kayhan.ir

رمز الخبر: 89354
تأريخ النشر : 2019January25 - 19:32
لانها عاجزة عن شن الحرب على ايران

واشنطن في فخ كاراكاس..!



محمد صادق الحسيني

خسرت واشنطن الرهان على تشكيل وارسو عربي " سني" ضد ايران بسبب عجز تابعيها المتحاربين مثل داحس والغبراء...!

وخسرت واشنطن تجييش الجيوش الاوروبية ضد ايران في وارسو نفسها ايضا ( مؤتمر وارسو) بسبب تفتت اوروبا وتشتتها وفقدانها قوام الدول المحاربة وهي المنخورة من الداخل ...!

وخسرت واشنطن استعجال حرب اسرائيلية ضد ايران انطلاقا من سورية ، لتقزّم جنرالاتها امام طود سورية الشامخ وغرفة عمليات حلفائها الذين وضعوا ما تبقى من جاهزية قاعدتها على اليابسة الفلسطينية اقرب ما تكون بأعجاز نخل خاوية امام ثوار غزة واطفال بالوناتها فكيف بها لو امطرت سماء فلسطين صواريخ تشرينية لا تبقي ولا تذر...!

ولانها كذلك فقد فقدت الامل حتى في مجرد استفزاز طهران ودمشق فذهبت بعيداً لتتحرش بكاراكاس فاذا بها تقع في فخ منظومة اوبك الغاز الشهيرة موسكو - طهران - الدوحة - الجزائر - كاراكاس...!

روسيا لكم بالمرصاد حرباً بمظلة نووية تحمي كاراكاس ومظلة فيتو مزدوج لو لجأتم لمجلس الامن ، وفيتنام جديدة لو جربتم الحرب الاهلية ...!

من فخ الى فخ اذن والحرب سجال ونجت منطقتنا من سيناريوهات رجل الرسوم المتحركة كما كان قد وصفة يوماً سيد الكلام الذي ننتظر وينتظرون ...!

لا شك ان مستشار الرئيس الاميركي للامن القومي ، جون بولتون ، ووزير الخارجية الاميركية ، مايك بومبيو ، لا يدخران جهدا في التحريض المباشر للرئيس الاميركي على شن عدوان عسكري ضد ايران وذلك بهدف اسقاط نظام الجمهورية الاسلامية وتنصيب نظام موالٍ للولايات المتحدة في ايران .

اذ قام الاول ، بصفتة مستشارا للرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي ، وبالتالي يمثلة ، قام في شهر أيلول سنة٢٠١٨ ، بصفتة هذة بالطلب من البنتاغون . بينما قام وزير الخارجية ، جورج بومبيو ، خلال كلمتة في الجامعة الامريكية في القاهرة قبل أسابيع ، بشن حملة تحريض شرسة ضد ايران .

وفِي كلتا الحالتين يبدو من الواضح جدا ان هذة الدعوات ، لاسقاط نظام الجمهورية الاسلامية في ايران ، ليست الا جزأً من عقيدة المحافظين الجدد ومجموعات الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة . وهي ليست جزأً من حملة انتخابية او دعائية لصالح هذا الطرف او ذاك . وانما هي نتاج افكار ايديولوجية سبق ان طرحها عتاة الصهاينة والمحافظين الجدد ، ومن بينهم الأستاذ الجامعي اليهودي الديانة والألماني المولد ، الذي ولد في مدينة كولونيا الالمانية بتاريخ ٤ /١ /١٩٢٩ وحمل اسم فيرنر فالك Werner Falk في حينة ثم غيّر اسمة الى أميتاي عتصيني Amita Etzioni ، والحامل للجنسية الاميركية حاليا .

هاجر مع والدية الى فلسطين عام ١٩٣٧ . وانضم في العام ١٩٤٦ لمنظمة البالماخ العسكرية الصهيونية في فلسطين ( في زمن الانتداب البريطاني ) وهي عبارة عن وحدة النخبة في منظمة الهاجاناة العسكرية الصهيونيه.

وقاتل ضمن صفوفها خلال الحرب الصهيونية عام ١٩٤٨ والتي ادت الى احتلال فلسطين وإقامة اسرائيل . وقد هاجر مجرم الحرب هذا الى الولايات المتحدة الاميركية واكمل دراساتة الجامعية العليا وحصل على الجنسية الاميركية وبقي مقيما هناك حتى الان .

وقد قام هذا المجرم بنشر كتاب سنة ٢٠١٤ بعنوان : نقاط ساخنة ؛ السياسة الخارجية الامريكية في عالم ما بعد حقوق الانسان Hot Points: American Foreign Policy in a Post-Human-rights World . وبالعودة الى جذور الدعوات ، التي يطلقها جون بولتون وامثالة لشن حرب امريكية ضد ايران ، فاننا نجدها في هذا الكتاب ، الذي ينضح بالأفكار العدوانية المتطرفة . حيث يدعو الكاتب الى ضرب ايران بنيويا ، اَي تدمير بناها التحتية عبر عمليات قصف تدميرية لا تبقي ولا تذر .... لونا من ألوان عقيدة الضاحية ، وذلك كخطوة أولى على طريق تقسيم ايران ، عبر تشجيع ودعم الحركات المعارضة والانفصالية ، مثل عرب الاهواز ، والأكراد في الغرب والبلوش في الشرق وحركة مجاهدي خلق الارهابية.

اما الهدف من وراء هذة العمليات ، التي يدعو أميتاي عتصيوني الى تنفيذها ضد ايران ، فهو:

منع ايران من ملأ الفراغ في الشرق الأوسط ، والذي قد ينجم عن انسحاب مستقبلي محتمل للقوات الاميركية من هذة المنطقة ، والتوجة شرقا للتصدي لتزايد القوة والنفوذ الصينيين .

وعلى الرغم من كل هذا الضجيج ، الذي يثيرة مروجو هذة الخطوة العدوانية ، فان تنفيذها يبقى مرهونا بعوامل كثيرة نختصرها في ما يلي :

1. وجود معارضة فاعلة جدا ضد تنفيذها ، من قبل المؤسسة العسكرية الامريكية والجهات الاخرى ذات الاختصاص ، والتي تعرف اكثر من دعاة هذة المخططات ، الكلفة المرتفعة جدا لتنفيذها ان كان على الصعيد المادي او البشري وذلك بالنظر الى القوة التي تتمتع بها ايران كدولة اقليمية ذات اهمية .

2. الاختلاف الجوهري بين وجهة نظر الرئيس ترامب ووجهة نظر القوى الداعية الى مهاجمة ايران في فهم طبيعة الهدف المرجو من اَي تحرك ضد ايران . اذ ان الرئيس ترامب لم يحسم موقفة ،من كل هذة الطروحات حتى الان ، وذلك لانة لا يريد الدخول في حرب ضد ايران ، قد تتحول الى صراع عسكري إقليمي واسع تضطر خلالة الولايات المتحدة الى التدخل المباشر بقوات برية فية ، وانما يريد ان تستسلم ايران لارادة الولايات المتحدة دون حرب كي لا تتاثر قاعدتة الانتخابية بتكاليفها وبالتالي تتعثر او حتى تتلاشى جهودة الرامية الى اعادة انتخابة لولاية رئاسية ثانية في الولايات المتحدة . فالرئيس ترامب اثبت في كثير من المواقف انة قد يستمع لاراء مستشارية ووزراءة ولكنة ليس دمية في أيديهم وان جل همة ينصب على التحضير للانتخابات الرئاسية القادمة وعلى تطبيق شعارة الداعي الى جعل " امريكا اولا " .

3. ان خيارات الرئيس ترامب تجاة الصين لم تحسم نهائيا حتى الان . فعلى الرغم من الاجراءات الحمائية التي اتخذها ضد الصين ، على الصعيد التجاري ، الا انة عاد ودخل في سلسلة محادثات معها لإيجاد صيغة قريبة من التفاهم معها حول القضايا العالقة بينهما . وهذا ما يقوّض نظرية جون بولتون ، التي يحاول إقناع رئيسة بها ، والتي تدّعي ان الغزو الاميركي للعراق قد مثّل قصة نجاح يجب الاحتذاء بها ، ادت الى تدمير الدولة العراقية وبالتالي نموذجا لتدمير دول عربية اخرى لاحقا . اَي ان بولتون يحاول إقناع الرئيس ترامب بان تدمير الدولة الايرانية وتحويلها الى دويلات متصارعة سيشكل خطوة أساسية على طريق تطبيق هذا النموذج في دول آسيوية اخرى على رأسها الصين .

وبناء على ما تقدم فان من الواضح ان الولايات المتحدة وحلفائها ، ورغم القوة العسكرية الهائلة التي يمتلكونها ، عاجزون عن توجية ضربة عسكرية لايران كما انهم غير قادرين ايضا على إخضاعها ، من خلال تطبيق أنظمة العقوبات والحصار المالي والاقتصادي الخانق عليها ، وأنهم بذلك يضيفون فشلا جديدا الى فشلهم في تنفيذ مشروعهم الشرق أوسطي ، الذي كان يرمي الى تفتيت المنطقة ، من خلال اسقاط الدولة السورية وفرض الهيمنة الامريكية التامة على ما يسمونة "الشرق الأوسط " الامر الذي نجح محور المقاومة في منع حصولة ، من خلال الصمود الأسطوري للدولة الوطنية السورية ثم تحول محور المقاومة الى الهجوم الاستراتيجي الشامل ، الذي ادى الى تحرير معظم الاراضي السورية التي سيطر عليها المسلحون الارهابيون ، وصولا الى مانشهدة الان من استعدادات لقوات هذا المحور لتنفيذ المرحلة الاخيرة من هجومة الاستراتيجي ، والتي ستختتم بتحرير فلسطين كاملة واعادة رسم خريطة العالم العربي والاسلامي ، لا بل خريطة العالم الجديد .

عالم ينهض بسواعد رجال الله على اعتاب عالم ينهار وتأفل نجومة نجمة بعد نجمة وما فنزويلا ببعيدة عن تحقيق نصر جديد ..!

بعدنا طيبين قولوا الله