حقا انه سيد الحرب النفسية
مع اطلالة قائد المقاومة الاسلامية السيد نصرالله الذي احدث بغيابه القصير هلعا كبيرا في الوسط الصهيوني وقادته، احدث هذه المرة بحضوره صدمة اكبر وهو في عز نشاطه وهدوءه وصحته الجيدة، يوزع الابتسامات بين فترة واخرى فاضحا قادة الصهاينة وكذبهم وبالاخص نتنياهو رئيس الوزراء امام الجمهور الاسرائيلي الذي فقد الثقة بمسؤولية خاصة وانه الضالع والمطلع على مجريات الامور وبواطنها في الكيان الصهيوني والعالم بخفايا هذا الكيان والعارف بمواقع ومواطن الخلل ونقاط الضعف فيه، لذلك يجيد سماحته وببراعة عالية فن توظيف الحرب النفسية ضد العدو الصهيوني بدءاً بقادته السياسيين العسكريين ومرورا بمجتمعه وانتهاءاً بالمستوطنين الذين فقدوا الثقة تماما بقدرة حكومتهم في الدفاع عنهم.
واليوم باعتراف مراكز الدراسات والمعاهد الاستراتيجية الصهيونية ان 80% من المجتمع الاسرائيلي يصدق بما يقوله سيد القاومة وهذا لم يأت من فراغ بل جاء لحقائق مشهودة حدثت امام اعينهم وبقيت محفورة في اذهانهم وهي تتطابق تماما مع الواقع ومنها "ضرب السفينة الحربية".
وقد حاول البائس المهزوم نتنياهو ان يخفف من وقع الهزيمة النفسية التي اصابت مجتمعه اثر اطلالة السيد وحديثه العميق والمتشعب وادائه الفائق في ادارة الحرب النفسية باطلاق كلام سخيف ومضحك لا يخرج عن اطار الاتهام بان سماحته كان مربكا ومحرجا الى غيرها من الكلمات التي لا اساس لها وهذا ما فندته الاوساط الاسرائيلية سواء من داخل المجتمع الذين ركزوا على فحوى الاية في الكتيبة التي كانت خلف سماحته "ادخلوها بسلام آمنين" أو من الساسة والعسكريين السابقين الذين اعترفوا بان تصريحات سماحته احدثت ارتباكا شديدا في المجتمع الاسرائيلي ومنهم عاموس رئيس شعبة الاستخبارات الصهيونية.
فالعدو قبل الصديق يذعن بان سماحته شديد الاتقان في الحرب النفسية واستثمارها بشكل مضاعف في المنازلة مع العدو الصهيوني وتخويف داخله وهي لا تقل اثرا من الحرب العسكرية او الصواريخ التي تهطل عليهم وهو في نفس الوقت يوظف الاعلام الاسرائيلي ومحلليه في هذه الحرب النفسية لزيادة الشرخ وتعميم الخوف في مجتمعهم عندما يزيحوا الستار عن تهريج واكاذيب ساستهم وقادتهم العسكريين في قلب الحقائق وهذا ما يدفع بالجمهور الاسرائيلي ان ينقلب على قادته ويفقد الثقة بهم تماما.
واليوم بعد انكشاف هذه الحقائق الدامغة ومنها الازمة النفسية التي يمر بها الكيان الصهيوني قادة ومجتمعا سواء صمت السيد نصر الله او كسر صمته يتضح بجلاء كم ان هذا الكيان هزيلا وقد فقد الامل والثقة ببقائه وهذه حقيقة يجب ان يدركها بان زواله اصبح مسألة وقت لا اكثر.
والطريف في الامر ان الكيان الصهيوني الذي كان يتبجح يوما ويستهتر لعدة عقود بانه صاحب استراتيجية "الحروب الوقائية" وصاحب اليد الاعلى وانه الجيش الذي لا يقهر، بات اليوم بفضل الله ووجود المقاومة الاسلامية وقائدها الفذ نصر الله يتهاوى من عليائه ليعترف بهوانه وضعفه وهذا ما نشهده اليوم في وسائل اعلامه و احاديث مسؤوليه الذين يركزون على استراتيجية الدفاع والتصدي وحماية المستوطنات وبناء الجدران.