوز كل الخطوط الحمر في العلاقات بين الدول ذات السيادة فهدد بوقاحة ؛-
"ندرس كافة خيارات التصرف مع فنزويلا وحكم مادورو لا بد أن ينتهي ". وطلب من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو "عدم اختبار صبر الولايات المتحدة" والاستقالة من منصبه .
ونقلت وكالةسبوتنيك في واشنطن عن بنس في كلمة له في فلوريدا، "الآن ليس وقت الحوار بل وقت العمل، لقد انتهت "ديكتاتورية" مادورو مرة واحدة وإلى الأبد".
ونقل كارلوس غارسيا راولينز CARLOS GARCIA RAWLINS من وكالة رويترز عن ترامب "البيان رقم 1" لتنفيذ الإنقلاب دون تأخير :-
ترامب يهنئ غوايدو في اتصال هاتفي "لبدء مهام رئاسة فنزويلا"
وشدد نائب الرئيس الأمريكي بأن "كافة خيارات التصرف على الطاولة، ومادورو سيتصرف جيدا إن لم يقدم على اختبار عزمالولايات المتحدة".
إذا دققنا جيدا بتصاريح إدارة ترامب نجد أن ترامب يهدد السلم والأمن الدوليين . فهو يريد تغيير نظام دولة بالقوة حيث أختار الشعب بملىء إرادته أن يكون نظام حكمهم إشتراكياً ومناهضاً للسياسة الأمريكية .
ويبدو أن ترامب يريد أن يطبق سياسة حافة الهاوية مع روسيا في الساحة الفنزويلية . فقد تعمَّد ترامب تجاهل التحذيرات الروسية بعدم التمادي في فنزويلا وعدم التدخل في شؤون فنزويلا الداخلية .
إن غطرسة ترامب وجنون عظمته تدفعاني إلى الإعتقاد بقوة بأن عقال الأمور ستفلت في فنزويلا ؛ الأمر الذي سيؤدي إلى مواجهات دامية بين الشعب والجيش الفنزويلي من جهة والغزاة من جهة أخرى . وقد يؤدي الرد الروسي المتوقع للدفاع عن فنزويلا إلى إندلاع شرارة المواجهات المباشرة بين روسيا وأمريكا لتشمل حلف الناتو لاحقآ .
إن ترامب والببغاوات في إدارته ورؤساء بعض الدول الأوروبية التابعين للسياسة الأمريكية الذين يؤيدون ويدعمون الإنقلاب في فنزويلا إنما يشعلون فتيل حرب لن يستطيعوا التحكم بمسيرها أو مسارها ومساحة تمددها وانتشارها . فعلى مجلس الأمن التدخل الفوري لتبريد الرؤوس الحامية حتى لا يندم ساعة لا ينفع الندم .